أحمد أبو عباتين يكتب:لماذا لم انتخب كمواطن موصلّي
لم أشارك في الإنتخابات التشريعية إنطلاقاً من قناعات شخصية قد أشترك فيها مع غيري من المواطنين أهمها انني لم أکن مطمئناً عند اختياري بأداء واجب الإختيار الحر الذي يرتبط بالمواطنة لاعتقادي ان العملية يشوبها التزوير ، فلم تتولد قناعة انني أساهم في بناء مستقبل أفضل لي وللأجيال التي تأتي من بعدي .
ومقاطعة الإنتخابات ليست قضية شخصية فقط ، بل هي ظاهرة اجتماعية لها أسبابها وأبعادها في الحياة السياسية نتيجة الاداء السيء وسيطرة المال السياسي الفاسد في تزوير الارادة ومنع صعود ممثلين مخلصين يراعون مصالح الشعب ،
وقد اتفق ان المقاطعة لن تحل مشاكل البلاد ولكنها رسالة من المجتمع يجب على الذين بيدهم صياغة القرار ان ينزلوها منزلتها الصحيحة ، ولأن جوهر القضية هو لماذا يقاطع الناخبون الإنتخابات من تلقاء انفسهم ، أو يستجيبوا سنوات لدعوة المقاطعة ؟ فهناك أسباب عديدة ساهمت في تضخيم ظاهرة المقاطعة منها مااسلفناه واسباب اخرى منها :
غياب النقاش الجاد حول التحديات الداخلية والخارجية الحقيقية التي تواجهها بلادنا والالتفاف عليها بعمومیات غامضة وتغييب المصلحة الوطنية العليا ، ومحاولة الفوز بعن طريق دغدغة المشاعر الطائفية والقومية دون النظر إلى المشاكل اليومية للمواطن ، اضافة الى أن الصورة عن الإنتخابات التشريعية في جميع مراحل ومستويات تحضيرها والممارسات التي ترافقها ترى بأنها عملية محسومة ترمي للإبقاء على نفس شخوص نظام الحكم القائم بأي طريقة كانت .
وأنها بلا بصيص أمل للتطويروالتغيير ، أضف الى ذلك الاعتقاد السائد بأن المشاركة في الإنتخابات واختيار نواب جدد مهما كانت كفاءتهم فانها لن تقدم شيئا في ظل السياسة التي ينتهجها نظام الحكم القائم .
حتى تزوير الإنتخابات بالمعنى التقني والتقليدي للكلمة لم يعد هو العامل الأساس الذي يكيف نتائجها ، بسبب ان جزء من السلطة والأحزاب دجنت المفوضية والدوائر الأخرى المتعلقة بالإنتخابات بشتى الطرق والوسائل والقوانين من إجتثاث وتلفيق ملفات بطريقة يمكنها مخاطبة السحب الإنتخابية بالقول أمطري الأصوات حيث شئتي فلن يفوز سوى من نرتضي .
ولذلك العزوف في الإنتخابات لم يقتصر على الموصل بل امتد الى الوسط والجنوب وبدا ذلك واضحاً من خلال انتخابات عام 2018 وهذا يعكس بشكل كبير وملحوظ الطموح الشعبي في ضرورة تغيير سياسي عميق وخاصة بعد مظاهرات تشرين التي خرجت مطالبة فيه ، وهو قد أصبح مطلبا جماهيرا ملحاً ومشتركاً بين جميع العراقيين بالرغم من اختلاط هذا الحلم بما يشبه اليأس في المنظور القريب في ظل عدم تغيير جذري وشامل لمفوضية الإنتخابات .
ولازال هنالك دور للأحزاب في البرلمان واللجان يخيم على قانون الدوائر الإنتخابية المرتقب بغية تحقيق مصالحها وليس التمثيل الحقيقي الملائم .
هنا يصبح الثقل الأكبر على رئيس الوزراء المكلف لهذا الغرض في انجاز مهمته الوطنية بالاستجابة لارادة الشعب الغاضب وتهيئة ظروف ملائمة للانتخابات وقانون عادل وادوات صحيحة غير فاسدة تخفظ امانة الاصوات ورقابة دولية اممية وايصال رسالة واضحة وصريحة للكتل والأحزاب بأن الإلتفاف على قانون الإنتخابات والتزوير ثوب لم يعد يتسع للشعب العراقي فلاتختبروا صبرنا اكثر .