اكتشاف أكثر من 1500 جثة مجهولة في نينوى منذ 2017
عراقيون/متابعة
لاتزال عملية اكتشاف الجثث المجهولة والرفات مستمرة في محافظة نيوى، ولاسيما في مدينة الموصل، على رغم من مرور ثمان سنوات على تحرير المدينة من تنظيم داعش، والذي اعلنته الحكومة العراقية في 10 تموز 2017.
فرق الدفاع المدني في الموصل تقوم بين مدة وأخرى بارسال وجبة من الرفات التي يتم العثور عليها، لاسيما في المنطقة القديمة من الموصل، الى دائرة الطب العدلي.
بهذا الصدد، تقول مدير قسم الطب العدلي في نينوى، شهد عارف، خلال صحفي تابعته “عراقيون” إن مجموع الجثث مجهولي الهوية التي تم العثور عليها منذ سنة 2017 والى حد الان بلغ 1524.
وتضيف شهد عارف: “نستلم الرفات من الدفاع المدني او الجهات التحقيقية كمجهولي الهوية عبر مخاطبة رسمية في أن هذه الجثث لمجهولي الهوية، ويتم بعدها الكشف الأولي”، مردفة أنه “في بعض الاحيان تأتي لنا فرق الدفاع المدني وتجلب رفات متداخلة ولا تعرف العدد، لذا نقوم نحن بفرزها ونعطيهم العدد”.
“بعد عملية الفرز نقوم بأخذ عينات الـ (دي ان أي)، وفي حال وجود مدعي بالحق الشخصي تتم المطابقة، واذا لا يوجد مدعي بالحق الشخصي تبقى القضية في الحفظ”، وفقاً لشهد عارف، التي نوهت الى أنه “في حال وجود مدعي بالحق الشخصي نحصل على موافقة قضائية ونقوم بعملية فحص الـ (دي ان أي) من الرفات، ومن ثم عينة الدم من العائلة، ومن ثم نرسلها الى بغداد، حيث تستغرق العملية نحو سنة أو سنتين لأجل الانتهاء من عملية الفحص”.
مدير قسم الطب العدلي في نينوى، أوضحت أن “الرفات التي يتم العثور عليها بين مدة وأخرى تكون لمختلف الأعمار ولكلا الجنسين، حيث تعود لأطفال ونساء ورجال”، مبينة: “قبل نحو شهر جاءت لنا رفات لأطفال، وأغلب الرفات يتم العثور عليها في منطقة الميدان والمناطق القديمة في الموصل، أي في الجانب الايمن”.
عملية اكتشاف الرفات في منطقة الميدان بالمدينة القديمة للموصل، مستمرة منذ نحو سنة، لكن لا توجد بيانات نهائية بعدد المقتولين في الحرب، وفقاً لشهد عارف.
وتوضح أن “فرق الدفاع المدني تقوم بعملية المسح، وعند عثورها على رفات ترسلها الينا”.
بخصوص وقت تفسخ الجثة، اشارت شهد عارف الى أن “ذلك يعتمد على الظروف البيئية والجوية والتربة، وأيضا من حيث كونها فوق او تحت الأرض او في سرداب او في تحت التربة”، مضيفة أنه “بحال كانت التربة خصبة تتحول الجثة خلال سنة أو سنة ونصف الى عظام، أما اذا كانت فوق الارض فانها تتفسخ بصورة أسرع”.
يذكر أن القوات الامنية العراقية أطلقت في تشرين الأول 2016 عملية عشكرية لتحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم داعش، حيث أعلنت الحكومة رسمياً تحرير المدينة في يوم 10 تموز 2017.
كانت مدينة الموصل تعتبر أهم مراكز تنظيم داعش في العراق منذ سيطرته عليها في حزيران 2014 ابان انتصار التنظيم في معركة الموصل الأولى وانسحاب القوات الحكومية من المدينة والتي شهدت انتهاكات واسعة تجاه المدنيين، بحسب ما ذكرته منظمة هيومن رايتس ووتش في وقتها.
كما انتقدت المنظمة الحقوقية أيضاً ما وصفته عمليات تصفية واعتقالات وجرائم حرب قامت بها القوات الحكومية وقوات موالية لها حدثت منذ بداية المعارك لاستعادة السيطرة على الموصل.
انخفض عدد السكان الأصليين من 2.5 مليون نسمة إلى نحو 1.5 مليون نسمة بعد عامين من حكم تنظيم داعش، علماً أن المدينة كانت متنوعة للغاية وفيها الأقليات العرقية بما في ذلك الأرمن والايزديين والآشوريين والتركمان والشبك.
اعتباراً من 13 تموز، بدأ سكان الموصل بالعودة إلى المدينة بحثاً عن جثث أقاربهم وأصدقائهم الذين سقطوا ضحايا للتنظيم، أو للعمليات العسكرية التي جرت من أجل تحرير المدينة.