النجيفي : البرلمان العراقي لا يقوم بعمله كما يجب وهناك جدل بين النواب حول الدوائر الانتخابية
عراقيون/متابعة/ انتقد القيادي في جبهة الانقاذ والتنمية، أثيل النجيفي، إدارة البرلمان العراقي، معللاً ذلك بصياغة القوانين في الغرف المغلقة، وملاحقة المعارضين، حسب وصفه.
وقال النجيفي في لقاءٍ له ضمن برنامج حدث اليوم، عبر شبكة رووداو الإعلامية، إنه “من المهم جداً بالنسبة إلى الكورد أن يكونوا أكثر تنسيقاً مع القوى العربية القريبة منهم والمؤثرة في مناطق محاددة”.
وقال النجيفي، إن “هناك اختلاف حول الموضوع، بعض الأطراف خصوصاً المقرب من رئيس الدولة يريد تفصيل المناطق الانتخابية على حسب النواب الموجودين معهم في هذا التجمع أو في الحزب الذي يدعمه رئيس مجلس النواب، بالمقابل بقية الأعضاء من العرب والكورد أيضاً، ومعظم أهالي الموصل يريدون أن تبقى مدينة الموصل لوحدها وأن تتقسم بدوائر انتخابية لوحدها بدون خلطها مع النواحي المجاورة والنواب الكورد أيضاً يطالبون بنفس المطلب، لكن جزءاً واحداً فقط كان يريد تقسيم مدينة الموصل، عندما لمس السيد الحلبوسي أن الرفض لمقترحه كبير جداً، وانسحب النواب الكورد من الاجتماع اضطر إلى تأجيل هذا القرار حول الموصل وكركوك، والخلاف الرئيس هو حول طريقة العمل في إدارة البرلمان، مثلما حدث في موضوع تقسيم المناطق الانتخابية”.
وعن الحلبوسي، قال النجيفي، أنه “لا يؤدي واجبه في البرلمان كما يجب. يحاول دائماً أن يصوغ القوانين في الغرف المغلقة التي يحضرها هو وعدد قليل من النواب الذين يريدهم ويستبعد كثيراً من النواب الذين لديهم رأي معارض. هذا التصرف، وأيضاً ملاحقته لكثير من معارضيه أو خصومه السياسيين خصوصاً في منطقته، في الأنبار، وأيضاً الذين يعارضون توجه حزبه في صلاح الدين أو في نينوى، ويستغل نفوذه كرئيس للبرلمان في تصفية هذه الحسابات، بينما يترك القضايا التي تهم العراقيين عموماً والمكون السني بالأخص يتركها ويساوم عليها ولا يؤدي واجباته تجاهها”.
كما أضاف، لهذا السبب تشكل هذا التجمع أو هذا التنسيق من البرلمانيين الذين يريدون تعديل مسار البرلمان في هذه الفترة المتبقية، وأن لا يتركوا الحلبوسي يعمل كما يريد، ونحن لا ننافس أحداً على الامتيازات ولا نريد أي منصب، لكننا مستاؤون من أن هناك قضايا أساسية تهم المكون السني، مثل قضية المغيبين والمختطفين الذين بلغ عددهم 12 ألفاً، وقضية النزوح والذين لم يستطيعوا العودة إلى ديارهم. تخلى الحلبوسي عن كثير من هذه القضايا المهمة ولم يهتم بها، ويقدم تنازلات للأحزاب الدينية الشيعية لكي يدعموه في ملاحقة خصومه من السنة، هو الآن لا يحظى بدعم سني وإنما يحظى بدعم شيعي فقط، فإن تخلى عنه الشيعة أو قسم منهم، يسقط مباشرة.
وعن الكورد، قال النجيفي “أعتقد أن على الكورد أن ينظروا إلى المصلحة العليا التي تجمعهم بالسنة أكثر من غيرهم، بدلاً من تأييد شخص واحد مدعوم من الشيعة. بين العرب السنة والكورد مصالح كبيرة مشتركة وخصوصاً في مرحلة ما بعد داعش أصبحت مصالحنا مترابطة أكثر، ونعرف أن استقرار مناطقنا هو واحد، فإن استقرت الموصل ستستقر أربيل ودهوك ولن تتأثرا بالنزوح، وستكون هناك إمكانية للعمل والتعاون. لهذا أعتقد أن من المهم جداً بالنسبة إلى الكورد أن يكونوا أكثر تنسيقاً مع القوى العربية القريبة منهم والمؤثرة في مناطق محددة لهم لكي لا يقعوا في الخطأ الذي وقعوا فيه في أوقات سابقة، فالكورد تحالفوا مع الشيعة، فضرب الشيعة السنة ثم ضربوا الكورد، أعتقد أن على الكورد اليوم أن يعيدوا بناء علاقاتهم وتحالفاتهم بطريقة مختلفة”.
أما بشأن العلاقات المتبادلة والثقة المتبادلة، كوردياً، قال النجيفي، “علاقاتنا والثقة المتبادلة بيننا وبين القيادات الكوردية أكثر من الثقة المتبادلة بين القيادات الكوردية وبين الحلبوسي. لكن من المهم أن ينظر الكورد أين هي مصلحتهم، وأنا أعتقد أن مصلحة الكورد هي في بناء برلمان حقيقي يحترم القوانين ويعزز الديمقراطية في العراق، أما إذا كان هناك برلمان يتحرك وفق أهواء شخصية فإن القضية ستنقلب عليهم بسرعة وستكون هناك إمكانية اتخاذ قرارات ضد الكورد، لهذا السبب نجد أنه في الوقت الذي كان فيه السيد أسامة النجيفي رئيساً للبرلمان لم تكن هناك قرارات تتخذ ضد الكورد، لأنه كان هناك تفاهم بين الكورد وبين البرلمان وكان البرلمان يعمل بصورة قانونية. لكن اليوم تم تمرير كثير من القرارات ضد الكورد ولم يستطع الكورد فعل شيء.
ورأى النجيفي، أن السنة يمتلكون “القوة لتغيير الحلبوسي، ويبقى الأمر على الأطراف الأخرى، فإن أرادت الأطراف الأخرى سواء من الشيعة أو الكورد تريد برلماناً محترماً يحترم القوانين وسياقات العمل، فيجب أن يعملوا على تغيير الحلبوسي، اما إن كانوا يريدون بقاء الفوضى في البلد ويبقى البرلمان فوضوياً وتتم صياغة القوانين داخل دوائر مغلقة فسيقومون بدعم الحلبوسي”.
النجيفي، مضى في القول، أنه “مرر الكثير من القوانين بدون وجود نصاب قانوني حقيقي وبدون أن تعرض تلك القوانين على اللجنة القانونية. هذا هو الخطأ. بعد ما حدث لا يستطيع الشيعة ولا الكورد أن يلوموا السنة بسبب الخلل الموجود في البرلمان. فأغلبية من السنة تقول إنه يجب تغيير رئاسة البرلمان”.
وفي إجابته عن السؤال عمن يمثل السنة، قال بأنه “سؤال جدلي يختلف فيه الجميع. المهم اليوم أننا نتحدث عن تكتل أو جهة فيها 35 نائباً بزعامة السيد أسامة النجيفي وفئة فيها نحو 20 نائباً بزعامة الحلبوسي. نحن نمثل قوى مختلفة لها اختلافات في الرأي كما هي حال الشيعة والكور”.
أما عن التدخلات الخارجية، قال النجيفي “لا أعتقد أن هناك قوى إقليمية لها دور، بل الموضوع داخلي، والسبب هو أن الحلبوسي لم ينجح في احتواء المجموعة التي جاءت معه، والتي بعد أن جربت الحلبوسي انشقت عنه وعادت لتلتحق بالسيد أسامة النجيفي لاعتقادهم بأن الحلبوسي لم يستطع القيام بواجباته تجاههم”.
وأضاف، أن “إسباغ الصبغة الخارجية على الأمر مبالغة حقيقية. كل البلاد القربية من السنة سواء كانت عربية أو تركيا، تريد أن تتعامل مع العراق كدولة، ولا تريد التعامل مع السنة كجماعات، بخلاف ما يحدث في إيران التي تريد أن تتعامل مع جماعات وليس مع دولة عراقية. لهذا لا أعتقد أن أي دولة من هذه الدول تتدخل في هكذا أمور. فهذه الدول ليس لديها مشروع لكيف سيكون داخل العراق، مشروعها الوحيد هو التعامل مع دولة عراقية صديقة”.
بشأن الإقليم السني، قال النجيفي، “نحن نرفض فكرة الإقليم السني، ونقول دائماً إنه لا يجوز ولا يصح أن يطالب السنة بإقليم سني لأن السنة موزعون في مناطق كثيرة في العراق، فهناك الملايين منهم في بغداد، وهل سيترك من يتحدث عن إقليم سني بغداد خارج هذا الإقليم؟ وهل سيترك محافظة صلاح الدين تتقسم؟، مضيفاً، “نحن لا نتقبل فكرة الإقليم السني، نحن نتحدث عن أقاليم محافظات، فمثلاً نطالب بأن تتحول محافظة نينوى إلى إقليم، وبالتالي لن تكون عند تحولها إلى إقليم إقليماً عربياً سنياً بل إقليماً يشترك فيه الكورد والعرب وبقية مكونات محافظة نينوى في إدارته. هذه هي الفكرة التي نحملها نحن”.
كما أضاف، “لم أسمع أي سياسي عراقي نادى بإقليم مذهبي. الذي ينادي بالإقليم المذهبي السني، هم قسم من الشيعة الذين يريدون أن يجعلوا من السنة عدواً وتحشيد الشيعة عليهم، جو بايدن الذي طرح فكرة الأقاليم في وقت من الأوقات، هو نفسه تنازل بعد سنتين أو ثلاث سنوات عن هذه الفكرة، فلا يمكن لجو بايدن ولا لغيره أن يسعى لتحقيق إقليم السنة، أعتقد أن من يتحدث عن الإقليم السني هو بعض الأطراف المتطرفة الشيعية التي تريد أن تخلق عدواً من السنة وتحشد الشيعة ضده، فعندما يتحدثون عن إقليم سني يقولون إنه ستكون هناك معركة بين الشيعة والسنة، وبالتالي على الشيعة أن ينسوا كل خلافاتهم ويتوحدوا لمواجهة هذا الخطر الذي يمثله الإقليم السني. فهو فخ تنصبه أطراف شيعية للإيقاع بالسنة”.