ورود جملة ’الفصائل الولائية’ في تقرير لقناة العراقية يثير لغطاً واسعاً
أثار ورود جملة “الفصائل الولائية” في تقرير للتلفزيون الرسمي، لغطاً واسعاً، فيما اضطر معد التقرير إلى إصدار إيضاح حول ذلك.
ومفردة “الفصائل الولائية” تستخدم للتدليل على الفصائل المسلحة الموالية لإيران، والتي تقلد الخامنئي، ولا سيطرة للحكومة العراقية عليها.
ووردت هذه الجملة، في تقرير لبرنامج “المخلص” الذي تبثه قناة العراقية، وهو من إعداد وليد الشيخ، الذي كان يعمل في قناة الحرة الأميركية، حيث تحدث التقرير عن آفاق تعزيز العلاقات العراقية العربية، واعتراض الفصائل المسلحة على ذلك، خدمة للأجندة الإيرانية.
وعلق النائب عن حركة عصائب أهل الحق، حسن سالم، قائلاً: إن “قناة العراقية تلتحق بصحيفة الشرق الأوسط لمواصلة مسلسل الإساءة والفتنة والتسقيط، بالأمس الإساءة للمرجعية، واليوم للحشد المقدس بإثارة الفتنة والتسقيط وتقسيم الحشد هذا عراقي وهذا ولائي”.
كما هاجم مئات من أنصار الفصائل المسلحة، شبكة الإعلام العراقي، ومديرها الجديد نبيل جاسم، وهو محسوب على جناح رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.
وتزامن مع تلك الضحة، قرار صدر من نبيل جاسم، بإقالة مدير قناة العراقية، حيدر حسن من منصبه، وتعيين عباس حمزة، بدلاً عنه، فيما قال معلقون إن جاسم رضخ إلى تهديدات وصلت من فصائل مسلحة، بإقالة مدير القناة.
ولم يتضح بعد علاقة تغيير مدير قناة العراقية، بالتقرير المعني.
بدوره، أوضح معد التقرير الصحفي، وليد الشيخ، أن “مفردة الفصائل الولائية يتم تداولها من قبل سياسيين ومحللين وخبراء وأكاديميين يومياً في مختلف البرامج السياسية وفي مختلف القنوات التلفزيونية ولم نرَ معترضاً بل هناك من يعتز بذلك, فلماذا الآن فهمت على أنها سُبّة”.
وأضاف الشيخ في بيان إن “ما حصل من ترويج للتقرير، واعتباره تطاولاً أو إساءة فهو لا يخرج من دائرة الصراع السياسي بين بعض القوى على خلفيات التغيير الذي حصل في شبكة الاعلام العراقي قبل يومين لإثبات صحة وجهة نظرها”.
ولفت إلى أن “البعض تصور، بحكم انعدام الثقة السائدة في أجواء العمل السياسي والصحفي أن التقرير كان معداً لإحراج رئيس الحكومة أو رئيس الشبكة الجديد الدكتور نبيل جاسم، وهذا أقسم عليه بمقدساتي لم يرد في ذهننا قطعها, ولم أتعامل مع هكذا أساليب لا تمت للأخلاق والدين بصلة”.
ويأتي ذلك، بعد يومين على تسلم الإعلامي البارز نبيل جاسم، مهامه رئيساً لشبكة الإعلام العراقي، وهو التعيين الأول من نوعه، حيث كانت تخضع الشبكة لسلطة الأحزاب.
وتضم شبكة الإعلام العراقي عدة قنوات تلفزيونية إخبارية ومنوعة ورياضية، بلغات كردية وعربية وتركمانية، فضلًا عن جريدة الصباح ومجلة الشبكة، وإذاعة العراق، وعددًا من المؤسسات، الأخرى، حيث خضعت تلك المؤسسة منذ إنشائها عام 2003 لهيمنة نفوذ حزب الدعوة بزعامة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وقادها مقربون منه خلال تلك الفترة، كان آخرهم مجاهد أبو الهيل، وهو مقرّب أيضا من رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي.
وتضم الشبكة نحو 5 آلاف موظف يتوزعون على مختلف وسائل الإعلام بداخلها، وفي جميع المحافظات العراقية والمكاتب الإقليمية، بصيغة عقود وملاك دائم، إذ توفر الشبكة لمن يسيطر عليها نفوذًا كبيرًا على الإعلام في البلاد، فضلًا عن السيطرة على التعيينات التي بداخلها.
وتواجه الشبكة على الدوام، انتقادات بسبب خطابها المنحاز للسياسيين والحكومة على حساب معاناة الشعب العراقي، وتخصيصها مساحات لبث إنجازات سياسيين، دون التطرق للمشاكل التي يعاني منها المواطنون، كالفقر والبطالة والفساد المالي والإداري.