رايتس ووتش: خلافات سياسية تعيق اعمار سنجار و12 جماعة مسلحة تتنافس للسيطرة عليه
عراقيون/ متابعة
منظمة “هيومن رايتس ووتش” تؤكد إن إعادة إعمار سنجار، الذي تضرر بشدة في القتال ضد داعش، متوقفة بسبب الخلاف السياسي حول إدارتها.
وقالت المنظمة في تقرير تلقت /عراقيون/ نسخه منه ان، رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أمر الحكومة بفتح حملة لإعادة إعمار قضاء سنجار وتخصيص 50 مليار دينار عراقي لذلك، لكن الخلاف السياسي بين الحكومة الفيدرالية في بغداد وحكومة إقليم كوردستان حال دون استخدام الأموال المخصصة سابقا، في حين أن البنية التحتية المتضررة والخدمات الأساسية السيئة عرقلت عودة أكثر من 200 ألف شخص نزحوا من المنطقة منذ 2014، منهم 85% من الأقلية الايزيدية في العراق.
قالت سارة صنبر، باحثة العراق في هيومن رايتس ووتش: “تخصيص الأموال تطور إيجابي إذا استُثمرت بالفعل في الخدمات والبنية التحتية لتحسين حصول سكان سنجار على الرعاية الصحية، والكهرباء، والمياه، والسكن. الاقتتال السياسي يمنع استخدام الأموال المتاحة بينما يظل السنجاريون في حالة من عدم اليقين”.
تدمير 80% من البنى التحتية
وفقا للمنظمة الدولية للهجرة، وكالة الأمم المتحدة للهجرة، دُمرت 80% من البنية التحتية العامة و70% من المنازل في مدينة سنجار، أكبر مدينة في القضاء (وحدة إدارية بموجب التقسيم الإداري المعتمد في العراق)، خلال النزاع ضد داعش بين 2014 و2017. قال السكان إن الكهرباء والمياه غير متوفرتين باستمرار، وماتزال العديد من المرافق التعليمية والصحية متضررة أو مدمرة، وهناك نقص الموظفين حيثما وجدت هذه المرافق.
قابلت هيومن رايتس ووتش عشرات السنجاريين المقيمين في مخيمات للنازحين في محافظة دهوك، وثلاثة سنجاريين عادوا إلى سنجار؛ ومسؤولين حكوميين من كوردستان وبغداد، والقائممقام السابق لـ”الإدارة الذاتية” لسنجار، ورئيس مستشفى سنجار العام، وممثلي ست منظمات مجتمع مدني؛ ودبلوماسيَين غربيَين.
يعمل قائممقام سنوني، في شمال سنجار، مؤقتا كقائممقام سنجار، ومقرها في دهوك، حيث يضطر السنجاريون إلى السفر للحصول على خدمات التوثيق الإدارية والمدنية. أنشأت “وحدات مقاومة سنجار”، وهو فصيل يقوده الايزديون وله صلات مفترضة بحزب العمال الكوردستاني، إدارة محلية تتمتع بالحكم الذاتي في سنجار في 2017 وانتخبت قائممقام لا تعترف به رسميا حكومة إقليم كوردستان أو الحكومة الفيدرالية، حسب رايتس ووتش.
بموجب اتفاق سنجار لسنة 2020، خصص العراق 28 مليار دينار عراقي لصندوق إعادة إعمار سنجار.
وقال محافظ نينوى نجم الجبوري، إن أربيل وبغداد ترفضان إنفاق الأموال قبل الاتفاق على من سيكون مسؤولا عن الإدارة المحلية لسنجار، لكن المناقشات توقفت ولم تتمكنا من الاتفاق على مرشح مناسب لمنصب قائممقام سنجار، وكثيرا ما يرفض السنجاريون، الذين يشعرون بالتهميش والإقصاء من العملية، المرشحين المقترحين.
واضاف الجبوري إن اتفاق سنجار يدعو أيضا إلى تشكيل لجنة مشتركة مع ممثلين عن حكومة إقليم كوردستان والحكومة الفيدرالية لتوزيع هذه الأموال، لكن اللجنة لم تُشكَّل بعد. لا توجد أحكام لضمان المشاركة المحلية في عمليات صنع القرار، ما فاقم شعور السنجاريين بالإقصاء.
تقرير المنظمة أشار الى ان كل الذين قابلوهم لفتوا إلى نقص الخدمات العامة الملائمة كعائق أمام العودة بالإضافة إلى الوضع الأمني غير المستقر وعدم تقديم الحكومة تعويضات عن المنازل والأعمال التجارية المدمرة.
قالوا إن التعليم العام ليس متاحا بسهولة، وذلك جزئيا بسبب تدمير المدارس. حتى في الأماكن التي يمكن الوصول إليها، يُقوّض الاكتظاظ جودة التعليم، حيث تستقبل بعض المدارس طلابا من قرى متعددة، ونقص الموظفين لان آلاف المعلمين ما يزالون نازحين. وجد مسح أجرته المنظمة الدولية للهجرة أن 58% من السكان يفتقرون إلى الوصول إلى مدرسة ثانوية عاملة ضمن نطاق خمسة كيلومتر من محل إقامتهم.