سرمد كوكب الجميل يكتب:جولة في حديقتنا
ما ان التقينا إلا وبدأ بالكلام الفارغ الذي مللت سماعه من كثرة التكرار وبدت علي علامات الضجر( كما يعرفني من يعرفني ) وأنا اشهد اني لم اكن قادرا على سماع العك والكلام الفارغ ولم أزل، ولاسيما عن شغل المناصب أو عن السياسة ويبدو لي هكذا كل عاقل، إن ما يهمني مدينتي ومجتمعي فقد فقدت الأمل في السياسة والسياسيين وعدت أدراجي …..بعد ان استأذنت وختمت الحوار الرث فقلت رحم الله مخترع الفيس بوك فقد بات نافذتي التي أطل بها على مجتمعي ومدينتي وأنا اتابع الصفحة تلو الصفحة وكأني في جولة في حديقة وقد وجدتها كحديقة داري التي تركتها منذ زمن احراش وأشواك وحشرات وأوراق يابسة وأغصان ملتوية وجذوع أشجار يابسة ولا اعلم إن كانت قد اختبأت فيها الأفاعي والحشرات السامة هكذا هو الفيس بوك اليوم ونحن في العشر الأواخر من رمضان …
قذائف من خارج الحدود ورعد وقصف تصفنا بالهمج وفطور جماعي يقود لتسمم جماعي لعشرات البسطاء وينقلون لما يسمى مستشفيات وآخر يعرض لكلام ما انزل الله به من سلطان في الإلحاد وآخر يقترح كشفية لطبيبة وقد نصب نفسه بديلا لنقابة الأطباء وآخرون شتامون وآخرون وعاظون وتشتد التعليقات لتصل للكلمات البذيئة، وآخرون يعرضون موائد إفطارهم وكأنهم في جوع عتيق وقد اصطفت المناسف تعويضا لعقد نقصهم وجوعهم، وآخر يعرض لمنقبة نبوية في جامعة الموصل .. و… وقلت كل هذا ونحن في العشر الأواخر من رمضان ترى اي حديقة مهملة هذه التي اتنزه بها وكيف يمكن إعادة ترتيبها وتنظيفها وجعلها حديقة وارفة الظلال باسقة الأشجار تؤتي ثمارها للعالم كما كانت دائما فيصفنا من هو في خارجها بالمتحضرين وليس الهمج وكيف يكون فعل الخير بالسر وليس بالعلن ومتى تتولى النقابات دورها فتنظم العمل الصحي ومتى يشبع الجميع من دون عرض المناسف على الملأ، ومتى تقام المناقب النبوية في أماكنها المخصصة لها ( التكايا ) وليس في الجامعات عندها تكون حديقة مزهرة مرتبة فواحة مثمرة فتكون فعلا جولة في حديقتنا .