رمضان حمزة يكتب:في ظل التغيرات المناخية وتذبذب هطول الأمطار وتفاقم موجات الجفاف..هل سيصبح بيع المياه أمر حتمي
ط يبدو أن ظاهرة تغير المناخ سبب في تغير كمية ونوعية الهطول المطري في أجزاء واسعة من العالم وآثارها واضحة في منطقة الشرق الأوسط الذي يتمتع بمناخ جاف الى شبه جاف بسبب الموقع الجغرافي لذلك من الممكن أن تعاني دول المنطقة من الجفاف الشديد وعلى فترات مختلفة. وان الغزو الحضري على الاراضي الزراعية ، وانخفاض عدد الغابات والمناطق الخضراء، ستسبب في تفاقم موجات الجفاف. ومنها تأخرموسم الأمطارهذا العام وإنخفاض كمياتها الى أقل من المتوسط حتى بداية عام 2021، حيث أن هذا الانخفاض سيؤثر على كميات ومستويات الموارد المائية وقد تصل إلى مستويات حرجة إذا إستمر إنخفاض هطول الأمطار كما في بداية هذا العام من السنة الهيدرولوجية 2020-2021 .
لذلك وفي محاولة للتقليل من آثار تغيرات المناخ يجب “حماية البيئة الطبيعية والتنوع الإحيائي والمساحات الخضراء والغابات، وينبغي البدء بحملات واسعة للتشجير من أجل موارد المياه المستدامة” ، ويجب استخدام الأساليب والأجهزة المبتكرة لتوفير المياه في قطاعي الري والصناعة حيث يكون استخدام المياه أعلى”.
وبعكسه إذا لم تتخذ إجراءات جدية فان بيع المياه سيكون امر حتمي في منطقتنا، وإن كان لا يبيحه القانون الدولي حالياً . إلا أن ما حدث يوم السادس عشر من شهر كانون الأول الجاري في بورصة “وول ستريت” الأميركية ، من تداول عقود آجلة لبيع المياه، وهي تعدُ المرة الأولى لتداول المياه، كسلعة في أحدي البورصات .وإذا كان ذلك ممكناً في أمريكا راعية الرأسمالية العالمية فان هذا التطور الذي يشكل خطوة في إرساء المياه كسلعة تجارية في البورصة حالها حال النفط والذهب والمعادن الأخرى، بعد أن أشتدت الحاجة الى المياه بسبب الأضرار التي أوقعتها حرائق الغابات، في الساحل الغربي الأميركي، وبقصد حماية مستهلكي المياه الكبار، مثل المزارعين، وصناعة الطاقة الكهربائية، من تقلبات أسعار المياه، ومنحهم إمكانية التحوط ، ضد أسعار المياه المرتفعة فتم اللجوء الى عرض أسهم ” بيع المياه “في الولايات المتحدة الأمريكية، وهذه هي التجربة الامريكية في ادارة المياة، وستعمل جاهدة في تعميميها على الدول المتشاطئة والتي تعاني من خلافات في تقسيم الحصص المائية في أحواض الأنهار الدولية المشتركة وخاصة منطقة الشرق الأوسط المفككة والغير مستقرة سياسياً والتي فيها ايرادات المياه العذبة ، محدودة للغاية، وهناك زيادة مفرطة في الاستخدام وسوء في إدارة هذا المورد النفيس، ولا يزال لا يجدي معظم وسائل الاستخدام الكفء للمياه ، ومنها ترشيد الإستخدام ، والاستغناء عن الري السطحي ، او غير ذلك ، انها تجربة ” بيع المياه ” ، ولكن هل هناك من ينتبه لأمر هذه التجربة الأمريكية والتي. ستكون ضمن بنود إتفاقيات الدول المتشاطئة في المستقبل المنظور عند تقسيم الحصص المائية.