بعد تصدره الدول العربية بعدد الإصابات.. تقرير يكشف سبب عجز العراق عن مواجهة وباء كورونا
كشف تقرير لمجلة “ذا إيكونوميست” عن السبب الذي قد يدفع العراق للتعايش مع وباء كورونا كواقعة لا يمكن التغلب عليها، فيما أشار إلى الدور السلبي للعشائر التي لا تتقبل الالتزام بالتدابير الوقائية.
وذكر التقرير أن العراق يتصدر الدول العربية في عدد الإصابات بفيروس كورونا، كما انه يواجه تحديات في مواجهة الجائحة ما بين الطرق المتبعة عالميا، أو الإستمرار بالتعايش معها كواقعة لا يستطيع التغلب عليها، لاسيما مع استمرار توافد الزوار إلى مدينة كربلاء وعدم تقبل المجتمع لاسيما العشائري منه الالتزام بالتدابير الوقائية.”
ونقل عن مدير مستشفى في جنوب البلاد، قوله إن” الآلاف أصيبوا بمرض كوفيد – 19، وإذا لم يحصل ذلك، سيأتيهم الضرر من رجال العشائر”، كاشفا أنه تعرض لضرب مبرح فقد وعيه على أثره، وذلك بعد وفاة شاب من عشيرة الحسناوي بسبب إصابته بالفيروس، في المستشفى الذي كان يعمل بها”.
وقال إن “واقع العشائر صعب، حاولت جمع الدلائل ولكن لم ينصحني أحد من المسؤولين التحرك قضائيا حفاظاًعلى أمني الشخصي”.
وأضاف التقرير ان “مختلف الأنظمة العربية شددت قبضتها فارضة قرارات صارمة تحت طائلة تسطير مخالفات لمن لا يلتزم بالتعليمات الصحية، إلا أن الحكومة العراقية لم تستطع فرض التباعد الاجتماعي أو حتى إجبار الرجال على ارتداء الأقنعة، إذ تحمل إهانة بالنسبة للبعض منهم”.
وتابع أن “الخدمات الصحية تفتقد لمصادر التمويل، في ظل أزمة اقتصادية كبرى تعاني منها البلاد، ما جعل الإنفاق الحكومي في مجال الصحة ضئيلا، بالرغم من تفشي الفيروس بأرقام قد تكون الأعلى بين الدول العربية”.
وفيما يتعلق بتوافد الزوار من إيران، أوضح التقرير ان ” السلطات الرسمية لم تستطع منعهم من المضي قدما في إحياء ذكرى الأربعين، وخطر الإصابة بالفيروس قد يرتفع، يوم 7 تشرين الأول الجاري عندما يلتقي مئات الآلاف في كربلاء”.
وبينت أن ” الحكومة حاولت الحد من توافد الزوار القادمين من إيران من خلال إغلاق الحدود البرية للعراق وتقييد الرحلات الجوية، لكنها لم تستطع الاستمرار في ذلك، لاسيما بعدما شن رئيس التيار الصدري، مقتدى الصدر، حملة لإبقاء المزارات مفتوحة”، كما اتهم التقرير “التيار الصدري عبر أتباعه في وزارة الصحة، بإعاقة خطط تنظيم الإنفاق الصحي، بسبب وقوفهم بوجه الإصلاح الاقتصادي والمالي، لغايات مرتبطة بالفساد والاختلاس”.
وختم بالقول إن “العراق يفتقر لعدد أسرة كاف لاستيعاب عدد المصابين، فضلا عن نقص في الطاقم الطبي بعد هجرة حوالى 20 ألف طبيب إلى الخارج بحسب بيانات نقابة الأطباء، عدا عن إضراب عدد كبير من الطاقم الطبي بسبب ظروف العمل السيئة (نقص المواد الأساسية مثل الأقنعة).