فواز الطيب يكتب: مقاربة لعقد إجتماعي جديد
أصبحت ضرورة ملحة تأسيس مجموعة أشبه بـ اللوبي مجلس من الرجال يستنهض ويحرك ويصنع مشتركات ومنافع متبادلة ، بموقف شجاع يفتح المجال لمبادرة اصلاح جديدة وجريئة تتجاوز ما هو مطروح بعقد إجتماعي ينعمون من خلاله بالأمان، واضح الملامح ، مبني على أسس من المشتركات ، بمظلة قانونية تعيد بناء علاقات الثقة ، وتحدد خارطة طريق أساسها قيم المواطنة التي تقوم على ثنائية الحقوق الواجبات ، وتنهي المتاجرة السياسية بالمسألة الهوياتية .
منذ فترة أكتب وأحاول رسم مخطط لتغيير قواعد اللعبة بالبلد يوصلنا الى بلورة رؤية لوبي منقذ من الأزمات التي تعصف بها ، كتماسك مجتمعي مصد لأي اختراقات تمس ثوابتها والمسلمات التي بنت عليها تركيبتها الحضرية كمجتمع متمدن مؤمن بدولة المؤسسات المهنية والنظم والقوانين المدنية .
وللوصول لهذا الهدف هناك طريقان ، فأما بالقيادة التي تلتف حولها الجماهير والنخب وتثق بها وليس شرطاً لها المشاركة السياسية ، أو بمجموعة تستنهض وتحرك وتصنع مشتركات ومنافع متبادلة كمؤسسة أو تجمّع تحت أي مسمى ، وقد تنتج في أي لحظة القائد القدوة الذي يفرض نفسه بآرائه الرصينة وديناميكيته .
ومن أهم النقاط كثوابت لأي عقد إجتماعي جديد :
- الحفاظ على المسلمات الدينية اعتدالاً ووسطية .
- دولة مؤسسات تطبق مبدأ العدل والإنصاف .
- عدم التفرقة الطائفية في توزيع المناصب .
- العدالة في تقديم الخدمات .
- ضبط الفساد ومحاربته .
- المحافظة على العادات والتقاليد المميزة لهجة وملبساً وكنظرة حضرية تمدنية للحياة .
- رفض تأمين المكاسب السياسية وإرساء قواعد الحكم السلطوي.
- التخلص من كل الممارسات الخارجة عن إطار الدستور التي تمارسها الحكومات كالمحاصصة وتوزيع المغانم وغيرها .
- التعامل مع الدعم المجتمع الدولي يكون على أساس الاحترام والمصالح المتبادلة ، وليس على أساس التبعية وتمرير أجندات ومشاريع خارجية تضر بمصالحنا .
إذا نجحنا في ذلك فستكون النتيجة بناء مجتمع رصين بهوية واضحة ، أما إذا فشلنا، فسنبقى نعيش في دائرة الفوضى .