سرمد كوكب الجميل يكتب| الريادة ليست مقاسات على المزاج
عراقيون| مقالات رأي
ليست المشكلة في مفهوم الريادة انها مصطلح معروف معنى ومضمونا بكل ابعاده ومعطياته، وتسهب الادبيات بتوضيح المفهوم وما ينطوي عليه من ابداع وسبق في الاعمال تنظيرا وتطبيقا وممارسة واداء، ولكن المشكلة عندما يكون هناك خلط وتشويش ولبس في القياس للوقوف على من هو الرائد ! وهذا ما يجعل الفجوة كبيرة جدا بين من يختار رائد الفضاء عندهم وبين من ينتقى رائد العلم والعمل والمعرفة والثقافة والفن لدينا هب انهم طبقوا قياساتنا في اختيار رائد الفضاء لديهم لكانوا لم يبلغوا عتبة محطتهم او حتى سقفها وهب اننا طبقنا قياساتهم في انتقاء رواد مجتمعنا او مؤسساتنا فانها ستتحول حربا ضروسا لا تضع اوزارها ولا تخمد نيرانها ما حيينا فلا يتحقق المراد حتى ولو بنسبة ضئيلة جدا، وهذا احد اسرار تقدم المجتمعات وتخلفها فلقد تجذرت لدينا اللاموضوعية واللامنطق واللا قياس ومنذ زمن طويل فكيف بزمننا هذا الذي لا يعرف فيه معنى القياس البتة، وتغمرهم نزعاتهم الشخصية والانوية لدرجة العمى فلا يمكنهم التمييز بين الاسود والابيض ولا بين الظلمات والنور وغلفهم التشويه وتدفق مع دمهم النفاق وعشقوا التملق والتطفل والمداهنة والانتقاص؛ اجل وكلما ازدادوا شهادات والقابا ضلوا طريقهم وجحدوا القياس فلا اقاموا الوزن بالقسط لا بل طغوا بالميزان تلك هي قضية مجتمعنا ودعونا من الكلمات العاطفية فظاهرهم غير باطنهم ولا ينطقوا الحق حتى وهم كارهون فتلك سجاياهم
وتلك اذن هي ريادتهم….!!! قال البعض لا يمكن التعميم! قلت نعم هناك نسبة خطأ يعرفها الاحصائيون تتراوح بين ١ بالمئة و١٠ بالمئة وبعدها يمكن التعميم وهذه استثناءات قليلة جدا انما الامر العام والشائع والمقبول اجتماعيا ما جاء به المتنبي في شطر بيت شعره والاستثناء في عجزه..
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها
وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ