مليئ باليأس والإحباط .. واقع التعليم في العراق
خاص – عراقيون
التعليم أساس من أساسات الإنسان التي ترسم شخصيته وتبلور أفكاره ورؤيته ومعتقداته وتبني مجتمع متين ومثقف ، التعليم وصية من وصايا النبي محمد صلى الله عليه وسلم ونقطة ثابتة في ديننا الحنيف الإسلام عن أَبي الدرداء، قَال: سمعت رسول اللَّه ﷺ، يقول: منْ سَلَكَ طَريقًا يَبْتَغِي فِيهِ علْمًا سهَّل اللَّه لَه طَريقًا إِلَى الجنةِ، وَإنَّ الملائِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا لِطالب الْعِلْمِ رِضًا بِما يَصْنَعُ، وَإنَّ الْعالِم لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ منْ في السَّمَواتِ ومنْ فِي الأرْضِ حتَّى الحِيتانُ في الماءِ، وفَضْلُ الْعَالِم عَلَى الْعابِدِ كَفَضْلِ الْقَمر عَلى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وإنَّ الْعُلَماءَ وَرَثَةُ الأنْبِياءِ وإنَّ الأنْبِياءَ لَمْ يُورِّثُوا دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا وإنَّما ورَّثُوا الْعِلْمَ، فَمنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحظٍّ وَافِرٍ “رواهُ أَبُو داود والترمذيُّ”.
يعاني الواقع التعليمي في العراق من ثغرات عديدة تفقده رصانته الحقيقية التي يجب أن يتحلى بها ، منذ أكثر من عقد والطلبة يعانون من الأسئلة الوزارية بما فيهم طلبة الثالث متوسط والسادس الإعدادي والتركيز المهم على الأخير بسبب تحديده مستقبل الطالب وتخصصه الذي يضمن مستقبله الحياتي ، علاوة على المشاكل المتعلقة بأبنية المدراس المهترئة وقلة المستلزمات والأجهزة الكهربائية التي يجب على الدولة توفيرها للمدارس الحكومية .
كورونا والطلاب العراقيون
في بداية جائحة كورونا كانت هناك وقفات إحتجاجية حقيقية من قبل الطلبة لإلغاء الإمتحانات الوزارية وحملات أخرى على وسائل التواصل الإجتماعي يطالب الطالب العراقي بالمعدل التراكمي خوفاً من تفشي عدوى فايروس كورونا لكن وزارتا التربية والتعليم بقيتا على موقفهما الثابت في شأن إقامة الإمتحانات ، بدورها أعلنت وزارة التربية عن حذف بعض الفصول من كل مادة من المواد الدراسية ، وإلغاء مادة التربية الإسلامية.
تم تأجيل الامتحانات لأكثر من مرة، حتى حددت في الأول من سبتمبر الماضي ، وسماحها للطلاب غير المستعدين للامتحان في هذا الموعد، بأدائه مع الدور الثاني بوصفه دور أول لهم.
في الأيام القليلة الماضية ظهرت نتائج طلبة السادس الإعدادي في العراق التي شهدت كثافة الطلبة ذوي المعدلات المرتفعة جداً مقارنة بالسنوات الماضية التي ستسبب إرتباكاً في إستيعاب اعداد الطلبة الذين حققوا معدلات عالية ومتقاربة في إختيار التخصصات المطلوبة وزيادة المسؤولية على كاهل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في تقرير مصير هؤلاء الطلبة .
أختيار التخصص، الطالب ، والعائلة العراقية
يعاني الطالب في المجتمع العراقي من ضغوطات جمة عند تحديد إختصاصه الذي يبدع به ليحقق مايصبوا اليه من أحلام وآمال يبني عليها مستقبله ، تخصص الطب هو الصيت والسمعة الرائعة لدى العائلة العراقية وهي موجودة في أحاديثهم لحد اللحظة ” تقول مريم (أسم مستعار) انها تريد دخول تخصص اللغة الإنكليزية لكن عائلتها ترفض ذلك وترغب بإدخالها كلية الطب لتصبح طبيبة هذا مايجعلها تشعر بالإحباط بسبب عدم وجود التشجيع والدعم من أهلها لدخول التخصص الذي تحبه . أما رؤى (اسم مستعار) رغبت ان تدخل كلية الإعلام وتصبح إعلامية المستقبل لكن أهلها رفضوا الفكرة تماماً ونصحوها بدخول كلية التربية ، وقالوا لها أن الإعلام تخصص لايليق بالفتاة العراقية والمجتمع لايتقبل كثيراً هذا التخصص ولانريد سماع الكلام من الناس لإنك فتاة . العائلة العراقية لها نظرة محددة في مقاييس إختيار التخصص للفتاة دون الشاب وخاصة الفجوات التي تعاني منها الحكومة العراقية وضعف الاليات التي يجب توفيرها لدعم جميع التخصصات العلمية القديمة والحديثة لجذب الجمهور العراقي لها ، بالإضافة الى كل ذلك عدم توفر فرص عمل كثيرة تلبي إحتياجات جميع المتقدمين على وظيفة عند تخرجهم من الجامعة والعمل ضمن تخصصاتهم من خريجي البكالوريوس والماجستير وحتى الدكتوراه .
التعليم والعراق في مهب الريح
كما ذكرنا اعلاه ان المجتمع العراقي متعلق بتخصصات محدد منها الطب والهندسة عند المجيئ لتحليل السلوك النفسي للمجتمع العراق نرى انه لا يثق بسياسة الدولة ككل لانه لايرى اي محاولة لإصلاح الواقع التعليمي لذا المجتمع العراقي خائف على مستقبل الشباب خائف من أي محاولة للتغيير في ظل العجز الحكومي المتوالي .
إستحداث تخصصات جديدة من قبل وزارة التعليم والبحث العلمي ليس بالأمر السيء لكنه يصبح سيئاً بالفعل لعدم توفر فرصة عمل لهذا التخصص هناك تخصصات علمية المراد من الحكومة تسليط الضوء عليها مثل التخصصات البيئية وتخصص التغذية وتخصص هندسة الميكاترونكس والتخصصات البايلوجية والتخصصات الرياضية وتخصصات اللغات وغيرها من التخصصات المهمة التي يجب اخذها بالإعتبار والعمل على رسم خطط وسياسيات لمعالجتها بالحلول الصحيحة والمدروسة .
شهد العام الماضي تظاهرات كانت بدايتها تظاهرة صغيرة لحملة الشهادات العليا بسبب عدم توفر فرص عمل لهم بعد عناء الوصول الى هذه المرحلة المتقدمة من العلم هذه التظاهرة أشعلت فتيل ثورة تشرين التي راح ضحيتها الالاف الضحايا في سبيل توفير لقمة عيش وحياة نزيهة وحقوق تشبع كرامة الفرد العراقي ، لكن ليس باليد حيلة الحكومة والبرلمان مازالوا مُطالبين بالوفاء بوعودهم للشباب العراقي الذي اضمحلت آماله وأصبح يشعر باليأس من السياسيات والقرارات التي يتخذوها سياسيو البلد على مدى 17 عاماً .
رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي مطالب بحل كل هذه المشكلات المتراكمة وترشيد التعليم وتطويره الى أبعد مدى ممكن للنهوض بواقع العراق والعلو بمجده.