أشباح الموصل.. المصير البائس لزوجات عناصر ‘داعش’ وأبنائهم
تناولت صحيفة “لوموند” الفرنسية الهوة التي أحدثها تنظيم “داعش” بين مختلف الطوائف في العراق.
وقالت الكاتبة إيلين سالون في تقرير نشرته الصحيفة إنه “بعد مضي سنتين على نهاية الحرب ضد تنظيم داعش، بدأت حرب تصفية الحسابات، حيث يعيش عشرات الآلاف من نساء وأبناء مقاتلي التنظيم في مخيمات لاجئين أو في مساكن مؤقتة، كما يعانون من نبذ جيرانهم القدامى وتهميش السلطات العراقية”.
وأفادت بأن الصحفية الفرنسية صوفي نيفال كاردينال أجرت تقريرا مصورا حول أطفال ونساء مقاتلي التنظيم تحت عنوان “أشباح الموصل”، واختارت مصطلح الأشباح لأن الحكومة العراقية لم تعد تعترف بهم.
ويعيش نحو 45 ألف طفل دون بطاقات هوية داخل ملاجئ في شمالي العراق، كما أنهم محرومون من الالتحاق بالمدارس ومن المساعدات الغذائية، بالإضافة إلى حرمانهم من التنقل بحرية.
وأشارت الكاتبة إلى أن “الصحفية الفرنسية ركزت في تقريرها المصور على نقل معاناة أطفال مقاتلي التنظيم اليومية، علاوة على الإهانات التي تتعرض لها عائلاتهم”.
وفي ظل غياب التوصل إلى مصالحة، تبقى عمليات الانتقام قائمة ضد عائلات مقاتلي التنظيم.
وقالت إن “عمر أضحى معيل الأسرة وهو في سن الثامنة بعد مقتل والده المقاتل في تنظيم داعش خلال إحدى المعارك”.
ويعيش عمر مع والدته خولة وأشقائه الأربعة في مخيم “حمام العليل” الذي يبعد نحو 30 كلم عن مدينة الموصل.
وفي الواقع، تعوّل هذه الأسرة على ما يجنيه عمر من مبلغ زهيد يتقاضاه من أحد الحرفيين، حيث لا تجد العائلة قوتا في اليوم الذي لا يتقاضى فيه أجرا.
وذكرت الكاتبة أنه على غرار الكثير من العائلات من مقاتلي التنظيم، فقدت خولة وثائقها الثبوتية وبطاقة إقامتها وكل ما يتعلق بوثائق إثبات هويتها خلال الحرب، ولم يتبق لديها سوى وثائق صادرة عن إدارة “داعش”، وهي وثائق ليست لها أي شرعية قانونية بالنسبة للحكومة العراقية.
في المقابل، تبقى إجراءات تجديد وثائقها الثبوتية أمرا معقدا وصعبا، خاصة أن الحكومة العراقية لا تنظر بعين الرضا تجاه أرامل وأيتام مقاتلي التنظيم، كما أن بغداد لا تزال متخوفة من عائلات التنظيم خشية مساعدة المقاتلين في العبور خلسة إلى مناطق أخرى.
وتجدر الإشارة إلى أن آلاف الأطفال -من بين 20 ألف معتقل- يقبعون في سجون العراق بتهمة الانتساب إلى تنظيم “داعش