أكثر من 30 الفاً ضحايا الألغام في العراق والمساحة الملوثة المتبقية 2100 كم
عراقيون/متابعة
لازالت مساحة أكثر من 2100 كيلومتراً مربعاً في العراق ملوثة بالمخلفات الحربية والألغام، فيما راح ضحية هذه المخلفات أكثر من 30 ألف عراقي طيلة السنوات الماضية.
تسبب انفجار مخلف حربي يوم الاثنين الماضي، بمقتل طفل يبلغ من العمر عشر سنوات، في محافظة البصرة جنوبي العراق، حيث قال مدير ناحية سفوان، طالب الحصونة، لوكالة انباء عراقيون، ان انفجار مخلف حربي قديم في منطقة المزارع بالرميلة الجنوبية، أدى الى مقتل طفل، يدعى (رضا فندي خلف الخفاجي) وهو من تولد 2013 ويعمل مع أسرته في رعي الاغنام.
وسبق أن طالبت الحكومة المحلية في ناحية سفوان التابعة لمحافظة البصرة، باجراء مسح للمخلفات الحربية والألغام فيها، مشيرة الى أن الأخيرة تتسبب بخسائر بشرية في صفوف الأهالي.
بخصوص المخلفات الحربية، أوضح مدير قسم التوعية والاعلام في دائرة شؤون الالغام، مصطفى حميد، لوكالة انباء عراقيون: “لدينا مشاريع ستراتيجية، مثل طريق التنمية، يجري العمل فيه على تطهير مسارات الطريق، ولدينا بعض المشاريع الاخرى المتعلقة بالموضوع مثل تطهير بادية المثنى، ومشروع سكة حديد البصرة الشلامجة”، مبيناً أن “كل هذه المشاريع تنتظر اطلاق التخصيصات التي تم اقرارها ضمن الموازنة”.
ونوّه مصطفى حميد الى أن “ميزانية الالغام فيها عدة أبواب، حيث أقر ضمن قانون الموازنة ما يسمى بالقرض البريطاني الذي يبلغ 400 مليون دولار على مدى سنوات الموازنة الثلاث”، مردفاً أنه “يجب أن تقدم الشركات عروضاً بهذا الصدد، لكنها يجب أن تكون بريطانية بموجب احتياجنا، حيث نرفع احتياجنا الى وزارة التخطيط وما يسمى بلائحة الادراج، وتقرها وزارة التخطيط وتقوم بتحويلها الى وزارة المالية”.
ولفت مصطفى حميد الى أنه “من المقرر ان تنطلق التخصيصات بداية السنة المقبلة 2024، وسندعو الشركات البريطانية للتقديم على هذه المشاريع”.
بالنسبة للمساحات الملوثة بالمخلفات الحربية في البلاد، أفاد مدير قسم التوعية والاعلام في دائرة شؤون الالغام بأن “المتبقي الآن هو أكثر من 2100 كيلومتر مربع في عموم العراق، من أصل أكثر من 6450 كيلومتراً مربعاً تم تحديدها عام 2003، أي أن تطهير الاراضي الملوثة بالمخلفات الحربية تجاوز الـ 57%، من المجموع الكلي للأراضي الملوثة”.
وذكر أن “نصف هذه المساحة تقريباً في محافظة البصرة، والتي عانت من الحروب في العقود السابقة وفيها تركة كبيرة، كما لدينا أيضاً مساحات ملوثة في محافظات ميسان وذي قار والمثنى”، مضيفاً أن “في محافظة المثنى ذخائر عنقودية ناتجة من حرب الخليج 1991، وفي حال اطلاق القرض البريطاني فواحدة من مشاريعنا فيها هي تطهير بادية المثنى من المخلفات الحربية”.
بشأن المخلفات الحربية في اقليم كوردستان، قال مصطفى حميد أنه “في اقليم كوردستان تأسست المؤسسة العام لشؤون الالغام (ايكما) عام 1992 وقد بدأوا قبلنا بهذا المجال بمعونة الدول المانحة والمجتمع الدولي”، منوهاً الى أن “المساحات الملوثة بالمخلفات الحربية المتبقي لديهم هي أكثر من 200 كيلومتر مربع، ونحن علاقتنا معهم ممتازة، ونعدّ دائرة اشرافية رقابية عليها، ولا نتولى ازالة المخلفات فيها”.
وبيّن أن “دائرة شؤون الالغام تسمى السلطة الوطنية، وهي مسؤولة عن كل الألغام في العراق، منها في اقليم كوردستان، ونحن بصدد توقيع مذكرة تفاهم ووثيقة تعاون مع اقليم كوردستان قريباً بهذا المجال”.
أما بخصوص أعداد الضحايا جراء انفجار المخلفات الحربية، قال مصطفى حميد إن “أكثر من 30 الف ضحية سجلوا بين حالات وفاة وإصابة جراء المخلفات الحربية منذ انطلاق البرنامج ولحد الان”، مؤكداً: “لدينا برنامج لمساعدة الضحايا، حيث توفر لهم وزارة الصحة مستلزمات صحية وتمنحهم قطع أراضي ورواتب وتسهيلات في استيراد السيارات الخاصة”.
خاض العراق خلال فترة حكم صدام حسين، حروباً عدة، أولها مع ايران، إذ امتدت لثماني سنوات وهي أطول حرب شهدها القرن العشرين، وعرفت بـ”حرب الخليج الأولى”، ثم في العام 1991 حين تدخّل تحالف دولي مكون من 32 دولة بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، لتحرير الكويت، وتعرّض العراق خلالها إلى قصف مكثف لإجباره على الانسحاب من الدولة الجارة، ومن ثم في العام 2003، عادت الولايات المتحدة الأميركية وقادت تحالفاً دولياً جديداً لإسقاط نظام صدام حسين، وكل هذه الحروب تركت كماً هائلاً من القنابل والصواريخ والألغام على الأرض، وما تزال غير منفلقة، وأدت طيلة هذه السنوات لمقتل وإصابة العديد من المواطنين العراقيين.