رمضان حمزة محمد : هل يصح تسمية المياه بالنفط الجديد؟
منذ زمن ليس ببعيد أصبحت المياه تقارن بالنفط وذلك لأهمية النفط ومشتقاته من جهة ومن ندرة الماء وأهميتها لجميع أشكال الحياة من جهة أخرى، وذلك لكون المياه والنفط هما من الموارد الطبيعية، ولكن من الخطأ تطبيق ونقل القيم والممارسات الخاصة بصناعة النفط إلى مجال الموارد المائية ولكون الربط بين هذين العنصرين قد يكون خطأ جسيما لإن “الماء والنفط لا يختلطان” سواء من الناحية الفيزياوية أو الكيماوية وأيضا سواء في باطن الأرض أوعلى سطح الأرض عند الإستخراج أو الأستعمال وأن تردد العبارة الجديدة “إن الماء هو النفط الجديد” قد لا يكون صحيحا أيضا.
لإن النفط كما هو معلوم تدار من قبل قوى السوق بينما الماء تدار في عدم الإفراط والإستخدام الكفوء من حيث مدى إستدامة ممارسات إدارة المياه حيث للإنسان الحق التلقائي في الحصول على المياه التي يحتاجها لمجرد “البقاء على قيد الحياة”، حتى وإن كان غير قادرا على دفع ثمنها. لذا فإن الماء ليس بالنفط الجديد، لعدة أسباب مقنعة جدا لإن الماء والنفط تداران بطرق مختلفة تماما ومن هذه الأسباب:
النفط ليس لها قيمة إلا في إنتاجها أوفي بعض أستخداماتها في حين المياه تخلق قيمة في جوهرها..
للنفط بدائل أخرى حيث في نهاية المطاف يمكن أن يحل محلها أشكال أخرى من الطاقة، ولكن المياه ستكون دائما وتبقى ضرورة أساسية لديمومة الحياة وسر إستمرارها للأجيال القادمة كما هو الحال بالنسبة لنا اليوم. النفط مورد قبل للنضوب وعندما يتم إستنفاد خزان النفط تحت الأرض فإن سطح الأرض الذي يقع الخزان النفطي تحته يفقد قيمته ايضا بينما المياه مورد متجدد ضمن دورة للحياة تبدأ وتنتهي في البحار والمحيطات. النفط مورد إقتصادي ولكن ملوث خطير للبيئة من مرحلة الإستخراج الى مرحلة الإستخدام بينما الماء عنصر مطهر من ولادة الإنسان الى وفاته .
ولضمان مستقبل المياه في العراق علينا أن نتعامل مع ملف المياة بحكمة ودراية والتفكير الإبداعي، وإستخدمها بشكل يضمن حقوق الأجيال القادمة، ونحن في عصر الثورة التكنولوجية التي تعمل على تحويل المياه الى صناعة ومن خلال الحلول الذكية نستطيع أن نضع سياسات مائية بعناية ولضمن حق الإنسان للحصول على مياه صحية..؟
رمضان حمزة محمد ( (IWRM M.Sc)