سعد سعيد الديوه جي يكتب: عندما كادت معاهدة سوفا أن تكون في مهب الريح
في 17 تشرين الثاني عام 2008م تم التوقيع بين الحكومة العراقية وحكومة الولايات المتحدة الامريكية على معاهدة أمنية اسمها سوفا (SOFA) تتضمن تحديد الاحكام والمتطلبات الرئيسية التي تنظم الوجود المؤقت للقوات العسكرية الامريكية في العراق وانشطتها ومواعيد انسحابها في موعد لا يتعدى 31 كانون الثاني من عام 2011م.
وقد روت إيما سكاي في كتابها “الانهيار” قصصاً واحداثاً عن الفترة التي قضتها في العراق مع قوات الاحتلال وكان أهمها الفوضى والتخبط في اتخاذ القرارات السياسية والعسكرية، وان الأخطاء الامريكية على مستوى الاستراتيجية والتكتيك لا تناسب دولة عظمى.
وإيما سكاي خبيرة بريطانية في شؤون الشرق الأوسط، ولدت في بريطانيا عام 1968م لأبوين بريطانيين، أمها مسيحية وأبوها يهودي روسي الأصل، وعملت بين عامي (2003م-2010م) كمستشارة سياسية لقيادات الجيش الأمريكي في العراق وهي حاصلة على شهادات عليا من جامعات أوكسفورد وليفربول وغيرها.
وإحدى هذه الحكايات ترويها قبل التوقيع على معاهدة سوفا، وتقول بأن مكتبها يقع الى الخارج من إحدى القاعات التي تؤدي الى مكتب السفير كروكر، وكان علي الخضيري مساعد كروكر يمتلك مكتباً يقابل مكتب إيما سكاي وتقول إنها رأته وهو يندفع بانفعال وينادي (تعالي بسرعة ثمة حالة طارئة تستدعي تدخلنا) فقد أتصل أحد مساعدي السيد محمود المشهداني رئيس البرلمان آنذاك بالخضيري طالباً منه التدخل! وكان حرس المشهداني قد تجمعوا عند إحدى نقاط التفتيش وأن السيد المشهداني قد هدد بإلغاء أي مفاوضات حول اتفاقية سوفا، وكان ذلك هو اخر أيام العيد وان السيد المشهداني وعائلته يحتفلون بزواج ابنه ! والغريب ان ترتبط معاهدة سوفا وما يتبعها من نتائج خطيرة مع بهجة الزواج.وكان الجو مشحوناً بين الجنود الأمريكان وأسلحتهم في وضع الاستعداد، بينما يجتمع في المقابل أعضاء عائلة المشهداني وأقربائهم ومن ضمنهم عبد الباسط أبن محمود المشهداني، وعندما سألته السيدة سكاي عن سبب توتره وصياحه قال لها (أحدهم – يقصد أحد الجنود الامريكان – نعت شقيقتي بأنها عاهر) وبعد تهدئة الأوضاع بين الجانبين عاد الوالد وحراسه وابنه الى الحفلة ثم سألت احد الجنود عن حقيقة ما قيل… قال انها خطأ في الترجمة ليس إلا !.وتم توقيع الاتفاقية واستمر العرس، ثم تبين لاحقاً أنه لم يكن أي خطأ في الترجمة وما قيل كان أدهى وأمر.