الحلبوسي: ندعو الى تبني الدول العربية قراراً نهائياً بعودة سوريا الى محيطها العربي
دعا رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي خلال المؤتمر الرابع والثلاثين للاتحاد البرلماني العربي إلى أن تتبنَّى الدول العربية على كافة المستويات البرلمانية والحكومية قراراً نهائياً بعودة سوريا إلى محيطِها العربي، “وإلى ممارسة دورِها العربي والإقليمي والدولي بشكلٍ فاعلٍ، والعمل الجاد لاستقراره، وإعادة تاهيل بناه التحتية، وعودة أشقائنا السوريين، الذين هجَّرتهم الحرب، إلى ديارهم وبلادهم معزين مكرمين”.
وقال الحلبوسي في كلمته الافتتاحية بفعاليات المؤتمر الـ34 للاتحاد البرلماني العربي: ” آن الآوان للبيت العربي أن يوحِّدَ الجهودَ، ويَنبذَ الخلافات الجانبية؛ للوقوف أمام التحديات الراهنة دولياً وإقليمياً من خلال صياغةِ استراتيجيةٍ شاملةٍ وواقعيةٍ تجاه المشكلات العالقة منذ فترة طويلة، فالعالم اليوم يمرُّ بظروف صعبة للغاية، تتطلَّب عملاً تشاركياً وجهوداً استثنائيةً وتكثيفاً للمساعي الرامية إلى تحقيق الاستقرار والأمن، وفي مقدمة تلك القضايا قضيةُ الأمن الغذائي”.
وفيما يلي نص كلمة رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي:
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
أصحاب السِّيادة والمعالي والسَّعادة، رؤساء البرلمانات والوفود العربيَّة
معالي رئيس البرلمان العربي، ورئيس الاتحاد البرلماني الدولي، ورئيس برلمان البحر الأبيض المتوسط المحترمين
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمحوا لي في البدء أن أتقدَّم إليكم بالشكر الجزيل على دعمكم في أن يكون المؤتمرُ الرابع والثلاثون للاتحاد البرلماني العربي برئاسةِ العراق.
كما أودُّ أن أرحِّب بكم باسم الشَّعب العراقيِّ من أقصى جبال كردستان إلى بصرة الخليج ثغر الوطن الباسم، وأنتم بين أهلكم وإخوانكم في بغدادَ العروبة والسَّلام والتَّضامن الأخويِّ. وأن أحيِّي هذا الجمعَ الكريم من أشقَّائنا العرب، رؤساء البرلمانات والوفود العربيَّة، الذين يحطُّون رحالهم في بغدادَ اليوم بعد مضي نحو أربعينَ عاماً على آخر استضافة لها لمؤتمرنا هذا.
أصحاب المعالي السادة الرؤساء
تشكِّل هذه القمَّةُ البرلمانية خطوةً مهمةً في سبيل تعزيز العلاقات الوثيقة بين بلداننا الشقيقة، وتحديث أدواتها ووسائلها، وتحويل النظري في جداولها وخططها إلى عمليٍّ في ميدانها، كما نقدِّر عالياً الشعارَ الذي تحمله هذه الدورة بخصوص دعم العراق، مؤمنين أن النوايا والقلوبَ لأشقائنا أشدُّ بلاغةً وتعبيراً من كلِّ ما قيل وسيُقال بهذا الخصوص، وهذا مانتطلَّع له الآن ولاحقاً، ونعي أهميةَ هذه المساندة العربية في المضي قدماً لعراقٍ آمنٍ، وشرقِ أوسطَ مستقرٍّ، ووطنٍ عربيٍّ ينمو ويتقدَّم بموازاة حاجات العصر ومتطلبات المرحلة الحالية والمقبلة.
كما تنتظر أعمالُ المؤتمر الرابع والثلاثين الكثيرَ من المخرجات في نقاشاتِه وطروحاتِه لقضايا الأمَّة العربية، ومستجدات الساحتين الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك والمهم العاجل.
السيدات والسادة رؤساء الوفود العربية
أصحاب المعالي
لقد آن الأوانُ للبيت العربي أن يوحِّدَ الجهودَ، ويَنبذَ الخلافات الجانبية؛ للوقوف أمام التحديات الراهنة دولياً وإقليمياً من خلال صياغةِ استراتيجيةٍ شاملةٍ وواقعيةٍ تجاه المشكلات العالقة منذ فترة طويلة، فالعالم اليوم يمرُّ بظروف صعبة للغاية، تتطلَّب عملاً تشاركياً وجهوداً استثنائيةً وتكثيفاً للمساعي الرامية إلى تحقيق الاستقرار والأمن، وفي مقدمة تلك القضايا قضيةُ الأمن الغذائي التي بحثناها في اللقاء البرلماني العربي في القاهرة، وما يترتب على جميع الخططِ المعروضة من جهودٍ حكوميةٍ لتنفيذِها على أرض الواقع.
السيدات والسادة
في هذا المحفل نعبِّر عن رفضنا لاعتداءات قوات الاحتلال الصهيوني، وتجاهله لكلِّ القيم والمبادئ الإنسانية بحقِّ الأشقاء الفلسطنيين، ونكرِّر تأكيدَنا اليوم على موقفِنا الثابتِ والمبدئي من القضيةِ الفلسطينية، ومهما مرَّ الوقتُ وتغيَّرت الظروفُ الدولية فإننا ننطلق من رؤيةٍ وإيمانٍ راسخٍ بأحقية إخوانِنا الفلسطينيين بإقامةِ دولتِهم الفلسطينية المستقلَّة وعاصمتها القدس الشريف. وفي هذا السياق أيضاً، نعبِّر جميعاً عن رفضنا القاطع للإساءة للأديان والكتب السماوية، ولا سيما المحاولات المتكرِّرة التي حاولت وتحاول أن تعتدي على القرآن الكريم وقدسيته، في الوقت الذي ندعو فيه إلى احترام الأديان والمقدَّسات بجميع تنوُّعاتها.
أيها الإخوة والأخوات
لقد مرَّ الأشقَّاء في سوريا في الأيام الأخيرة بظروف صعبة إثر الزلزالِ المدمرِ الذي ضرب مدناً عزيزةً وغاليةً من أرجاء البلاد، وأوقع أضراراً بالغة بالأرواح والممتلكات، وكلُّ ذلك يلزمُنا جميعاً بالسعي والاستمرارِ في واجب المساندة والدعم إلى حين إنجلاءِ تداعيات الأزمةِ وآثارِها الصعبة.
ونحن ندعو اليوم إلى أن تتبنَّى الدول العربية على كافة المستويات البرلمانية والحكومية قراراً نهائياً بعودة سوريا إلى محيطِها العربي، وإلى ممارسة دورِها العربي والإقليمي والدولي بشكلٍ فاعلٍ، والعمل الجاد لاستقرار هذا البلد العربي الشقيق، و إعادة تاهيل بناه التحتية، وعودة أشقائنا السوريين، الذين هجَّرتهم الحرب، إلى ديارهم وبلادهم معزَّزين مكرمين.
وفي الختام، أجدِّد الترحيبَ بكم وبالوفود المرافقة لكم، باسمي ونيابةً عن جميعِ ممثلي الشعب في مجلس النواب العراقي، متمنياً لكم طيبَ المقام بين أهلِكم وفي بلدِكم الثاني.