سرمد كوكب الجميل : كوارث العولمة وماذا بعدها ؟
منذ عقد الثمانينات ونحن نقرأ ونسمع عن العولمة وما أن حلت سنة 1989 وانهيار المعسكر الشيوعي وجدار برلين إلا ونظاما جديدا بشروا به بعنوان العولمة! فقد بدأ التفكير بهذا النظام منذ الخمسينات والعنوان التحرر الاقتصادي والمالي وتخطي الشركات الحدود وبزوغ الشركات متعدية القومية والتنافسية العالية بينها وحروب النفط وحركة ودوران رأس المال، وانتهى الأمر في التسعينات ليشهد العالم نظام العولمة وشيوع كل مظاهرها ويكاد يكون العراق آخر من التحق بالركب سنة 2003، وبات العالم كما يقولون قرية صغيرة ويحضرني مثال بسيط بأن سكان العالم سنة 2005 بحدود 6,4 مليار نسمة ارتفع سنة 2020 الى ما يقرب 7 مليار بزيادة نسبتها 20% مقارنة بعدد المسافرين على الخطوط الجوية في العالم والذي كان سنة 2005 ما يقرب من 2 مليار ارتفع الى 4,7 مليار في سنة 2020 ( تقديري ) بنسبة زيادة 137% مما يعني أن العولمة قد أتت أكلها بحسابات الربح والخسارة، وتم تدوير رأس المال وتم تنقل البشر وزادت حركة الشركات و…و…
وكان من النتائج التي نقف عليها مذهولين ذلك الانتقال السريع لفايروس كورونا بين الدول والمدن والأمم والقارات فيبدو إن فايروس كورونا متعدي الحدود ولا نعلم ماذا تخطى وتعدى الحدود إضافة لهذا الفايروس فهل هي عودة لغلق الحدود؟ أم هي عودة للمحلية؟ لتكون العولمة ظاهرة من الماضي؟ ويبدأ المحللون والمنظرون دراسة التداعيات والآثار والمسببات! وعندها يكون العالم قد ركز على المحليات ضبطا ورقابة وتطبيقا إلا من خلال التكنولوجيا وربما سيكشف العالم في يوم ما أنها كفايروس كورونا بآثارها ومن يدفع الكلفة هو الإنسان أيا كانت الظواهر والنظم وربما سيكون للعالم تصنيفات جديدة غير المتقدم والنامي بل ربما سيكون العالم المنضبط والعالم غير المنضبط والله أعلم