شباب نينوى يؤسسون مستقبل المجتمع المدني في نينوى، تحت شعار “نينوى أخرى ممكنة”
عراقيون /متابعة/ من تحت الأنقاض التي خلّفتها الحرب والنزاعات التي استمرّت أكثر من خمسة عشرة عاما في نينوى، خرج شباب يؤمنون بالمجتمع المدني والتغيير الايجابي، شباب مدّوا جسور السلام وهدّموا جدران الكراهية والحقد والعنف، ساهموا هؤلاء الشباب بتعزيز السلام في نينوى ومحاربة التطرف والكراهية والعنف، لكنّهم بالرّغم من تفشّي وباء فايروس كورونا كانوا يصرخون من خلف كماماتهم نعم للسلام.
أقامت منظمة “جسر إلى – UPP الإيطالية ” إختتام مشروعها “معا للسلام” في مؤتمر عقدته صباح يوم الأحد الموافق 11 نيسان 2021 وبدعم من مؤسسة مالتيزر الدولية، تضمّن المؤتمر الختامي للمشروع المؤتمر الثاني لمنتدى السلام في نينوى.
حمل المؤتمر شعاراً “نينوى أخرى ممكنة” ولا زال الشباب بدعم من منظمة “جسر إلى – UPP الإيطالية” ضمن مشاريعها وبرامجها يساهمون بتعزيز نينوى المدنية التي لا تقبل التطرف والفساد والتي تعزّز ثقافة التنوع وقبول الاخر وتحافظ على الهوية الوطنية والثقافة والتراث والسلام.
انطلقت فعاليات الحفل الختامي لمشروع معا للسلام والذي تخلل المؤتمر الثاني لمنتدى السلام في نينوى وعلى قاعة نقابة المهندسين في الموصل بكلمة ترحيبية من قبل عريفي الحفل وبعدها الوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء مع عزف للنشيد الوطني العراقي، وبعدها كلمة لسكرتير منتدى السلام في نينوى وموظّف مشروع معا للسلام الناشط المدني والمدوّن عمر السالم حيث أشار في كلمته إلى توضيحات حول عمل منتدى السلام في نينوى وتوضيحات حول مسارات عمل المنتدى منها “مسار النساء صانعات السلام، مسار الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، مسار صحافة السلام.. الخ…” وبعدها كلمة منظمة “جسر إلى ” التي ألقاها مدير إعلام المنظمة في العراق حيث تضمّنت العديد من الأمور ونخصّ بعضا منها :
لا يخفى على الجميع بأنّ منظمة “جسر إلى – UPP الإيطالية” تعمل منذ عام 1991 في العراق وخاصة حينما زرعت أولى بذراتها في بغداد للتضامن مع الشعب العراقي، حيث مدّ مجموعة من الشباب الإيطاليين جسورا من إيطاليا إلى بغداد خلال الحصار وخلال الحرب العراقية الكويتية، فكانت أولى بذرات هذا التضامن أن تتأسس المنظمة في بغداد ليكون إسمها “جسر إلى بغداد” وبعد أن توسّع عمل المنظمة في العراق أصبح أسم المنظمة “جسر إلى -–Un Ponte Per” لتكون إنطلاقة كبيرة في المساهمة بتأسيس المجتمع المدني في العراق.
عملت المنظمة على كافة القضايا الثقافية والمجتمعية والأقليات والتراث والإغاثة والبناء والصحة النفسية والإنجابية والتعليم والفن، ولا زالت حتى هذه اللحظة تعمل في عدّة قضايا تخص السلام والتماسك المجتمعي والمواضيع المجتمعية الأخرى في العراق ومحافظة نينوى.
اليوم تشهد مدينة الموصل حدثين كبيرين وهما أختتام مشروع معا للسلام الذي تموّله مؤسسة مالتيزر الدولية والحدث الثاني هو المؤتمر الثاني لمنتدى السلام في نينوى، فيما يخص إختتام المشروع الذي ساهم بتحقيق وأرشفة مفهوم التماسك المجتمعي والسلام في قرى أنهكتها الحرب وإستطاع المشروع من خلال مراكز الأربعة “سيد حمد، النمرود، طوبزاوة، وتلكيف” أن يكون رسالة أمل وسلام لهذه المجتمعات التي عانت من الحرب ومن داعش، أقمنا مئات الأنشطة المجتمعية مع هذه المجتمعات واستقطبنا النساء والشباب والأطفال من أجل أن نجعل السلام ممكنا في هذه المجتمعات، كما ساهم المشروع بإعادة إعمار وبناء حدائق ومساحات آمنة وملاعب رياضية ومكتبة عامة، استطاع مشروع معا للسلام أن يبيّن للعراقيين بأنّ أهالي نينوى يتّحدون من أجل السلام وكلّهم يتعاونون كي يكونوا أدوات السلام.
أمّا فيما يخصّ منتدى السلام في نينوى الذي حمل شعارا “نينوى أخرى ممكنة” نعوّل على المنتدى وشعاره وندعم هذه الشريحة الشبابية التي تسعى لتطوير المجتمع المدني في نينوى ومعالجة المشاكل المتعلقة التي خلّفتها الحروب والنزاعات، كيف لا واليوم نرى محافظة نينوى التي أستخدمها داعش لتخويف الناس وقتلهم تروّج للسلام والموسيقى والتعايش والتنوع، ما أجمل هذه الطمأنينة التي تجمعنا في نينوى.
اليوم هي فرصة للجميع أن يعمل على تعزيز مسار السلام في نينوى والعراق، وخاصة بعد أن رأينا دور المنظمات الدولية والمحلية والحكومة المحلية والفرق التطوعية والنشطاء والإعلاميين في المساهمة جنبا إلى جنب مع صنّاع السلام في تحقيق التقارب والترابط المجتمعي بين مكونات نينوى لأنّ كما تعلمون أيّها الأحبة لا يمكن أن يعمل طرفا واحدا فقط على موضوع السلام دون مساهمة الاخرين، لهذا هي دعوة للجميع أن يساهم من خلال عمله بنشر السلام وبمساعدة المنظمات الدولية والمحلية والنشطاء والحكومة المحلية.
ومن ثمّ كلمة الجهة المانحة للمشروع التي ألقتها ثراء عبد السلام ممثّلة عن مؤسسة مالتيزر الدولية، ومن ثمّ شرح لكافة أنشطة مشروع معا للسلام الذي قدّمه أميل للو مساعد مدير المشروع، ومن ثمّ كلمة معاون محافظ نينوى عن شؤون التخطيط د. رعد العباسي، ومن ثمّ مجاميع عمل حول مسار النساء صانعات السلام ومسار الحقوق الاقتصادية والاجتماعية حيث خرج المؤتمرون بعدّة توصيات منها :
1- ضرورة تفعيل دور المرأة في محافظة نينوى والعراق وبدعم من المجتمع والحكومة المحلية والمنظمات المحلية والدولية.
2- ضرورة العمل على تعزيز دور المرأة السياسي والقيادي وإيقاف كافة اشكال العنف ضد المرأة.
3- ضرورة تعديل القوانين التي تنتهك حقوق المرأة في المجتمعات العراقية.
4- العمل على تفعيل قوانين تحفظ وتصون كرامة العامل العراقي في محافظة نينوى وصيانة حقوقه وسن قوانين تحفظ حقه.
5- توفير فرص عمل وحياة كريمة لكافة العاملين وتفعيل الضمان الصحي والاجتماعي لكافة العمال وحمايتهم من الانتهاكات.
6- العمل على تعزيز هذه الحقوق من خلال حملات مدافعة بالتعاون مع المنظمات الدولية والحكومة المحلية ونشطاء المجتمع المدني.
7- تعزيز دور الإعلام في معالجة هذه المشاكل وتسليط الضوء عليها.
8- تفعيل شبكات حماية المرأة من العنف وتعزيز دور المرأة في قيادة الأنشطة والمساهمة بعمليات السلام والتفاوض.
وفقرات أخرى ستعلن لاحقال، وبعدها عرض مسرحي وحملة مدافعة حول قضية هدم سور نينوى الأثري حيث تضمّن العرض جدارية كبيرة توضح الفرق بين داعش الذي دمّر الحضارة وبين الأشخاص الذين يدمّرونها الآن، وحمل المؤتمرون عدّة لافتات تضمّنت ” تراثنا هويتنا لاتخربوه – ليست مجرد حجر ، كلّنا سور نينوى ، حضارتنا أعمق من جهلكم ، آثارالموصل_نحن وعبارات أخرى تتضامن مع تراث نينوى التاريخي” وبعدها إفتتاح بازار ومعرض تشكيلي أقامه مجموعة من شباب من مختلف مكونات سهل نينوى ليعبّروا عن السلام من خلال الفن، وأختتم الحفل بصورة تذكارية للمشاركين.
أشار رائد ميخائيل شابه مدير منظمة “جسر إلى – UPP الإيطالية ” بأنّ المؤتمر حمل شعارا يجب على الكل أن يعمل عليه من أجل تعافي هذه المدينة التاريخية التي عانت من الحروب والنزاعات، حيث عقدنا هذا المؤتمر في مدينة الموصل من أجل بث رسائل سلام كنّا قد ساهمنا منذ عديد من السنوات العمل عليها وتعزيزها ولا زلنا حريصين من أجل تحقيقها”.
وأضاف شابه ” هذا المؤتمر هو أحد أنشطة منظمتنا التي عملت على تخفيف التوترات والنزاعات وعملت على تحقيق السلام واستهداف المناطق المهمشة والتي لم تصلها المنظمات ولا المجتمع المدني، وساهمنا من خلال مشاريعنا بترسيخ مفاهيم العيش المشترك والسلام بين مكونات نينوى والعراق بصورة عامة”.
وختم شابه حديثه ” هي فرصة أن نساهم جميعا بتعزيز السلام في العراق ومحافظة نينوى وخاصة بعد هذه الظروف العصيبة التي مرّ بها العراق من حروب ونزاعات وكراهية وعنف، حيث أعلّنا من المدينة التي استخدمها داعش لقتل الناس والترويج للكراهية أنّ هذه المدينة تحبّ السلام والموسيقى والتعايش وقبول الاخر وهذه بحد ذاتها رسالة سلام وأمل ومحبة وطمأنينة”.
ومن جانبه عمر السالم سكرتير منتدى السلام في نينوى أعرب عن فرحه في إقامة هذا الحفل والمؤتمر وفي هذه الأوضاع السياسية والاقتصادية والصحية التي يمرّ بها العراق ووصفه بالنجاح لأنّه استطاع أن يجمع أكبر عدد من المهتمين بالمجتمع المدني”.
وقال السالم ” بأنّ هذا المؤتمر يعدّ من المؤتمرات المهمة الذي يساهم بتعافي نينوى ونقل رسائل مهمة وايجابية من محافظة نينوى إلى المجتمع العراقي والدولي”.
وختم السالم ” بأنّنا استطعنا أن نغيّر ونساهم بتغيير نينوى ايجابيا ولا زلنا نعمل من أجل أن نرتقي بمدينتنا وننقل الصورة الصحيحة لهذه المدينة التي عانت من الحروب والنزاعات والكراهية والعنف والحقد”.
ومنظمة جسر إلى : عملت في العراق منذ ١٩٩١ واستطاعت من تمكين المجتمع المدني وهذه واحدة من المهام الاساسية في البلاد منذ نشأة المنظمة ،من خلال الفعاليات والبرامج التي تمتد من المشاريع الانسانية والصحية الى حقوق الانسان وبناء السلام .
منظمة جسر الى، تعمل لمنع اي صراعات جديدة وخصوصا في الشرق الاوسط عن طريق بناء السلام والتضامن بين الناس و والدفاع عن حقوق الانسان للذين تأثروا بالحرب وتعزيز حقوقهم وعزيمتهم ،وتحقيق العدالة الاجتماعية والكرامة.
تعمل منظمة جسر إلى، في العديد من البلدان وفي العراق تعمل في العاصمة العراقية بغداد وجنوب العراق وشماله وإقليم كردستان العراق وتعمل على عدّة مواضيع منها : التراث والاثار، السلام والتماسك المجتمعي، التعليم والصحة ، الإغاثة والإعمار، الفن والأقليات.