سرمد كوكب الجميل يكتب:ما لا يكتبه التاريخ بين دفاته ترويه ذاكرة المجتمع… السياسة واحة الثروات في العراق!

أمتهن العراقيون التجارة والزراعة والرعي وكانت أغلب ثروات الأغنياء من هذه المهن وتلك هي بركات العمل وقوة تحالف اهل المدن بمن حولها وان تصنيفات المهن كفيلة بتبيان ذلك وهذا ما استدعى وصفهم بأروع الاوصاف. ولكن هناك قلة فضلت أن تتعامل مع الولاة واهل الحكم، وتسعفنا الحكايات والروايات كيف ان علاقات البعض مع اهل الحكم منحتهم القابا باشوية وثروات لعوائلهم امتدت عقودا من الزمن وشملت الأراضي والعقارات وما ان وقع العراق تحت الاحتلال البريطاني الا وانبرى الكثير في الوقوف على أبواب المعسكرات طمعا في الحصول على مقاولة او عقد او ما شاكل فأثرى الكثير ابان تلك الفترة فعمرت القصور والقيصريات ولا زلنا نتداول المثل الشعبي “الإنكليزي طش الفلوس طش” وجاءت الحرب الثانية لتشكل بابا للاحتكار واستغلال الموقف فاستطاع البعض بناء ثروات كبيرة ايضا اما عقود الخمسينات والستينات فقد أعطت نماذج وأنماط جديدة في الثراء وتراكم الأموال جوهرها فساد وظاهرها تعاملات ونشاطات وهكذا استمرت الحالة الى ان استحوذ الحزب الواحد على الملك العام فاعتبرت مرحلة متميزة في بناء الثروات من خلال العلاقات والواجهات والعمولات والإكراميات والمنح والهبات والعطايا وكانت الكارثة يوم وقعت اولى الحروب في الثمانينات لتتحول الى شبكات من حزبيين وعسكريين ورجال اعمال وتطور الحال في تسعينيات القرن الماضي بعد الحصار الاقتصادي فكان العراق واحة لثراء فئات كثيرة بحجة العمل على كسر الحصار والتهريب وتجارة السلاح والنفط وتشكلت طبقة طارئة من الاغنياء الفاحشي الثراء، وتمر الأعوام لنصحو على ما بعد ٢٠٠٣ وبدأ اللعب على المكشوف والبقية انتم اعرف بها لقد كانت السياسة طيلة كل هذه العقود وراء ثروات بعض الأغنياء، ولكن ما يثير العجب كيف استطاعت الحكومات الديمقراطية ما بعد ٢٠٠٣ وبعد الوقوف على باب المحتل من شرعنة الثراء ووضعت له قنوات رسمية من رواتب ومخصصات ومنح وتقاعدات وتعهدات وتعاقدات وقل ما شئت وكلها بقوانين شرعها مجلس النواب الموقر واقرتها الحكومات العتيدة ونفذتها مؤسسات وفئات كثيرة صالحة من المجتمع وحجتها التوافقات واستطاعت بناء الشبكات المناسبة لحركة تلك الأموال لتمتد على مساحات واسعة بين عشرات الدول في العالم ولهذا ليس هناك ما يثير العجب فهذه السياسة تعز من يدخلها وتثريه وتجعله في الصف الأول وتذل من لا يدخلها وتضنيه وستمضي الأيام والسنين وسيصبح ساسة اليوم اسياد قومهم واثريائهم واعيانهم وملاكهم مثلما كان اعيان الامس هم سراق أمس الأول ويدور الزمن وتلك الأيام نداولها بين الناس من السياسيين الأثرياء ومن تبعهم ودار في فلكهم وسبح باسمهم في واحة الثراء فمنهم من هاجر لبلاد الخير والأمان ومنهم من ينتظر … هذه بعض الروايات من تاريخنا الشفهي المحفوظ في الذاكرة المجتمعية فاذكروه قبل ان يمحى وعذرا للمؤرخين فرواياتنا سماعية ووثائقها شفهية محفوظة في الذاكرة !!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *