لقاح جونسون آند جونسون هل يقلب الطاولة على كورونا
أظهر لقاح مضاد لكوفيد19 طورته شركة جونسون آند جونسون، يؤخذ على جرعة واحدة، فاعلية بنسبة 66 في المئة في التحصين من الإصابة بالوباء علاوة على الحماية من الوفاة بسبب الفيروس والحاجة إلى العلاج في المستشفيات، وذلك أثناء التجارب السريرية التي أُجريت عليه.
رغم ذلك، ظهرت إشارات إلى أن لقاح الجرعة الواحدة، الذي تصنعه شركة يانسن البلجيكية للأدوية، يبدو أقل كفاءة في الوقاية من سلالة فيروس كورونا التي ظهرت في الفترة الأخيرة في جنوب أفريقيا.
وتدرس الشركة المملوكة لمجموعة جونسون آند جونسون إمكانية أن يكون تناول جرعتين من اللقاح من العوامل التي قد توفر حماية أفضل لوقت أطول.
وتستهدف شركة الأدوية العملاقة إنتاج مليار جرعة من لقاحها هذا العام.
وطلبت بريطانيا من جونسون آند جونسون دفعة من ذلك اللقاح تبلغ كميتها 30 مليون جرعة، كما طلبت الولايات المتحدة 100 مليون جرعة في حين طلبت كندا 38 مليون جرعة.
وقال مات هانكوك، وزير الصحة البريطاني، إنه إذا تم اعتماد لقاح جونسون آند جونسون من قبل هيئة الرقابة على المنتجات الدوائية ومنتجات الرعاية الصحية في بريطانيا، فقد يعطي ذلك “دفعة قوية لبرنامج التحصين”.
ولم تسجل حالة وفاة واحدة بسبب فيروس كورونا كما لم تحتج حالة واحدة إلى العلاج من الوباء في المستشفى بين من خضعوا إلى التجارب الدولية للقاح يانسن.
جاءت تلك الأخبار عقب إعلان نوفافاكس أن اللقاح الذي طورته ضد فيروس كورونا أثبت فاعلية بنسبة 89 في المئة في المملكة المتحدة و60 في المئة في جنوب أفريقيا. ولا يزال اللقاحان يحتاجان إلى مراجعة الجهات الصحية الرسمية قبل الموافقة على استخدامهما.
في تلك الأثناء، اعتمدت الجهات الرقابية الصحية في الاتحاد الأوروبي لقاح أسترا زينيكا المضاد لفيروس كورونا للاستخدام في تحصين من هم فوق 18 سنة.
جاء ذلك وسط خلافات بين الشركة والاتحاد الأوروبي بسبب إخلال أسترا زينيكا بالتزاماتها فيما يتعلق بمواعيد تسليم شحنات اللقاح المتفق عليها، مما دفع الاتحاد إلى التهديد بوضع قيود على تصدير اللقاحات المصنعة في منطقة اليورو.
ويعطل الاتحاد الأوروبي في الوقت الحالي بشكل مؤقت العمل بموجب الجزء الخاص بأيرلندا الشمالية من اتفاق البريكست، وذلك خشية أن يتحول هذا الإقليم إلى بوابة خلفية تمر خلالها اللقاحات المضادة لفيروس كورونا إلى المملكة المتحد، وهو ما تراجع عنه الاتحاد الأوروبي بعد ذلك عندما أزال القيود التي كان قد فرضها على تصدير اللقاحات إلى أيرلندا الشمالية.
وكانت أرلين فوستر، زعيمة الحزب الوحدوي الديمقراطي والوزيرة الأولى في أيرلندا الشمالية، قبل هذا التراجع قد وصفت تحرك الاتحاد الأوروبي بأنه “عدوان مذهل”.
تأتي تلك التطورات وسط ارتفاع عدد حالات الإصابة بالوباء في بريطانيا بواقع 29079 حالة، وفقا للبيانات الصادرة الجمعة مع زيادة الوفيات في البلاد جراء الفيروس بواقع 1245 وفاة بعد ثبوت إيجابية نتيجة اختبار فيروس كورونا الذي خضعوا له بـ 28 يوما. بذلك يرتفع إجمالي عدد الوفيات في البلاد إلى 104371 حالة.
وترى يانسن، الشركة المطورة للقاح الجديد، أن كون اللقاح جرعة واحدة فقط قد يسهل من عملية توزيعه مقارنة باللقاحات التي تتطلب الحقن بجرعتين، لكنها تدرس في نفس الوقت ما إذا كان تناول جرعتين من لقاحها قد يوفر حماية أفضل لوقت أطول.
ويتمتع لقاح جونسون آند جونسون بخصائص أبرزها أن فاعليته تتحقق بجرعة واحدة وأنه يمكن تخزينه في المبردات العادية، في حين تحتاج لقاحات أخرى درجات حرارة منخفضة للغاية، وهي الخصائص التي قد تجعل لهذا اللقاح دورا بارزا حول العالم.
وقال بول ستوفيلز، كبير المسؤولين العلميين في جونسون آند جونسون: “اللقاح ذو الجرعة الواحدة ترى منظمة الصحة العالمية أنه هو الخيار الأفضل في ظل أوضاع الوباء”.
وأضاف: “اللقاح قد يحمي مئات ملايين الأرواح من الآثار القاتلة الخطيرة لكوفيد19”.
ويستخدم لقاح يانسن المضاد للوباء فيروس إنفلونزا عادي تم تصميمه بحيث يكون غير ضار.
ويتم تحميل هذا الفيروس العادي بطريقة آمنة بالشفرة الوراثية لفيروس كورونا وحقنه داخل الجسم. ويكون حقن هذا الفيروس العادي المحمل بخصائص الوباء الوراثية كافيا للجسم لأن يتعرف على الخطر وبعدها يتعلم كيف يقاوم فيروس كورونا.
كما يدرب هذا الإجراء الجهاز المناعي على مقاومة فيروس كورونا عند الإصابة الحقيقية به.
وتشبه هذه الطريقة في تطوير الفيروس الطريقة التي اتبعتها جامعة أوكسفورد مع شركة أسترا زينيكا في تطوير اللقاح الخاص بهما.
وقال ماثاي مامن، من شركة يانسن: “نظام الجرعة الواحدة التي توفر حماية أسرع مع سهولة في التسليم والتخزين قد يؤدي إلى توفير حل أفضل للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس”.
وأضاف: “القدرة على تفادي الوفاة ودخول المستشفى بسبب الفيروس سوف تغير قواعد اللعبة على مستوى مكافحة الوباء”.
وقامت النتائج التي أعلنتها جونسون آند جونسون بخصوص فاعلية لقاحها المضاد لفيروس كورونا على أساس تجارب تمت بمشاركة 44 ألف متطوع و468 حالة مصابة بكوفيد19.
رغم ذلك، أظهر اللقاح فاعلية في مقاومة الفيروس في جنوب أفريقيا بنسبة 57 في المئة فقط في إطار جزء من التجارب الدولية، وهي الدولة التي ظهرت بها في الفترة الأخيرة سلالة جديدة من الوباء.
لكن هذه النسبة ارتفعت إلى 72 في المئة عند تجربة اللقاح في الولايات المتحدة.
وقال رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون إن نتائج التجارب الأولية كانت “مشجعة جدا”، وحال اعتماد هذا اللقاح، ينبغي أن تتوافر الجرعات في وقت لاحق من العام الجاري.
وقال مات هانكوك، وزير الصحة في المملكة المتحدة: “إعلان يانسن بشرى سارة”، موضحا أنه حال “اعتماد الجرعات، قد يعني ذلك إعطاء دفعة قوية لبرنامج التحصين ضد الوباء، خاصة وأن هذا اللقاح يعمل بجرعة واحدة”.
وأضاف: “بمجرد تقديم جميع البيانات (إلى هيئة الرقابة على المنتجات الدوائية ومنتجات الرعاية الصحية في بريطانيا)، سوف تبدأ دراسة الأدلة لتحديد ما إذا كان اللقاح يلبي المعايير الصارمة للسلامة والفاعلية والجودة”.
وبلغ أحدث تقديرات معامل انتشار العدوى في المملكة المتحدة المشار إليه بـ (R rate) ما يتراوح بين 0.7 و1.1 نقطة، مما يشير إلى أن كل 10 مصابين بالوباء قد ينقلون العدوى إلى ما يتراوح بين سبعة و11 شخصا مقال المعدل المعلن الأسبوع الذي تراوح بين 0.8 و1.00 نقطة، وفقا للمجموعة العملية الاستشارية المعاونة للحكومة.
ولم تشهد الزيادات المسجلة في أعداد الحالات الجديدة المصابة بفيروس كورونا أي تغيير في الأسبوع المنتهي في 23 يناير/ كانون الثاني الجاري مقارنة بالأسبوع السابق، مما يرجح أن الوباء بدأ يتراجع أو ربما ينحسر قليلا، لكن ليس بالمستويات المأمولة.
وبلغ إجمالي عدد من تلقوا اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في البلاد حوالي 7.8 مليون شخصا تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح، وفقا للأرقام الرسمية.