أفغانستان .. أللُعبة لم تنته بَعد …!
مقالات رأي / عراقيون
نشر الأكاديمي الشهير توني وولكر في موقع (Conver Sation)، بأنه في القرن التاسع عشر ظهر مصطلح “اللعبة الكبرى” لوصف المنافسة بين الإمبراطوريتين البريطانية والروسية على النفوذ في أفغانستان والمناطق المجاورة لها في وسط وجنوب آسيا، وقد مُنيت تلك المنافسة بالفشل الذريع بعد خسائر فادحة لكليهما.
والكل يعلم بأن اللعبة لم تنته بعد على “مقبرة الإمبراطوريات”، حيث أعاد الإتحاد السوفيتي وريث الإمبراطورية الروسية الكَرة مرة أخرى عام (1979م)، عندما غزى أفغانستان لينتهي الغزو بكارثه تقسيم الإتحاد السوفيتي بعد عشر سنوات فقط.
وأعادت الولايات المتحدة وحليفها الناتو الكَرة مرة أخرى عام (2001م)، بعد أحداث الحادي عشر من أيلول في حرب إستمرت عشرين عاماً، ولم تنسحب بالطريقة التي رسمتها لنفسها بعد ما اعتقدت أن نظام الدمى الذي صنعته سيقدر على حفظ التوازن وكان ما كان!.
ويضيف وولكر أن الحروب ضد الدول الفاشلة فرضية خاسرة!، وهو ما سبق أن قاله ونستون تشرشل وزير المستعمرات البريطاني الأسبق.
ولكن هل هذه هي الحقيقة الكاملة في هذا السيناريو المُربك لكل المراقبين بعد أن صَرحت رئيسة المخابرات الأمريكية “بأن التهديد الإرهابي سيأتي من سوريا والصومال والعراق واليمن وليس من أفغانستان!”، وأن الولايات المتحدة ستقدم مساعدات إنسانية بمقدار 335 مليون دولار لأفغانستان!!.
ومن هذا يلوح في الأفق أن الأصبع الأمريكي لا زال موجوداً في أفغانستان بعد أن أبدت طالبان مرونة في تصريحات قادتها بعيدةً عن شعارات النصر والإستفزاز للجانب الأمريكي.
ويضيف وولكر أن كل الدول المجاورة لأفغانستان تنظر نظرة خاصة للوضع في أفغانستان، ولكن طهران ستكون أكثر الأطراف إهتماماً بتطور الأمور فيها، وأن الإسلام الذي تتبناه طالبان على طرف معاكس للإسلام الذي تتبناه طهران، فهل ستظهر لعبة جديدة تديرها أمريكا من بعيد بمساعدة أصدقائها في المنطقة؟.