تفاصيل الحريق الكارثي في قضاء الحمدانية
عراقيون/نينوى
انقلب حفل زفاف في قضاء الحمدانية التابع لمحافظة نينوى، الى صراخ ومحاولات هروب خارج القاعة، بعد أن شبت النيران في ارجاء القاعة، بسبب اللعب بالألعاب النارية، في وقت تشير الدلائل الى ان القاعة مخالفة لاجراءات الأمان والسلامة.
يبدو ان القاعة كانت غير مؤمنة بالشكل اللازم من حيث توفير مستلزمات الأمان والحماية، ما يفسر سبب انتشار النيران في القاعة، التي كان يحضر الحفل فيها نحو ألف شخص، من مختلف الاعمار، ما يطرح عدة تساؤلات حول آلية منح هكذا مباني اجازات، ومن هي الجهات التي عليها ان تتحمل مسؤولية ازهاق الارواح.
وقال محافظ نينوى “نجم الجبوري” لوكالة انباء عراقيون، اليوم الاربعاء، ان “الحصيلة النهائية بلغت 87 شهيداً، وهنالك اكثر من 100 مصاب موزعين على مستشفياتنا في نينوى، بينما قسم منهم في دهوك وأربيل”.
واشار محافظ نينوى الى ان “رئيس الوزراء ووزير الصحة، فضلاً عن اربيل ودهوك وكركوك وصلاح الدين، ارسلوا مساعدات مثل أدوية وسيارات اسعاف، ولا يوجد نقص بهذا الصدد”.
أما بخصوص وضع المصابين، نوه الجبوري الى ان “قسماً من المصابين خرجوا، والاطباء في طور التقييم لحالة باقي المصابين”، لافتاً الى مجيء أطباء من بغداد، للمساعدة في علاج المصابين.
وفي نفس السياق ، قال نائب محافظ نينوى حسن العلاف، لوكالة انباء عراقيون، اليوم الاربعاء، ان”هنالك عدداً من العوائل أخذت ضحاياها المتوفين من دون جرد”، لافتاً الى أن نحو الف شخص كان حاضراً في قاعة الاعراس بقضاء الحمدانية، والتي شهدت الحريق الهائل.
العلاف، لفت الى فتح تحقيق لمعرفة ملابسات واسباب الحادث، في وقت تسارع الفرق الطبية لاسعاف المصابين ونقل المتوفين.
من جانبه، أعلن وزير صحة إقليم كوردستان، سامان برزنجي، أن عدداً كبيراً من سيارات الإسعاف وفرق الإنقاذ توجهت إلى الحمدانية للمشاركة في إنقاذ الجرحى وإسعافهم.
وأوضح سامان برزنجي، أن المصابين في الحريق سيعالجون في مستشفيات أربيل، بناء على أمر رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة العراقية، اليوم الاربعاء، ارسال تعزيزات طبية من بغداد والمحافظات الى نينوى.
الصحة تستنفر دوائرها
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية سيف البدر في بيان له، ان وزير الصحة صالح مهدي الحسناوي وجّه باستنفار دوائر الوزارة في محافظة نينوى والدوائر المجاورة لها لاسعاف وعلاج المصابين في حادث الحريق في قضاء الحمدانية وتقديم الرعاية الصحية لهم.
واشار سيف البدر الى ارسال شحنات تعزيزات طبية من بغداد واقليم كوردستان والمحافظات الاخرى الى محافظة نينوى.
من جهته، بيّن المتحدث باسم مديرية صحة نينوى، بشار جادر، أن كل المستشفيات استعدت لاستقبال الجرحى، مشيراً إلى توجيه جميع سيارات الاسعاف إلى القاعة، واستدعاء جميع الموظفين من منازلهم لمعالجة الجرحى.
وأجرى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني اتصالاً هاتفياً بمحافظ نينوى للوقوف على تداعيات الحريق، ووجّه وزيري الداخلية والصحة باستنفار كل الجهود لإغاثة المتضررين جراء الحادث المؤسف.
عضو مجلس النواب العراقي عن محافظة نينوى “اخلاص الدليمي” قالت لعراقيون، ان “الموقف داخل المستشفى كارثي والعوائل يبحثون عن ضحاياهم”.
واضافت الدليمي، ان “أكثر من 100 شخص توفوا، وعدد من كان داخل القاعة نحو الف شخص”، مشيرة الى ان “عدداً كبيراً من النساء والاطفال لقوا حتفهم في حادث الحريق”.
وذكرت ان “حكومة اقليم كوردستان أرسلت سيارات الاسعاف، لمعالجة المصابين في مستشفيات مدينة أربيل”، واصفة حادث الحريق بأنه “أكثر فداحة من حادثة العبارة”.
من جانبها اعلنت مديرية الدفاع المدني في بيان لها، انها استنفرت أقصى إمكاناتها من فرق الإطفاء والإنقاذ التخصصية وتسارعت بإخراج وإنقاذ العوائل من داخل قاعة للأعراس مغلفة بألواح الايكوبوند سريع الاشتعال، والمخالفة لتعليمات السلامة، والمحالة إلى القضاء حسب قانون الدفاع المدني المرقم 44 لسنة 2013 لافتقارها إلى متطلبات السلامة من منظومات الإنذار والإطفاء الرطبة في منطقة الحمدانية بمحافظة نينوى.
وأوضحت ان فرق الدفاع المدني استنفرت وبغضون دقائق وطوقت النيران ونفذت عمليات الاقتحام المباشر ونجحت بالدخول وسط القاعة المحترقة لتباشر بعمليات الإنقاذ للعوائل من النساء والأطفال، بالتزامن مع تنفيذ عمليات الإخماد للحريق الذي أدى إلى انهيار أجزاء من القاعة نتيجة استخدام مواد بناء سريعة الاشتعال واطئة الكلفة تتداعى خلال دقائق عند اندلاع النيران.
تشير المعلومات إلى استخدام الألعاب النارية أثناء حفل الزفاف، مما أدى الى إشعال النيران داخل القاعة بادئ الأمر، وانتشر الحريق بسرعة كبيرة وفاقم الأمر الانبعاثات الغازية السامة المصاحبة لاحتراق ألواح الايكوبوند البلاستيكية سريعة الاشتعال، والذي تسبب بوقوع ضحايا وإصابات بين العوائل، وكذلك تم فتح تحقيق واستدعاء خبير الأدلة الجنائية للتأكد من أسباب اندلاع الحريق وفق الإجراءات القانونية المتبعة.
وتشير المعلومات الى ان العروسين، راڤان وحنين، بخير وبصحة جيدة ولا صحة للأنباء المتداولة عن وفاتهما بحادث الحريق.