فواز الطيب يكتب /سياسياً الموصل الى أين ؟
الملاحظ في ادارة مجلس محافظة نينوى التناحر والانشقاقات والاختلافات والتهديدات المبطنة بعد تشكيل هيئة المجلس والتصويت للمحافظ ونائبيه ، وبانتظار التصويت على اللجان وتغيير بعض مدراء الدوائر وغيرها من مناصب ، وكنت قد توقعت دخول الأعضاء بكتلة أكبر لصالح الحسم والسيادة وتقدم وعزم وتجديد والكورد وفعلا حصل هذا بكتلة نينوى الموحدة وسرعان ما بدأ التنصل من الوعود والانسحاب لصالح جماعة الإطار وتحديدا مع ريان الكلداني والذي يبدو أنه ممثل الاطار الرسمي كمفاوض ، وعلينا الاعتراف بأن اليوم هو يوم الكلداني سياسيا في نينوى فهو صاحب الكلمة العليا لحسم أي خلاف وبإشارة منه الكل ينفذ ويصوت .
واليوم تم تأجيل جلسة مجلس المحافظة مرة أخرى الى اشعار آخر لعدم اتفاق الكتل السياسية على توزيع حقائب اللجان وكان السيد أحمد العبد ربه قد صرح بأن الاطار يسعى للقفز على حقوق أعضاء نينوى الموحدة ، ولم يعلن عن الأختلاف هل هو على اللجان أم مدراء الدوائر ، لتستمر المفاوضات في الغرف المغلقة بين قادة الأحزاب والتحالفات وليس بين أعضاء المجلس كما هو متعارف عليه في ادارة المنظومة السياسية العراقية ، وستكون الحوارات بزعامة الكلداني وتوجيهاته لقادة الأحزاب والتحالفات المنضوية في كتلته كأغلبية.
وهذا المخاض السياسي الجديد في نهايته سيحدد وجهة كل طرف وعضو في المجلس وهو مع أي مشروع وتوجه ، بعيداً عن الوعود الإنتخابية وتعبئتها الجماهيرية ، ولا عزاء لجمهور الناخبين إلا تحمل اختياراتهم بروح رياضية ، فقد تعود هذا الجمهور على النكسات والضربات المتتالية وتعود على اللدغ من نفس الجحر ، ويبدو أن هذا اللدغ أصبح لذة ومتعة لديهم !! ، لا بل يحشدون الناس له ويحكون لهم عن لذة اللدغ وفؤائده المتعددة على شخصية الإنسان وكرامته وعلو مكانته بين الناس !!.
ومن جهة أخرى سيفرز هذا المخاض تجمعات سياسية جديدة بعد سرعة انعدام الثقة بأعضاء مجلس محافظة نينوى ومن قبلهم أعضاء البرلمان بشكل عام ، ولعدم ظهور شخصيات قيادية مقنعة في المشهد الجديد يمكن الالتفاف حولها ، وهو مؤشر على أن شخصيات المشهد الجديد في نينوى عناصر تابعة لا تملك كارزما القيادة شكلا ومضمونا . والحراك الذي أتحدث عنه ليس أمنية بل حقيقة ستظهر ملامحها قريباً بتيارين أحدهما شبابي ، ومدى نجاحهما من عدمه مرهون باختيار شخصياتها ومشروعها ومدى واقعية وموضوعية الأهداف .
وأستبعد هنا حسب ما يتم التلميح له من دخول السيد عبدالقادر الدخيل في أي تحالفات سياسية بالمرحلة القادمة وأمامه تجارب العراقية وقائمة النصر التي حققت الأغلبية بقيادة العبادي وبعد ذلك همشت وأنتهت ، والدخيال معروف عنه صياد ماهر للمواقف وبوقتها المناسب ولا أظنه لا يدرك أبعاد هذه اللعبة بكل محاذيرها .