(جمجمة تشرين) .. رواية جديدة للأديب عبد الكريم العبيدي و”القنبلة الغازية” تأخذ دور البطولة
عراقيون / أصدر الروائي عبد الكريم العبيدي، اليوم الجمعة، رواية بعنوان (جُمْجُمَة تشرين) عن دار “منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب للطباعة والنشر والتوزيع” في العاصمة العراقية بغداد، فيما كانت “القنبلة الغازية” بطلة لروايته الجديدة.
ويأتي صدور هذه الرواية بعد آخر رواية له صدرت عن دار “ملهمون للطباعة والنشر والتوزيع” في العاصمة الإماراتية دبي في العام 2019.
وقال الأديب عبدالكريم العبيدي، إن (جُمْجُمَة تشرين)، هي رواية ابتكارية روحية كونية، مُكَفَّنة بقوالب عقلية وحِسِّية غير نمطية، سيجدها القارئ مصاغة بحبكة تصاعدية مركبة، ذات عقبات ارتدادية مقلوبة، داخل الزمن العام، وزمن الرواية عينها”.
وأضاف العبيدي “تسللت أحمال هذه الرواية (الغازيَّة المغبرة)، من صناديق ذاكرة جُمْجُمَة مُهشَّمة لفتى من مخلوقات العالم السفلي، حالم بالتغيير السلمي، وصانع رؤى وأحلام، ومجبول على تطويع مشاعر الرفض والتمرد، ويبدو أن بطلة الرواية، وهي (قنبلة غازية)، تعرضت لانقلاب ذاتي، وتكفلت بفك مغاليق وشفرات أحداث وأزمنة وأماكن، تخص عوالم ذلك الفتى وأحلامه، الممزوجة بعوالم جمعية عدمية منتفضة، عبر طرق وكيفيات سردية تجديدية في بناء هيكلية السرد، وتعدداته وانتقالاته المشوِّقة”.
وبيَّن العبيدي أن الرواية “تشبه لعبة أعراس جماجم مُهَشَّمة، وسيمفونية دم، ومرآة تصارح ومُكاشفة، ومواجهة ناريَّة مُتخمة بالاتهامات، والاتهامات المضادَّة، وفيها من القسوة ومن نوبات الخيبة والإثارة ما يكفي، كأنها عملية قرصنة شرسة، كاسرة الحماية التي قامت بعملية دخول غير مُصرَّح بها إلى الجمجمة، حاملة إليها نظرة أحادية صرفة، مقرونة بتحريضات ومزاعم ما قبل التهشيم، ثم توالت متبوعاتها في رحلة الترميز المعاكسة، في إعادة التخزين بالمقلوب من داخل وخارج الجُمجُمة”.
وتابع العبيدي “أظنها تشبه بالضبط تَتَبُّع مسار صورة حياة، حديث روح مموسق وشعري، من نسخة واضحة إلى نسخة مشوَّهة، وهو أمر يتطلب القيام بعمليات بحث وفحص وتجميع واستجابة لمخزونات صناديق الذاكرة، في يوم “روائي” موحش عاصف، هدوؤه مخيف، ودقائقه مرعبة، يوم فاصل بين عهدين، يشبه قطعة لحم موضوعة على طاولة الجزّار، بانتظار قطعها إلى نصفين بضربة واحدة بعد الانفصال لن تعود قطعة اللحم كما كانت، انقسمت إلى قطعتين”.
وكشف الروائي العبيدي عن أن روايته الجديدة “تعرض بطل العصر الجديد بكونه صانع أحلام، ثائر محتجّ دائماً، يخطب، ويهزج، ويُلقي قصائدَه الملتهبة، ويُبشِّر بالنصر، ويُخبَّئ جُل أحلامه ورؤاه في وهج ومضات شعرية ونثرية، يعرضها في تغريدات وبوستات وشعارات، وسرعان ما تنتشر في البيوت والشوارع والمقاهي، وفي سائر أندية الكليات، في أجواء روائية كابوسية معتمة. انه فتى يصنع خلاصة أحلامه بنفسه، كل جملة شعرية، كل أهزوجة يطلقها تحمل صورة رمزية متخيَّلة، تحاكي حزن المقهورين وضياعهم، وتؤجج حميَّة التحدي في نفوسهم، دون مؤشر ناظم”.
وتقع الرواية في “375” صفحة من القطع الكبير، ومما جاء على غلاف الرواية الأخير “هي منازلة مُحيِّرة حقّاً ومدفوعة التكاليف، تستنبط أحكامها من مرادفات عودتي وأضدادها. لا تحتكم إلى واقع فاسد، ولا تستند إلى خيال مباح. ستجدها صوراً ومشاهد وأحداث مكتفية بنفسها، منبثقة من دون ما تصميم، ومؤلفة من خلايا نائمة هجعت فيها أشباحك، وأخرى نشطة مُرحَّلَة من ذاكرة الجوكر، وكلاهما محمومتان وتعجّان بإدانات متبادلة، صراع بين سارق ومسروق جرى التعتيم عليه في ذاكرتك، وستفضحه الإفادات الليلة، هكذا ستجري لعبتنا هذا المساء، مباراة العمر التي تقام في مسرح الجُمْجُمة، في أمكنة معتمة، وممرات ملتوية، لنيل لقب كأس العدالة. هيّا بنا إذن، تأهَّبْ واستعدْ، دعنا ننتهِ من الأمر، هذا هو الوقت الأمثل لنَوبة اللَّعِب”.
يذكر أن الأديب عبدالكريم العبيدي كان قد أصدر عدداً من المؤلفات، منها: ضياع في حفر الباطن “رواية”، الذباب والزمرد “رواية”، كم أكره القرن العشرين “رواية”، ثمانية أعوام في باصورا “مجموعة قصصية”، قصة عرش العراق “رواية”، إضافة الى مسرحية فوبيا، وروايته “اللحية الأمريكية – معزوفة سقوط بغداد” التي حازت على جائزة كتارا للرواية العربية عام 2018.