صباح الاطرش يكتب:متى السلام ياعراق ؟!
تساؤل يعشش في ذهن كل عراقي غيور على عراقه ويحب شعبه ألا وهو: متى يرتاح العراق من الحروب والمحن حاله حال بلدان العالم التي تتمتع بالراحة والأمن والأمان والسلام ؟
والإجابة عن هذا التساؤل, ليست صعبة لا بل بسيطة وسهلة جدا إلى درجة أن أي مواطن عراقي بسيط يستطيع أن يقولها, وهي عندما يكف عنه الطامعون بخيراته وثرواته !
وهذه الإجابة ذاتها تطرح تساؤلا أخطر منها ومن التساؤل الأول, وهو متى يكف هؤلاء الطامعون؟ هنا تكمن صعوبة الرد على التساؤلين والتساؤلات الأخرى .
وأية محاولة منا للرد على التساؤل الثاني, هي بمثابة مغامرة, قد تأخذنا إلى تفاصيل لا تستوعبها عجالة مثل هذه, ولا حتى مقالات وكتابات ودراسات أطول منها, لكونها تحتاج إلى معلومات ووثائق وأدلة وبراهين ثابتة لا يرقى إليها الشك .
ومع ذلك نستطيع أن نقول من خلال قراءة سريعة لمعطيات الواقع الراهن, محليا وعربيا وإقليميا ودوليا, بأن هذه الراحة التي نتمناها لعراقنا الحبيب لا تزال بعيدة المنال, وربما تحتاج إلى عقود من الزمن سوف لن نراها أونعيشها بسبب تقدم أعمارنا .
ولكي لا نتهم بالتشاؤم, أو بالنظرة السوداوية إلى المعطيات التي أشرنا إليها, نؤكد بأن ثقتنا بالله العزيز الحكيم ثابتة ويقينية, كونه القادر على تغيير كل شئ بكلمة واحدة (كن) فيكون, هذا عندما يجد خلقه من البشر قد عملوا بجد وإخلاص وتفان من أجلها, ويحتاجون إلى نصره ومؤازرته وتوفيقه, آنذاك ستحضر إرادته العليا لتحسم الأمر .
وماعدا ذلك, فإن مؤشرات واقعنا المؤلم, تقول بأن الطامعين وبالذات حكومات الدول الكبرى, لن تدعنا نرتاح قبل أن تسلبنا كل شئ, أوتأتي بحكومات وأنظمة موالية لها تخدم مصالحها كما هو حاصل في العديد من دول العالم وحتى في وطننا العربي والمنطقة.
ومع ذلك كله, فخيط الأمل والرجاء الوحيد الذي يبقى أمامنا وعلينا التمسك به, هو إرادة شعبنا وقدرته على إنجاز السلام الذي ينشده, من خلال تعزيز وحدته وتماسكه ونبذ أسباب الفرقة والتشرذم من بين صفوفه واستعداده لتقديم المزيد من التضحيات الجسام للوصول إلى هذا الهدف السامي النبيل .
والله ولي التوفيق