زياد محمد السعدون يكتب … في بلدي يموت من يستحق الحياة … ويعيش من يستحق الموت
يستيقظ الفقراء باكراً مع الضياء الاول للنهار
في هذا الجو البارد ويتوجهون بثيابهم الرثة الى ساحات وقوف العمال من اجل كسب الرزق الحلال الذي بالكاد يسد رمقهم ولا يوفر إلا النزر اليسير لقوت عوائلهم بأبتسامات يتبادلونها بينهم تدل على تفائلهم وحبهم للحياة ليتفاجئوا بأشخاص يريدون قطف ارواحهم البريئة.
ذلك هو الارهاب الذي عانى منه العراقيين مع مدار ما يقارب العشرون سنه فقد شهد العراقيون ايام داميه افقدتهم الامان واذهبت بأرواح الاعزاء لديهم فقد رملت النساء بفقدان ازواجهم ويتم الابناء بفقدان آبائهم وثكلت الامهات بفقدان اولادهم.
وعاش العراقيون كل الايام الداميه منها الاحد الدامي والاثنين الدامي وحتى واكملو جميع ايام الاسبوع التي اصبحت كلها داميه بسبب ضعف الاجراءات الامنية وغياب الجهد الاستخباري او اختلافات في وجهات النظر السياسية وصراعات لا دخل للمواطنين فيها ولكنه هو من يدفع الثمن وذلك الثمن غاليا” هو روحه البريئة.
((ولا يؤتى الرجل الاّ من مأمنه)) فبعد تحرير المدن الثلاث من عصابات داعش عاش العراقيون بعدها ايام امن وامان وقد ادى ذلك الى ترهل وقله انتباه تجاه الملف الامني الذي كان سببه تفجيرات راح ضحيتها الابرياء لا ذنب لهم إلاّ انهم سكان هذا البلد الجريح.
وعليه لا بد من اعادة تقييم الاجراءات الامنية وتكثيف الجهد الاستخباري وابعاد المؤسسة العسكرية والامنية عن التدخلات السياسية من اجل توفير الامن للمواطن وابعاد شبح الخوف الذي مازال يسيطر على الشارع العراقي.
ومازال العراقيون يعتبرون انفسهم شهداء يمشون على الارض ولا يعلم المواطن العراقي متى تزهق روحه بسبب هذه التفجيرات.
اضافة الى اتباع منهج سياسي يكون همه العراق فقط وابعاد البلد عن كل الصراعات الاقليمية التي تريد ان يكون العراق ساحة لتصفية الحسابات السياسية وان يكون العراقيون وقودا” لتلك الصراعات التي لاناقة لهم فيها ولا جمل.
الى متى يبقى الدم العراقي رخيصا”
الم يأن للعراقيين ان يعيشوا بأمن وامان
الى متى يبقى حلم العراقي ان يعود سالما” لأهله
الى متى يبقى العراقيون يدفعون الثمن من اجل ان يهنأ غيرهم في العيش بسلام وامان في بلدانهم
سلاما” على العراق بكل اطيافه
سلاما” على بغداد واهلها ونهريها