العراق القديم.. متحف بريطاني متنقل يعتزم عرض 80 قطعة اثرية
أعلن المتحف البريطاني في لندن، نيّته عرض 80 قطعة أثرية نادرة من حضارات العراق القديم، في آذار المقبل.
وبحسب ما ذكرته وسائل اعلامية ان “المعرض الذي حمل عنوان “العراق القديم: اكتشافات حديثة”، سيكون متنقلا بين عدّة متاحف في مناطق مختلفة من بريطانيا مثل “متحف غريت نورث”، و”متحف نوتنغهام”.
ويسلّط المعرض الضوء بشكل خاص على نتائج مشروع “مخطط العراق” الذي طوّره المتحف عام 2015 بالتعاون مع آثاريين عراقيين بهدف إعادة إعمار وترميم الآثار التي دمّرها تنظيم “داعش” في سنوات الحرب، وخُصّصت له ميزانية تقدر بـ 2.9 مليون جنيه إسترليني.
ودرّب القائمون على المشروع خمسين آثارياً عراقياً على عمليات الترميم ومجموعة واسعة من تقنيات الاسترجاع والإنقاذ للقطع الأثرية، ونُفّذ على ثلاث مراحل الأولى كانت فترة تدريبية في المتحف، ثم في موقعين أثريين تمّ اختيارهما خصيصاً في مناطق العراق بهدف إكمال التدريب في جميع جوانب العمل الميداني الأثري؛ ويشمل ذلك المسح والتوثيق الجيوفيزيائي والجيولوجي ومنهجيات التنقيب المعقدة.
ويتناول المعرض نتائج مشروعي العمل الميداني للمخطط في مدينتي جيرسو السومرية (تُعرف بتل تيلوه اليوم)، ودربند القديمة والأبحاث الأثرية في هاتين المدينتين التي يعود تاريخهما إلى حوالي 4000 عام.
ويشمل المعرض تمثالاً للملك غوديا أحد أشهر ملوك السومريين لسلالة لكش التي كانت تحكم جنوب بلاد وادي الرافدين، ويرجع تاريخ التمثال إلى حوالي 2130 قبل الميلاد، وتمّ شراؤه من قبل المتحف في الثلاثينيات، وفقاً لبيان المتحف.
وظلّ معبد الملك غوديا غير مكتشف، حتى عام 2015، حيث عُثر عليه ضمن مشروع “مخطط العراق”، خلال زيارة الموقع اكتشف فريق من علماء الآثار المتدربين ليس فقط موقع معبد الملك الذي يبلغ عمره 4000 عام، ولكن أيضاً مخبز مرتبط بالمعبد حيث كان يتمّ إنتاج كميات هائلة من الخبز وتقدّم لتماثيل الملك.
وقد ظلّ تمثال غوديا أشبه بلغز بسبب النقوش التي عليه، وأطلق عليها “الرمز السحري”، وقد فكّ طلاسم هذا الرمز العام الماضي عالم الآثار البريطاني سباستيان راي.
كما تُعرض بعض المكتشفات الجديدة مثل مجموعة من الأقماع المنقوشة، والتعاويذ، والحلي، ولأن عرضها خارج العراق محظور سيتمّ تمثيلها عبر الصور الفوتوغرافية وإعادة البناء من خلال الفيديو، إلى جانب مجموعة مقتنيات المتحف من الآثار العراقية التي نُقلت إليه في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات العشرين.
ويتناول الجزء الأخير من المعرض التدمير الأخير للتراث الثقافي للعراق على يد داعش، بهدف تقييم وتوثيق مواقع التراث الثقافي التي تضرّرت أو دُمّرت، حيث تُظهر الاكتشافات الجديدة العديدة التي أُجريت في كلا الموقعين خلال السنوات الخمس الأخيرة، ما كان مجهولاً من التراث الثقافي للعراق.