علي اسماعيل الجاف يكتب|الذكاء الاصطناعي بديلا عن الانسان في المهن والحرف والوظائف والشركات
عراقيون/ مقالات رأي
بات واضحا التخصيصات المالية التي ترصد من اجل انجاح التجارب التطبيقية والتجريبية في استثمار البدائل التقنية التي تعتمد بالاساس على اجهزة الحاسوب والبرمجيات والتقنيات العصرية ، ويمهد ذلك الى توظيف الامكانيات البشرية بصيغ اجهزة ومعدات والالات وتوظف مَهارياً بغية تحقيق سرعة في الانتاج والانجاز ودقة في المخرجات والاعمال قطاعيا ، ويساهم هذا في تقليل الاعتماد على العنصر البشري خصوصا في الطب والصناعة والاقتصاد والتعليم والزراعة والخدمات القطاعية والانتاجية والتطويرية الاخرى.
نعلم جيدا ان الوضع قائما على تطوير ابحاث الخمسينيات التي تبدء في فكرةُ وتنتهي ببرنامج ومشاريع وتخطيط بديل ، لهذا؛ نقول:” ان تقنية الذكاء هي بديل عصري متقدم يستند على اجراءات اولية كانت تسمى “الخوارزميات،” وبعدها تقدم الانجاز ليقدم مصطلح عصري وتنموي جديد “الذكاء،” الذي يتوقف عند محطات منْها التمثيل والمشاعر والاحاسيس والعواطف ويكون متواضعا في مخرجاته في هذه الجوانب التي يبدع الانسان فيها، ويكون التقليد والمحاكاة مسارا عبرها ، لكنها لن تحقق المطلوب عمليا !
في بداية النشوء ، كان الحديث قائما على فن وتقنية لتقديم حلول بديلة تساهم في زيادة المهارات المعرفية المتقدمة، وتستثمر الوقت والجهد والعطاء والمال في جوانب انتاجية وخدمية رياديا وابتكاريا وابداعيا . في حين، ان المسار الحقيقي هو : تقديم حلول لواقع متراجع في جوانب خدمية اساسها محور بشري منها جودة الخدمات ونوعية الاداء وهندسة العطاء نموذجيا في مصلحة التسويق واقتصاد المعرفة وليس ان نضيف تطوير ونمو ونماء في قطاع معين فحسب ، بل ذهب الامر الى استثمار مورد متاح هو جهاز الحاسبة حسب الهندسة والتقنية الفنية على ان يضاف له المنطق والتحليل والتفسير والتوجيه والايعاز والبرمجة معا لانتاج نموذج ذكاء وتقنية وتطور وتقدم عصري على حساب المورد البشري الاهم في كل معادلات التقدم العصري السابق والقائم والقادم اما بعد المستقبل القريب والبعيد ! نعم ، الفكرة كانت تركز على الالعاب والبرامج ، لكن الحديث اليوم عن بديل بشري ليقوم مهام الانسان ، فمثل؛ جهاز الروبوتات التي تعمل بوظائف ومهن وحرف وقطاعات متنوعة تساهم في تقليل الاعتماد على جهد وتفكير وطاقة الانسان بحجة ان التقنية هي انتاج عصري محكم؟
ان البيئة حاليا غير مهيئة لاستقال هكذا برامج في بلدان العالم الثالث والدول النامية لوجود اوليات اساسية لم تنجز حتى نفكر في تطبيقات عصرية وحديثة ، وربما تطبق في قطاع معين لسبب وجود حاجة ملحة لذلك فيتم التوظيف والترويج والتسويق على انه البديل الناجح ؛ بينما هو مشروع تسويق وترويج قطاعي معين لان البلدان المتقدمة والمتسترة لديها مقومات نجاح العمل الفني قبل الورقي والمكتبي ، وتخلق جوانب ايجابية لدى شعوبها عبر المنافسة والنجاح لتتمكن من تحقيق اهداف متقدمة . كان الاعتماد اولي على منطق اسمه “computer-based- systems” الاعتماد على انظمة الحاسبة في التنفيذ والعطاء والمخرجات ولكن ادخلت حلقة “الذكاء،” ليساهم في التنميط والتكويد والترميز العصري بهدف تحقيق صورة جديدة متقدمة تسمى “experts systems,” الخبراء والانظمة، مما اعطى جانب البحث والدراسة والتقدم الفكري لدى المساهمين من طاقات وقَابلياتٍ متقدمة وفريدة ان يزيدوا من دعمهم الانجازي لوجود في الاصل دعم نوعي مادي لهم ، وهو المهم في عجلة التقدم البحثي التطبيقي والتجريبي المغيب لدينا ! وقد اقرت في كثير من الجهات العالمية اهمية موضوع “الذكاء الاصطناعي،” artificial Intelligence مما اعطى المكانة الحقيقية في اللجوء للابحاث والدراسات الريادية في هذا المجال موقعيا وقطاعيا وتنمويا لتعزيز مكانة الممارسات والمعارف والسلوكيات المتقدمة بعيدا عن الجوانب السردية والوصفية والنظرية ، ويعتبر John MaCarthy الاب لهذه النظريات العصرية كعلم وهندسة في توفير الالات ذكية في المؤتمر العالمي عام ١٩٥٦، لتقديم الفكرة للاجيال والعصور العصرية والحديثة ، وبعدها تم توظيف الفكرة “الذكاء الاصطناعي،” في اختراع اختيار جديد قدمه Alan Turing عام ١٩٦٠ في الستينات ، ولكن علينا ان نعرف موضوع مهم هو: ان اللغة هي محد تحريك عجلة التقدم والتطوير والتوفيقُ التطويري المتقدم في كل عملية الانتاج المثالي والمتقدم على صعيد التكنولوجيا والتقنيات العَّصريةُ والحديثة ، لهذا ؛ ظهرت لدينا ما يعرف Natural Language Process” عملية اللغة الطبيعية في المحافظة على التركيز والتميز والادراك والتعبير مما يعني ان اللغة الانجليزية ساهمت في خلق نموذج عصري متقدم عبر المحادثة والكتابة والرموز ضمن التقدم الرئيس في عملية المنطق المستند على الحالة وتعلم الالة وتفسير وفهم اللغة الطبيعية والترجمة والتعريب والقراءة المرئية من حيث التراكيب والنحو والمعنى والسياقات والاصوات وغيرها.
في الحقيقة ، ان اجيال ابحاث “الذكاء الاصطناعي،” تتمركز على التواريخ الاتية :
في العام ١٩٥٨ ، قدم Simon و Allen ما يعرف في “جهاز الحاسبة الرقمي،” بالاعتماد على منهج ومادة الرياضيات ؛ وبعدها في العام ١٩٦٧ ، جاء Marvin ، ليقدم لنا فكرة ابداع حلول الذكاء الاصطناعي البديلة التي ظهرت في مجلة “Life,” وهكذا في بقية الافكار والبرامج والمشاريع والمقترحات التي كان البحث واللغةِ والمبادرة والدعم اساس في تقدمها قطاعيا، وغياب دور الدول النامية في ذلك عمليا وليس نظريا !