فواز الطيب يكتب :مَن ذا أصابك يا موصل بالعين .. ألم تكوني زماناً قُرة العين

للموصل عبق خاص بكل ذكرياتها فما تلبث أن تتجسد أمام نواظرنا صور منظومة الأخلاق العالية والفنّ الراقي والجمال الجليّ البهي المسجلة بماركة عالمية بسجلات التاريخ وبصفحات ناصعة ، وصولاً للماضي القريب والإستجابة لمتطلبات العصر، وعيش اللحظة عبر نوافذ معرفتنا والعلوم التي تلقيناها مادة وسلوكاً وإنغماسنا بكل تفاصيل الحياة الراقية فيها بعلو وسمو مكانتها بين المدن في ذاكرة الماضي وضمير كل عاشق لها .

ان فهم وهضم مستلزمات النهوض بمدينة الموصل الحدباء بعد ما أصابها من نكبات ومواجع وتلكؤات متراكمة أصبح من الصعب تجاوزها دون دعم ساند ومعاضد من القيادات المجتمعية بمختلف جوانب الحياة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، متسلحين بالأسباب والمسببات والظروف المقلقة والمحدقة بالمدينة من الباب الى المحراب .

ولا يمكن الوصول للنتيجة المرجوة مع شخوص بلا مواصفات ومؤهلات في مجالات السياسة والثقافة والأدب وفنون العمارة والهندسة والرسم والنحت والسينما والمسرح والموسيقى وبرؤية وخبرات الإدارة العمرانية التنموية ، ولا يمكن الإعتماد في هذا الموضوع على ثلة من السياسيين الشعبيين ورجال الميلشيات بالشحاطات في إدارة مجتمع بمستوى مدينة العلم والأدب والفن بكل رقيّها . والحقيقة التي نتكلم عنها حتى أبسط الأقوام المحترمين يخجلون منها .

تمسك بالأمل فقبول التغيير أو حتى توقعه يسهل عليك التكيّف والتفكير في التحديات الجديدة بقلق أقل ، فالصراع لم ينته ولن ينتهي مادام الزمان يعيد دورته ليجعل الحاضر ماضياً والمستقبل حاضراً، وإن العاقل من يستفيد من تجارب الماضي ويلبّي متطلبّات الحاضر ، فيأخذ من الماضي التجربة والمراس والقوة ، ومن الحاضر المرونة والتكيّف والتناغم مع الوضع العالمي الجديد .