من أجل تعزيز دور القوّات الأمنية في تعزيز السلام منظمة UPP الإيطالية تقيم ورشة تدريبية حول الأمن الإنساني ….تقرير جميل الجميل
أقام مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى ورشة تدريبية لمجموعة من القوّات الأمنية “الشرطة المحلية” في ناحية برطلة لمدّة يومين 6/7 حزيران 2020 حول “الأمن الإنساني والقانون الدولي الإنساني”.
بدأت الورشة صباح يوم السبت في مقر مركز شرطة برطلة حيث شمل التدريب ضبّاط ومراتب مع نشطاء من المجتمع المدني وموظّفي مراكز مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى وضبّاط لهم خبرة في العمل المدني وأدار الورشة المدرب الدولي فادي أبي علّام، حيث بدأ مدير مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى محمد أمبروسيني كلمته حول كيفية تعزيز التعاون بين المجتمع المدني والقوات الأمنية وعن تعزيز الثقة لدى المواطن ويأتي هذا التدريب لإكمال أنشطة المشروع في تعزيز بناء السلام في المجتمعات، وبعدها أكّد عمر السالم منسّق مشروع مد الجسور بين مجتمعات نينوى في كلمته على ضرورة التعاون والعمل مع القوات الأمنية من أجل بناء جسور جديدة بين المواطنين المدنيين والعسكريين من أجل تطوير مبادئ السلام وتقليل العنف في مجتمعات نينوى وبعدها بدأ المدرب فادي أبي علام بتخصيص وقت للتعارف بين القوات الأمنية والنشطاء.
شملت أجندة اليوم الأول :
• الترحيب بالمشاركين
• عرض أهداف المشروع
• عرض البرنامج التدريبي
• تعارف و توقعات المشاركين
• قواعد العمل المشترك
• دور القوى الأمنية بحل النزاعات وتعزيز الاندماج الاجتماعي
• تصميم مبادرات مجتمعية بالتعاون مع المجتمع المدني
وشمل اليوم الثاني :
• • معايير العلاقة العسكرية – المدنية
• • تطوير مدونة سلوك لتعامل القوى الامنية مع المدنيين
وفي هذا الصدد تحدّث عمر السالم منسّق المشروع ” تعتبر هذه الورشة خطوة أخرى لإكمال العمل في مجال التعاون بين القوات الأمنية والمواطنين وتعزيز العلاقة الإيجابية فيما بينهم، كما أنّ التدريب شمل عدّة نقاط مهمة حول قواعد العمل المشترك ودور القوى الأمنية في تحقيق السلام في محافظة عليه والمحافظة على أسس التماسك المجتمعي والاندماج الاجتماعي، وكيفية صياغة مبادرات تساهم في تعزيز الثقة بين المواطنين والقوات الأمنية، كما تضمّن التدريب صياغة مدونة سلوك لتعامل القوى الأمنية مع المدنيين سيتم توقيعها ونشرها فيما بعد،
ويضيف السّالم ، بأنّ هكذا تدريبات تساهم في تحقيق خطوات مهمة وأولية لتعزيز الثقة بين المواطنين والقوات الأمنية وبدورنا سنعمل معا لقوات الأمنية في هذا المجال على تحقيق السلام بالتعاون مع كافة الاطراف في المجتمع”.
وأشار مدير مركز شرطة برطلة المقدّم غزوان علي قاسم عن ضرورة التعاون مع المنظمات والمجتمع ونحن كمركز شرطة برطلة جاهزين للعمل المشترك من أجل تعزيز السلام والتماسك المجتمعي كما أنّ مركز شرطة برطلة يعكس تنوع نينوى بمكوناتها من الإخوة المنتسبين الذين يمثّلون فسيفساء مجتمع نينوى،
وأضاف قاسم، بأنّنا نشكر منظمة UPP ومشروعها مد الجسور بين مجتمعات نينوى لهذه الورشة التي خدمت كوادرنا في المركز حيث كانت ورشة مهمة لهم لبناء قدراتهم في مجال بناء السلام والتعاون مع المواطنين، ونتمنى أن يستمر هذا التعاون بيننا وبين المنظمة”.
ويعدّ الأمن من الحاجات الأساسيّة للنفس، وبمفهومه العام هو الاطمئنان الذي ينتج عن الثقة وأمن الإنسان من الفقر والحرمان والخوف والعنف، وعلى الرّغم من أهميّة مفهوم أمن الدولة إلّا أنه لا يكفي لتحقيق أمن الأفراد؛ لذلك فقد تطوّر مفهوم الأمن الإنساني نظراَ لتطور المجتمعات وتزايد التهديدات الدّاخلية والخارجيّة، مما تطلّب تركيزاً واهتماماً بالإنسان كفرد فاعل ومؤثّر في المجتمع.
وبَرَزت أهميّة تحقيق الأمن الإنساني على جميع الأصعدة؛ فهو يشمل إصلاح المؤسسات الدّاخلية اللازمة لضمان الأمن الشخصي والسياسي وضمان استقلاليّة الفرد، وحق الحصول على التعليم، والرعاية الصحيّة الملائمة وتوفير سكن كريم، وضمان حريّة التعبير، وحماية الفرد من التّعرض للعنف والإيذاء، وتكافؤ فرص العمل بما يُعزّز شعور الفرد بالانتماء وبالتالي النهوض بالمجتمع اقتصاديّاَ وسياسيّاَ وحضاريّاَ.
ويعتبر الأمن الإنساني مفهوم شامل يشمل كلّ دول العالم بجميع إمكانيّاتها، نظراَ للتهديدات الخارجية المشتركة التي تؤثر على الأفراد في كل مكان كالإرهاب والمخدّرات، لذلك فإنّ أيّ تجاوز يؤثّر على أمن الناس يستوجب تدخلاً من كل الدول لإيقافه ومنع تكراره.
كما أنّ هذا المفهوم يهتم بأمن النّاس والظروف المتعلقة بكل شخص لتحقيق العدالة الاجتماعيّة، فهو يبتعد عن الحلول العسكريّة لحلّ المشكلات ويُركز على الاهتمام بالأفراد والتنمية البشريّة. أهم شعار للأمن الإنساني هو الوقاية خير من العلاج، لذلك يتمّ الحرص على تجنب حصول المشكلات وحلّها قبل تفاقمها، بالتالي تجنّب حصول الصراعات بين الأفراد في المُجتمع الواحد.
جدير ذكره بأنّ مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى هو مشروع تأسس مطلع كانون الثاني عام 2018 ضمن مشاريع منظمة UPP الإيطالية، وإرتأت المنظمة أن تعمل على هذا الجانب كون محافظة نينوى كانت تحتاج إلى هكذا أنشطة لتعزيز روح التسامح بين مكونات نينوى، إستمرّ لمدّة أشهر في مناطق سهل نينوى وبعد أن لاقى نجاحاً وتعزيزا للتغييرات الإيجابية شمل محافظة نينوى ككل وإنطلق مطلع تموز عام 2018 وشمل إنشاء مراكز الشباب في كلّ من مدينة الموصل وناحيتي بعشيقة وبرطلة وقضاء الحمدانية، حيث تضمّن المشروع عدّة فعاليات وأنشطة ضخمة لتعزيز التقارب والتشابك المجتمعي بين كافة مكونات نينوى وحملات ومبادرات تهدف للسلام ، وأيضا شمل إعادة بناء وإعمار وتأهيل سبعة مدارس وتأثيثها بالكامل وبرامج تعليم السلام في المدارس للعديد من الطلاب، والمشروع تموّله الوزارة الفدرالية للتعاون الإقتصادي والتنمية وتنفيذ منظمة جسر إلى (UPPالإيطالية).