فواز الطيب يكتب:موقف الموصل من تركيا مخجل جداً
موقف تركيا خجول جداً مع الموصل بعد سيطرة تنظيم داعش عليها ، وخجول أكثر في عمليات التحرير ، وهي في قمة الخجل في دعم إعمارها وتقديم المساعدات لها ، وهذه المواقف لا تتناسب مع ما بنينا من آمال عليها كما يقول الموصليون وأكثر من ذلك يتهمونها بإدخال داعش الى العراق وربما إيوائهم في تركيا .
تركيا لم تساعد الموصل في بناء مستشفى أو جسر ولا مطار أوعلى أقل تقدير بناء مستشفى ميداني ونحن نمر بأزمة كورونا ، وللتاريخ قدمت خمسة مليارات دولار في مؤتمر المانحين وربطتها بشروط تعجيزية لن تتحقق أبداً !! .
الشركات التركية العاملة في إقليم كردستان وفي بغداد وجنوب العراق إذا قارنتها مع الشركات العاملة في الموصل ستكون النتيجة صفر ، ولهذا الرأي العام في الموصل ، تركيا ليست الحليف الأمين ، فمواقفها من تحرير الموصل تعكس بصورة واضحة أنها يمكن أن تتخلى عن حلفائها بسهولة إذا أحست بأي ضررعلى مصالحها الإستراتيجية ، وواضح جداً انها لم تضحي بذلك مقابل دخول صراع سياسي مع إيران وحلفائها قد يؤدي إلى زعزعة إستقرارها الداخلي .
ومن الملاحظات الموصلية أن الأتراك يتعاملون بأفضلية مع جماعة الإخوان المسلمين ويمثلهم الحزب الاسلامي العراقي في المدينة ، وكذلك مع المكون التركماني وتغدق عليهم الأموال والمنافع في تركيا والعراق .
وربما كلام ومواقف الموصليين يدخل من باب العتب عليها كبلد جار مسلم تربطنا به وشائج إجتماعية ثقافية ، فالصديق المحب وحده الذي يعاتب ! .
ولكن لماذا هذا الجفاء من تركيا ؟ فهل العتاب جاء بعد إهمال المبادرة لتركيا بشئ ؟! ، كما يُلوح بعض الأتراك بذلك ، هل فعلاً كان علينا ان نقوم بأشياء ولم نفعلها ونحن معروفين بكبرياءنا في التطلع للخارج كنمط محلي اعتدنا عليه في تفكيرنا ونتحدث بلغة غير مفهومة للخارج ، وقد ابتعدنا عن فهم بنية سايكولوجية المنطقة برمتها ؟! ، وللإعلام إنصافاً كان دور سلبي في قيادة الحراك السياسي بالمدينة سابقاً ولاحقاً ، وعلى الموصل أن تتذكر أنها لم تقدم لتركيا كمبادرات غير الخطاب القومي المناهض ! .
طريقة تفكير أهل الموصل السياسية وإنعدام براكماتيتهم وبطئ ردود أفعالهم وتبنيهم أفكاراً باتت قديمة وسمة مميزة لهم ، فهم يكرهون الإحتلال ويكرهون شخوصه في الحكومة ، ويكرهون إيران الصفوية ويتشككون في تركيا العثمانية ، ويكرهون أمريكا ودول الإستعمار كرها فطرياً ولا يحبون بعض دول الخليج ، فلا يعرفون كيف يتكئون على النظام العالمي الجديد ولا يحسنون التناغم معه بدافع تبادل المصالح والمنافع وهم الحلقة الأضعف ، فهم مشغولون بالتحليل الفلسفي التاريخي وبحروف العطف والجر والرفع والنصب ومعانيها ! .
نتكلم ونحلل وننظر كثيراً في شتى مجالات الحياة إلا السياسية نرتعب منها ونرمي كرتها في ملعب الآخر الذي يتحين الفرص لإضعافنا وإذلالنا ، ونحن بأمس الحاجة لصناعة عقل جمعي ( سياسي ) جديد ، ينقذنا من المستنقع الآسن الذي نحن فيه ، وهذا هو دورالمثقفين والمفكرين والمؤرخين والقيادات المجتمعية بعمل يلامس حياة المواطنين له أثر على أرض الواقع بحراك وتكاتف مجتمعي ، القيادات فيه تعيش مع المواطن حلوه ومره تحت سقف واحد .