ملعب “قابل للتفكيك” وكرة تشحن كهربائياً.. تقنيات جديدة تستخدم في مونديال قطر
عراقيون/ تعتبر بطولة كأس العالم في قطر هي أول نسخة تتم استضافتها في الشرق الأوسط، والأولى في دولة ذات غالبية مسلمة، والأولى التي تُقام في نهاية العام، وليس هذا فحسب، فهناك الكثير من التقنيات الذكية، داخل المستطيل الأخضر وخارجه تُستخدم لأول مرة في تاريخ كأس العالم وكرة القدم على الإطلاق.
ملعب 974
نجحت دولة قطر، وخلال وقت قياسي، في تجهيز 8 ملاعب لاستضافة مباريات نهائيات النسخة الـ22 من كأس العالم.
ومن بينها استاد 974، الذي يُعد من أغرب الملاعب في العالم، كونه ملعباً مؤقتاً، والحاصل على شهادتين عالميتين في تقييم الاستدامة.
وشُيّد استاد 974 بالكامل من حاويات الشحن الصلبة المُعاد تدويرها، بالإضافة إلى أن سقفه مغطى بالكامل، ويُعتبر استاد 974 أول ملعب قابل للتفكيك بشكل كامل، في تاريخ نهائيات كأس العالم منذ انطلاقها للمرة الأولى في أوروغواي عام 1930.
وبفضل التصميم “المرن” للملعب، سيكون بالإمكان إعادة بناء الاستاد، وبنفس السعة في أي مكان بالعالم، أو بناء منشآت أصغر باستخدام نفس المواد.
وبعد انتهاء مونديال قطر، سيُعاد استخدام تلك الحاويات في إنشاء مراكز خدماتية أخرى، من شأنها أن تقدم خدمات مجتمعية للمواطنين القطريين.
أما اسم الملعب (974) فهو يشير إلى مقدمة رمز الاتصال الدولي لدولة قطر (974)، ويشير أيضاً إلى عدد حاويات الشحن البحري التي استُخدمت في بنائه.
كرة كأس العالم “الرحلة” يتم شحنها بالكهرباء لهذه الأسباب
تقضي التقاليد أنه مع كل مونديال جديد يتم استخدام كرة رسمية جديدة للبطولة، ويتم أحياناً إطلاق التسميات عليها بحسب الدولة المستضيفة لبطولة كأس العالم. فتم إطلاق اسم “الرحلة” على كرة مونديال قطر 2022.
تتسم “الرحلة” بقدرتها على التنقل في الهواء أسرع من أي كرة أخرى، وصُممت باستخدام بيانات واختبارات صارمة في معامل شركة أديداس الألمانية، حيث تم اعتماد جلد صناعي محكم ومكون من 20 قطعة، بتصميم جديد يساعد في تحسين دقة الكرة واستقرارها أثناء الطيران.
كما أن “الرحلة” صُمّمت لدعم أعلى سرعات اللاعبين، إذ تتحرك الكرة أسرع من أي كرة سبق أن ظهرت في المونديال عبر التاريخ.
من الخارج تبدو “الرحلة” مثل أي كرة أخرى، لكن من الداخل فهي مزودة بأحدث التقنيات، وكشف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن الكرات المستخدمة في نهائيات كأس العالم في قطر، يتم شحنها قبل انطلاق كل مباراة.
وسبب شحن تلك الكرات هو وجود حساسات إلكترونية، ترسل 500 إشارة في الثانية للكاميرات الموجودة في الملعب وغرفة تقنية الفيديو (VAR). لارتباطها بنظام كشف التسلل.
ومن خلال الجمع بين بيانات تتبع اللاعبين وبيانات الكرة وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي، ستوفر التكنولوجيا شبه الآلية تنبيهاً تلقائياً لحكام الفيديو والمباراة، كلما استقبل “مهاجم متسلل” الكرة من أحد زملائه.
وحينها يتحقق حكام الفيديو من حالات التسلل من البرنامج بالنظر لمكان ركل الكرة، وخط التسلل، قبل إبلاغ الحكم الرئيسي بالقرار، ولا تستغرق هذه العملية الدقيقة برمتها أكثر من بضع ثوانٍ فقط.
8 ملاعب مكيفة
وتقام مباريات المونديال في قطر على 8 ملاعب، وهي الأقل عدداً منذ كأس العالم 1978 في الأرجنتين، والذي اعتمد على 16 ملعباً.
وعلى الرغم من إقامة كأس العالم 2022 في الشتاء من أجل التغلب على درجات الحرارة العالية في منطقة الخليج خلال فصل الصيف، فإن اللجنة المنظمة قررت تبريد الملاعب المعروفة باسم تقنية (doctor cold).
وجاء قرار تبريد الملاعب لأن درجات الحرارة في تلك الفترة ربما تصل لأكثر من 25 درجة مئوية، وهو أمر ربما سيكون شاقاً على بعض اللاعبين والمشجعين الوافدين على قطر من قارة أوروبا.
ويتكون نظام التبريد في ملاعب قطر من جزأين، الأول لتنقية وتنظيف الهواء، والآخر لتبريده، ويعتمد على دفع الهواء النقي والمبرد لداخل الملاعب وإخراج الهواء الساخن وإعادة تدويره، من خلال الآلات التي تطلق الهواء النظيف والمصفى.
وتنتشر أجهزة مستشعرات بجميع أنحاء الملاعب للتحكم في درجة الحرارة والرطوبة والهواء، وصممت أجهزة التبريد اعتماداً على نماذج ثلاثية الأبعاد للملاعب لتحديد قوة الريح وشكل الظل.
وتُستخدم الطاقة الشمسية في توليد الطاقة اللازمة لتبريد الهواء، وضخه إلى داخل الملعب عبر فوهات في جوانب أرضية الاستاد، وأسفل مقاعد الجمهور. كما تستخدم أنظمة العزل والتبريد الذي يستهدف نقاطاً محددة في الاستاد، لجعل التقنية صديقة للبيئة قدر الإمكان.
وبحسب أستاذ الهندسة، الدكتور سعود عبد الغني، المسؤول عن الفريق الذي ابتكر تقنية التبريد، أن التبريد موجه لنقاط محددة، ويتم استهداف المناطق التي يوجد فيها الأفراد فقط، مثل أرضية الملعب والمدرجات. ويتميز كل استاد بهيكل أشبه ما يكون بحاجز يضم في داخله فقاعة باردة.
وتعمل تقنية تدوير الهواء على تبريد الهواء وتنقيته، ومن ثم دفعه نحو اللاعبين والمشجعين. ويجري تبريد كل استاد للوصول إلى درجة حرارة تبلغ حوالي 20 درجة مئوية، مع تبريد في مواضع محددة فقط ليعزز التزام قطر بالاستدامة والمحافظة على البيئة.