نبذة مختصرة عن النحات فوزي اسماعيل رائد
متابعة/عراقيون/ النحات فوزي أسماعيل رائد فن النحت في الموصل
عمليا كان فوزي أسماعيل ينحت في فضاء يهيم و لا من رجع صدى حتى أن ممارسي التذوق وقت ذاك كانوا يحيطون فن النحت بالريبة والشك ويضعون العوارض كي ترتبك رؤيته والنحت بشكل خاص كان على ضألة حضوره لا يلقى ترحيباً من قبل الأهالي غير أنه كأي مبدع عنيد كان ينحت مقترحاً ذائقة أخرى أن خياله كان يمور بالرؤية المضادة وهوس التجديد أو التأسيس بمعنى إن فوزي أسماعيل أستطاع أن يمضي قدماً باتجاه الأصالة والتاريخ.
وفي احد مقابلاته كان يقول (أن أملي وطموحي هو تدريب الطلبة على ممارسة النحت من أجل إكتشاف قابليتهم الفنية وتمنى أن يطول به العمر لانجاز مشروع كبير الهدف منه أن يكتب العراق القديم والأسلامي في كل حقبه على شكل منحوتات تزيين ساحات وشوارع الموصل) وقد تكون لدراسته فن السيراميك في أيطاليا أتاحت له الفرصة للإطلاع على جماليات النحت الكلاسيكي وجعلته يتوقف كثيراً أمام الماضي وكانت حصيلته باهرة حقاً .
فهو لم يغامر بأستلهام النحت المعاصر أو يجازف في معالجات فنية لم يحن أوانها لديه بعد حين ذاك أنه بمعنى أخر أراد أن يخلص لفن النحت الكلاسي (المقدس) والذي هو الأساس الخفي والمعلن لكافة التجارب المعاصرة وهو في هذا أقترب من تجربة أحد أساتذة النحت في العراق (محمد غني حكمت ) الذي أخلص لفن النحت كونه يمثل تراثاً وتقليداً وقيماً تشكل قاعدة الفنان ومنطلقاته في الأبداع الأخر وهذا أمر مفيد للنحات أي نحات يعمل تحت طائلة الوعي بالتاريخ والرغبة في أعادة تشكيله على وفق مواصفات بنائية وإنتقائية وتأتي تجربة الراحل فوزي أسماعيل لتنفذ الى صلب خارطة النحت العراقي بتمثيله لرموز التراث أو الماضي وجاء هذا نتبجة لاحتكاكه المباشر بالشواهد التاريخية والتي حفلت مدينة الموصل بأكثرها وهو لا يدعو الى تقليد الماضي بل كان يدعو ألى دراسته وتأمله والأنتماء الى روحه وهذا ما جسده في أعماله …والتي طالتها يد الأرهاب تمثال ملا عثمان الموصلي والذي أنجزه عام ١٩٦٩ ونصب أم الربيعين عام ١٩٧٥ وحاملات الجرار عام 1977