فواز الطيب يكتب| حريق الحمدانية جريمة قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد
عراقيون| مقالات رأي
أي مشكلة أو كارثة في نينوى تكشف عوراتنا وتكشف كذبنا ونفاقنا والشيزوفرينيا التي نعيشها في تقييم رجالاتنا ومدى رجاحة عقولنا في الحكم على الأشياء ، وسنستمر ولا اعتقد بأي استفاقة تصحح مسار أفكارنا فمكتوب علينا الوهن والضعف في هذه المرحلة العصيبة من التاريخ ، والتصحيح قد يكون بجيل آخر ، وستقولون هذا جلد للذات وأقول هذه هي المرآة الحقيقة للمشهد والواقع الذي نعيشه .
المشهد هو كالآتي .. سنقرأ ونستمع لمجموعة من البيانات ولجان التحقيق والقاء القبض على فلان وعلان ، ومن ثم مشكلة تتبعها مشكلة وننسى هذه الكارثة كما نسينا كارثة العبارة ، بدون أي اجرات سلامة لكافة المشاريع السياحية والخدمية ، ومن دون أي تطوير لوسائل الدفاع المدني ، ولا أي اعمار أي مستشفى عام ناهيك عن المستشفيات التخصصية ، وكأن المواطن الموصلي مشروع تضحية وقتل وأهلها مجرد أرقام .
كارثة ضحايا قاعة الهيثم في الحمدانية لا تكفيها الكلمات ولا التعازي ولا المواساة ، فهي أكبر من الكلمات والدعوات بالرحمة ، فهنا وأمام هكذا مواقف علينا أن نكتشف المسبب كإهمال حكومي إداري وعلى مختلف المستويات ، ونعاقب المسؤول عن هذا الإهمال في متابعة وفرض شروط السلامة لأي مشروع سياحي خدمي ، فالحزن الحقيقي يتطلب عمل حقيقي ، لا استعراضات إعلامية وبيانات واتهامات فارغة .
في نينوى أموال مخصصة لبناء خمس مستشفيات لم تصرف ولم يبنى مستشفى واحد بسبب الاختلاف عن العمولات ( الفساد ) وخيانة العهد والذمة ، واليوم نكتشف أن هذا التلكئ يعتبر من جرائم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد ، بسبب عدم وجود مشافي تنقذ المصابين ، ولا أدوية ومستلزمات طبية ولا مستشقيات تخصصية لمحافظة تجاوز عدد سكانها الأربعة ملايين نسمة ، فتصور أي مهزلة إدارية نعيش بمسميات ابطال التحرير والاعمار !! .
وبقي أن نقول ونشكر كل الجهود والاستنفارات من أجل انقاذ المصابين ، الحكومي والأهلي منها، وجهود الشباب الموصلي الاستثنائي في عمليات الإنقاذ والتبرع بالدم والأدوية والمستلزمات الطبية .
أتمنى وهي أمنية مرفوقة بعمل وجهد بسيط ، أن نصحح اتجاهات مواقفنا بالقيم والأخلاق التي تربينا عليها ونؤمن بها كمعتقد رباني .