احمد جارالله ياسين يكتب:إلى أين تسعى يا صالح سعيد البومة ؟
بينما كنا أنا وصديقي صالح سعيد البومة ننتظر في طابور طويل تحت السقف (الجنكو) لإحدى المؤسسات الأسطورية دار بيننا حوار طويل حول القضية خلاصته أن الفكر(البشري) الواقعي الحديث يميل إلى تسهيل الحياة اليومية باستخدام التكنولوجيا والأنظمة والقوانين خدمة للهدف الأول وهو الإنسان .
وهو فكر يدرك تماما أن الفترة الزمنية لحياة الإنسان قصيرة، ولذلك يحاول عدم استهلاك وقتها بالأمور غير الضرورية الزائدة التي تضيع الوقت.. فاختصر مثلا زمن تنقله وسفره من الأيام إلى الساعات وربما الدقائق بتوفير وسائل النقل الحديثة المعتمدة على التكنلوجيا كما اختصر له الطرق بالأنفاق والجسور والعديد من المشاريع الهندسية فضلا عن تسهيل التنقل الجوي بالطائرات وسبقه بتسهيل مسائل الفيزا والجواز والسفر.. كلها أمور تخضع لنظام سهل ومرن جدا.
حتى الحياة السياسية نظمها بالقوانين التي تخضع للرقابة والشفافية بوصف المناصب السياسية مناصب وظيفية لخدمة الإنسان وتنظيم إدارة البلاد وتسهيل حياة الناس وليست (طابو) مسجلة باسم دون آخر .
وكذلك وضع الفكر الحديث أنظمة وقوانين في مجالات الصحة والتعليم ولم يترك المنظرون صغيرة ولا كبيرة من دون النظر فيها وصياغة التشريعات المدنية المناسبة لها وللفلسفة القائمة خلفها التي غايتها تسهيل الحياة اليومية واحترام الإنسان ووقته وكرامته التي أهينت وطمست ببحور من الدم لاسيما بعد الحربين العالميتين ..
ثقافة العالم كله بنحو عام تتجه إلى تسهيل الحياة بينما تتجه الثقافة ذات العقل البشري البدائي لدينا بكل أصنافها الفكرية والسياسية والاقتصادية والقانونية والإدارية والتربوية إلى البحث عن كل ما يعقد تفاصيل الحياة اليومية ويضيع وقت الإنسان ويهدره منذ أن يولد فيعاني من مشاكل البحث عن مستشفيات راقية صحيا لإنجاز عملية استقباله التي تلحقها تعقيدات حصوله على البطاقة الشخصية، ثم هدر الوقت في ضمه الأسطوري للبطاقة التموينية ثم بعد سنوات سينضم هذا الإنسان إلى مراحل تعليمية تشهد كل منها مشاكل في المناهج ومستويات التدريس وبدائية كثير من الأساليب التعليمية والتربوية.. وفق قوانين غير ثابتة تتغير كل فترة وفوضى مستمرة.. حتى يتخرج فتبدأ مرحلة هدر الوقت والحياة بالبحث عن عمل غالبا ما يكون بعيدا عن مجال تخصصه.
وسيهدر وقتا كبيرا في إنجاز معاملات روتينية مملة وفق سياقات صعبة.. مثل معاملات المرور والزواج والعقار والسفر.. الخ، وهذه المعضلات السابقة كلها تخص الإنسان البسيط العادي
أما أصحاب النفوذ بكل أشكاله من الأصنام فلا علاقة لهم بتلك الحياة البدائية الصعبة فقد استأثروا بالحياة المنعمة لانفسهم فقط، ويبدو أن ملحمة كلكامش تنبأت بذلك المصير للإنسان العراقي:
صاحبة الحانة لجلجامش :
(( إلى أين تسعى يا جلجامش
إن الحياة التي تبغي لن تجد
حينما خلقت الآلهة العظام البشر
قدرت الموت على البشرية و استأثرت هي بالحياة)).
وبعد أن وصلنا أنا و(انكيدو) صالح سعيد البومة إلى شباك الجنة في تلك المؤسسة وبعد 3ساعات من الانتظار قال لنا الموظف الشبيه بأبي لهب الجملة البدائية المتخلفة:
تعالوا ( باجر). إلى أين تسعى يا صالح سعيد البومة ؟
احمد جارالله ياسين
بينما كنا أنا وصديقي صالح سعيد البومة ننتظر في طابور طويل تحت السقف (الجنكو) لإحدى المؤسسات الأسطورية دار بيننا حوار طويل حول القضية خلاصته أن الفكر(البشري) الواقعي الحديث يميل إلى تسهيل الحياة اليومية باستخدام التكنولوجيا والأنظمة والقوانين خدمة للهدف الأول وهو الإنسان .
وهو فكر يدرك تماما أن الفترة الزمنية لحياة الإنسان قصيرة، ولذلك يحاول عدم استهلاك وقتها بالأمور غير الضرورية الزائدة التي تضيع الوقت.. فاختصر مثلا زمن تنقله وسفره من الأيام إلى الساعات وربما الدقائق بتوفير وسائل النقل الحديثة المعتمدة على التكنلوجيا كما اختصر له الطرق بالأنفاق والجسور والعديد من المشاريع الهندسية فضلا عن تسهيل التنقل الجوي بالطائرات وسبقه بتسهيل مسائل الفيزا والجواز والسفر.. كلها أمور تخضع لنظام سهل ومرن جدا.
حتى الحياة السياسية نظمها بالقوانين التي تخضع للرقابة والشفافية بوصف المناصب السياسية مناصب وظيفية لخدمة الإنسان وتنظيم إدارة البلاد وتسهيل حياة الناس وليست (طابو) مسجلة باسم دون آخر .
وكذلك وضع الفكر الحديث أنظمة وقوانين في مجالات الصحة والتعليم ولم يترك المنظرون صغيرة ولا كبيرة من دون النظر فيها وصياغة التشريعات المدنية المناسبة لها وللفلسفة القائمة خلفها التي غايتها تسهيل الحياة اليومية واحترام الإنسان ووقته وكرامته التي أهينت وطمست ببحور من الدم لاسيما بعد الحربين العالميتين ..
ثقافة العالم كله بنحو عام تتجه إلى تسهيل الحياة بينما تتجه الثقافة ذات العقل البشري البدائي لدينا بكل أصنافها الفكرية والسياسية والاقتصادية والقانونية والإدارية والتربوية إلى البحث عن كل ما يعقد تفاصيل الحياة اليومية ويضيع وقت الإنسان ويهدره منذ أن يولد فيعاني من مشاكل البحث عن مستشفيات راقية صحيا لإنجاز عملية استقباله التي تلحقها تعقيدات حصوله على البطاقة الشخصية، ثم هدر الوقت في ضمه الأسطوري للبطاقة التموينية ثم بعد سنوات سينضم هذا الإنسان إلى مراحل تعليمية تشهد كل منها مشاكل في المناهج ومستويات التدريس وبدائية كثير من الأساليب التعليمية والتربوية.. وفق قوانين غير ثابتة تتغير كل فترة وفوضى مستمرة.. حتى يتخرج فتبدأ مرحلة هدر الوقت والحياة بالبحث عن عمل غالبا ما يكون بعيدا عن مجال تخصصه.
وسيهدر وقتا كبيرا في إنجاز معاملات روتينية مملة وفق سياقات صعبة.. مثل معاملات المرور والزواج والعقار والسفر.. الخ، وهذه المعضلات السابقة كلها تخص الإنسان البسيط العادي
أما أصحاب النفوذ بكل أشكاله من الأصنام فلا علاقة لهم بتلك الحياة البدائية الصعبة فقد استأثروا بالحياة المنعمة لانفسهم فقط، ويبدو أن ملحمة كلكامش تنبأت بذلك المصير للإنسان العراقي:
صاحبة الحانة لجلجامش :
(( إلى أين تسعى يا جلجامش
إن الحياة التي تبغي لن تجد
حينما خلقت الآلهة العظام البشر
قدرت الموت على البشرية و استأثرت هي بالحياة)).
وبعد أن وصلنا أنا و(انكيدو) صالح سعيد البومة إلى شباك الجنة في تلك المؤسسة وبعد 3ساعات من الانتظار قال لنا الموظف الشبيه بأبي لهب الجملة البدائية المتخلفة: تعالوا ( باجر).