مسلمون ومسيحيون يشاركون بافتتاح أول كنيسة بالموصل بعد تدميرها من داعش (صور)
في اجواء من الفرح والسعادة، وبباقات من أغصان الزيتون وبمشاركة مسلمين ومسيحيين، افتتحت أوّل كنيسة في مدينة الموصل من محافظة نينوى، وهي كنيسة البشارة، بحضور جماهيري واسع بعد اعمارها من تدمير داعش التي سيطرت على المدنية لسنوات طويلة .
بدأت مراسم الافتتاح بحضور الوفود المهنّئة ودخولهم إلى الكنيسة ومن ثمّ إقامة القداس الإحتفالي. وبعدها قراءة من الإنجيل الذي تضمّن رسالة بولس الرسول، وتوالت بعدها الكلمات التي شملت كلمة البطريرك وكلمة المطران وكلمة محافظ نينوى الجديد وكلمات أخرى لشخصيات مجتمعية، وآخرها كانت كلمة راعي الكنيسة الكاهن عمانوئيل. وبعدها أختتمت إحتفالية الإفتتاح بتزين مذبح الكنيسة بأغصان الزيتون وتقديم هدايا المهنّئين للكنيسة.
حضر الاحتفالية بطريريك الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الأوسط مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، والمطران مار يوحنا بطرس موشي راعي أبرشية الموصل للسريان الكاثوليك، والمطران مار نجيب الدومنيكي راعي أبرشية الموصل وعقرة للكلدان، والمطران مار نيقوديموس متي شرف راعي أبرشية الموصل وكردستان العراق للسريان الإرتذوكس والعديد من الكهنة والراهبات، وبحضور حكومي شمل كلّ من محافظ نينوى وقائد عمليات نيوى وقائممقام الموصل ومدراء الدوائر الحكومية كافة ومسؤولي الاجهزة الامنية والدوائر المدنية وشيوخ ووجهاء مدينة الموصل، بالإضافة الى ممثّلين عن منظمات المجتمع المدني وبحضور مسيحيين ومسلمين من مدينة الموصل ومحافظة نينوى ككل.
وظهر لاول مرة لاجئين بعد عودتهم للمدنية وفرحة عودة كنيستهم أن تم العبث بها من قبل عصابات تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، وعبر المشاركون عن فرحتهم بأنّ التشابك الذي حصل كان مهما جدا وخاصة بحضور مسلمين للقدّاس والإحتفال بجانب المسيحيين وكانت نقطة مهمة جدا أن نبيّن للعالم بأنّ الحياة بدأت تدريجيا تتجه نحو التعايش والسلام.
تقع كنيسة البشارة في حي المهندسين في الجانب الأيسر من مدينة الموصل ويوجد تمثال للسيدة العذراء في باحة الكنيسة، وفي عام 2000م تم الحاق الدار المجاور للكنيسة وتوسيع مساحة الوقوف للسيارات .
رمّمت الكنيسة في عام 2013 م، وأضيفت اليها الإيقونات الخشبية ونصب للصليب في حديقة الكنيسة والذي صمم بشكل ثلاثي الابعاد يحمل الوان العلم العراقي . اما الابنية الملحقة (دار الساعور / دار الطفولة / الدار المجاور )، فتبلغ مساحتها بحدود 900 م 2. اما المساحة المتبقية فشتمل الحديقة وباحة للكنيسة وموقف للسيارات.
وتعرضت الكنيسة الى تفجير عبوة ناسفة على سورها الخارجي في 15 كانون الأول من العام 2009 من قبل القاعدة. وبعد سيطرة تنظيم داعش الارهابي على مدينة الموصل نال الكنيسة التخيرب والتدمير، فنزع الصليب من واجهتها العليا، وحول احد جدرانها لميدان رمي للتنظيم… نزع تمثال العذراء من فناء الكنيسة، وتحطيم مذبح الكنيسة وجانب من سقفها العلوي