بيتنا .. اول مؤسسة تعنى بالتراث والثقافة في الموصل القديمة يوقظ في قلوب الموصليين الحنين إلى تراث الماضي
عراقيون – الموصل
شهدت محلة المنقوشة في شارع الفاروق بالموصل القديمة افتتاح مؤسسة (بيتنا للثقافة والفنون والتراث ) المشروع الأول من نوعه في المنطقة القديمة مركز مدينة الموصل وهو أحد مشاريع استعادة المباني التراثية بعد ترميم البيت وخضوعه لأعمال إعادة تصميم داخلي للمحافظة على الإرث التاريخي للمدينة ، ضمن مشروع ثقافي مشترك وبتمويل من الوكالة الامريكية للتنمية ( USAID ) وبالتعاون مع مشروع ( تعافي ) ، ورابطة المصارف العراقية ، والبنك المركزي العراقي ، ومشروع تمكين ، ونفذ المشروع من قبل شباب موصليين على رأسهم الناشط صقر معن آل زكر .
وتحدث صقر لوكالة أنباء عراقيون عن المشروع قائلاً ، شارك في افتتاح (بيتنا للثقافة والفنون والتراث ) جمهور غفير من النخب ووجهاء المدينة ومجموعة الشباب والاعلاميين تقدمهم المؤرخ الاستاذ الدكتور هاشم الملاح الذي ألقى كلمة النخب والاكاديميين و مدير بلدية الموصل الأستاذ رضوان الشهواني وشخصيات اخرى ، مشيرا الى ان هذا المشروع ضمن سلسلة اعمال شبابية لإعادة الحياة في مدينة الموصل ودعم الحراك الثقافي ودوره في الارتقاء بالمجتمعات وابراز جمال العمارة الموصلية ليستعيد هذا البيت التراثي مجده ويستقبل الزوار في تجربة استثنائية تهتم بتفاصيل الحياة الموصلية وتوقظ في قلوبهم الحنين إلى الماضي ويشهد على عراقة مدينة الموصل ودورها في مسيرة الثقافة الإنسانية على مر العصور الماضية .
وأكد صقر ، أن هذه المواقع ستتحول إﻟﻰ ﻣﻨﺼﺎت للترويج للثقافة والفن الموصلي من خلال إقامة ندوات ومهرجانات تساهم في صون الثقافة الموصلية وتحفظها لأجيال المستقبل .
وأوضح ، أن البيوت التراثية تبوح بحكايات الماضي، وتبعث الأمل وتعيد الحياة لمنازل طالما كانت شاهدة على حياة عائلات تركت بصمتها في مجالات التجارة ، والشعر، والموسيقى، والصحافة ، وغيرها.
وأشارالى أن ( بيتنا ) فناءه ومساحاته مفتوحة لاستقبال الزوّار وذلك كأوّل مشروع يقع ضمن هذا السّياق وسيكون مقصدًا لرواد التراث والمدن التاريخية في مدينتنا الحبيبة .
وفي كلمة للإعلامي جرير محمد إفتتح بها المشروع استهلها بهذه الأبيات للشاعر الموصلي السري بن أحمد الرفاء :
سقى ربى الموصل الحدباء من بلد
جود من الغيث يحكي جود اهليها
أأندب العيش فيها أم انوح
على أيامها ام اعزي لياليها
أرض يحن اليها من يفارقها
ويحمد العيش فيها من يدانيها ..
وقال ، تتجلى مكانة الموصل العتيقة ثقافة وعمقا وحضارة فهي السباقة في النهوض بعد كل نكبة او كبوة او محنة والوقوف بابناءها من جديد بكل كبرياء وجمال وتحضر ، والموصل كما عرفتموها وانتم أبناءها الأوفياء حاضرة لاتعرف الجهل والتطرف وهو وافد زائل في غفلة زمن وانكسار خارج الارادة لاحاضنة له مهما عبث ومكث فيها ويبقى التطلع دوما نحو البناء والمعرفة والتعايش وقيم العدالة ..
وبين جرير محمد وهو المستشار الاعلامي لمجموعة مؤسسة الغد ان بيتنا .. مؤسسة ثقافية انطلقت فكرتها من تلك المحنة التي ألمت بموصلنا لايجاد ملاذ فكري ثقافي نظيف يغذي عقول الشباب خصوصا وينمي ذائقتهم بشكلها الحضاري السليم وتنشئتها الصحيحة ، مضيفا وكنت شاهدا ومواكبا لفكرة تأسيسها مع الناشط الدؤوب صقر ال زكريا ومجموعة من الشباب المتحمس معه ممن وضعوا بصمات اجتهادهم في الايام العصيبة الاولى بعد التحرير من داعش في مبادرات اجتماعية عديدة رسمت افق الامل وجمال العزيمة ..
منذ عام والجهود متواصلة في المشاورات والتحضيرات ومد الجسور مع المنظمات والجهات المعنية لتحويل الفكرة الى واقع وانطلاقة ثقافية تضاف الى المبادرات والجهود المبذولة في الموصل من قبل ابناءها ومثقفيها ..
وها نحن اليوم بعد جهد وتعب نشهد ولادة هذه المؤسسة التي وجد القائمون عليها انسب مايعبر عن عنوان لها هو بيتنا انطلاقا من معانٍ كثيرة اهمها الانتماء وهوية التحضر والثقافة .
واختيار المنقوشة مكان لها اهم دلالاته هو النهوض ثقافيا وبارادة شبابية من اكثر مكان دارت فيه دائرة الخراب والحرب وويلاتها ومثّل تحدٍ للشباب بتهيئته وترتيبه وانتظار استكمال فتح الطرق واعمال البلدية ورغم انه اخر انطلاقة المشروع عاما كاملا الا ان فرحة الانجاز اليوم تغسل اثار التعب والانتظار بوجودكم ودعمكم.
ووصف في كلمته أن هذا البيت الموصلي العتيق الذي نجتمع اليوم في رحابه كان بقعة خراب حوله الشباب الى واحة جمال خلاقة بعزيمتهم ولمساتهم الرائعة واعادوا بنيانه بذات الروح التراثية مع بصمات من الحب والامل ليعود بيتنا الى الحياة .
لافتاً الى أن واحدة من اهم رسائل مؤسسة بيتنا وأهدافها هي في خلق مساحة أمان معرفية وسط المنقوشة وقديمة الموصل التي تجاهد لاستعادة انفاسها وألقها الغائب وتوفير انشطة ثقافية مختلفة فيها بدءا من شريحة الاطفال الذين هيئت لهم مؤسسة بيتنا حضنا دافئا لمساحة براءتهم تكون بيئة تعليمية وترفيهية ولتنطلق المؤسسة ببرامجها وندواتها لزج الشباب في دورات مختلفة ثقافية وتنموية تصقل المواهب وتعزز الثقة بالنفس وتخلق ابداعا في النفوس وتجسر الهوة مع العالم واقامة المعارض المختلفة خطا وتشكيلا وفوتوغرافا والتنشيط الثقافي والتنموي من مسرح وغناء وانشاد واحياء لكل معاني التراث وجمالياته والتعاون مع جميع المعنيين مؤسسات وشخصيات للوصول الى الهدف المشترك في النهوض بالمدينة واحياءها وإعادة سلامها ورونقها وبهاءها .
وكان حفل الإفتتاح قد استهل بقراءة الفاتحة والوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء العراق تخللته قصائد شعرية وفعاليات تراثية منوعة .