فواز الطيب يكتب| حرب التحالفات ومصير العراق
عراقيون/ مقالات رأي
الرئيس الأمريكي جو بايدن يطير من تل أبيب الى جدة السعودية بعد ان أكد لليهود أنه يتبنى الفكر الصهيوني ، وأنه يتشرف بالوقوف بين الأصدقاء في دولة إسرائيل اليهودية المستقلة متعهداً بإعطاء دفع لعملية “اندماج” إسرائيل في المنطقة ، وفي ضوء ذلك وقع الرئيسان إعلان القدس للشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل ، ومن أهم بنودها الحفاظ على تفوق اسرائيل العسكري النوعي، والقدرة على ردع أعدائها وتعزيزها للدفاع عن نفسها ضد أي تهديد ، مع الإلتزام بعدم السماح لإيران مطلقا بإمتلاك سلاح نووي، وأنها مستعدة لاستخدام جميع عناصر قوتها لضمان ذلك ، بالإضافة الى التصدي لوكلاء ومنظمات إرهابية كما تقول مثل حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي في فلسطين المدعومة من جمهورية إيران الإسلامية .
مقابل ذلك وفي تساؤل يطرح نفسه ،هل ستطالب وتحصل الدول العربية في اجتماع جدة بضمانات أمنية امريكية ؟ ، مثل الضمانات الواردة في بيان اعلان القدس ! ، سننتظر ونرى ، فبصورة عامة كمشهد الخليجيون يلعبون بالنار وخاصة أن واشنطن اليوم ليست في أفضل أحوالها ، وكل جهودها ينصب حالياً على موضوع الطاقة ، وربط مصير الخليج بمصير الكيان الصهيوني على مستوى الاستقرار الإقليمي ، ولا ننسى أن أمريكا عجزت عن حل مشكلة العراق وليبيا وأفغانستان ، وبعد أن صنعت باستراتيجياتها الرديئة وضعا أمنياً خطيراً في أوروبا وهي على حافة حرب شاملة .
في الطرف الآخر ، الرئيس الروسي فلادمير بوتن ذاهب الى إيران لتفعيل اتفاقية التحالف الاستراتيجي الموقعة مع طهران ، رداً على تشكيل تحالف عربي اسرائيلي ، وروسيا تفكر في نقل المواجهة مع النيتو في حربها على أوكرانيا بعيداً عن روسيا ، ونقلها الى الشرق الأوسط ، ويسعى الى ضم الصين لهذا الحلف، والعراق رئيسه يحضر “كشكل” لتحالف عربي في جدة يضم الكيان الصهيوني ، وقلبه كمنظومة سياسية حالية مع ايران في تحالفها مع روسيا بوضع سيحوله أرض محرقة لا محال ، فمثل هذه التحالفات وتداعياتها الكذب والنفاق فيها مكشوف ومضحك سياسياً .