عبد المهدي يدعو الشركات الصينية والعالمية الكبرى للإستثمار في العراق بكل شيء
دعا رئيس الوزراء، عادل عبد المهدي، الشركات الصينية والعالمية الكبرى للإستثمار في العراق.
وقال عبد المهدي في كلمته في {مؤتمر التصنيع العالمي ٢٠١٩}، بمدينة خيفي الصينية “للدعوة الكريمة الموجهة لنا وللحفاوة الطيبة التي لقيناها من القيادات الحزبية والحكومية والشعبية في مدينة خيفي ، وانتهز هذه الفرصة الثمينة لأعرب عن انبهارنا بهذا المؤتمر ومنجزاته والنوعية الراقية لمعروضاته ولضيوفه المدعوين من داخل الصين وخارجها وامنياتنا لكم بمزيد من التألق والانجاز والتقدم”.
ويسعدني والوفد العراقي الكبير القادم من بلاد مابين النهرين ، ان نشارك في هذا اللقاء الذي يجمعنا نحن ابناء حضارة وادي الرافدين مع ابناء الحضارة الصينية العريقة ، حيث قدمنا معا للبشرية منجزات كثيرة في مختلف العلوم والمعارف ، ونتواصل معكم اليوم لإدامة التعاون والشراكة لخدمة شعبينا العراقي والصيني وشعوب العالم أجمع”.
من المناسب القاء بعض الاضاءات على اهمية العلاقات بين جمهورية العراق وجمهورية الصين الشعبية ، من جوانبها الحضارية والانسانية التي تمتد بإمتداد التأريخ نفسه ، وكذلك بماتعكسه المرحلة الراهنة من تطلعات اكيدة الى الشراكة الاستراتيجية المثمرة ، والى السعي لتجسيد اواصر التأريخ والتلاحم بتعاون يقوم على الثقة البنّاءة ، والرغبة الأكيدة في تحقيق مايليق بتلاقي مجد حضارة وادي الرافدين التي قدمت للانسانية الكتابة مع الحضارة الصينية بكل علومها ومعارفها.
ان الصمود المدهش لشعبنا وارادته المذهلة سرّعا في الخروج به من النفق المظلم ، ورمما اسطورته الباقية ابدا كروح عملاقة تنهض دائما من كبوات الأمم ، وكطائر الفينيق الذي ينهض من الرماد كل مرة.
ليس بعيدا عن هذه الصورة ذلك التماثل الملفت للنظر مع مامرت به الصين الصديقة من جهتها ، عبر النصف الاول من القرن العشرين على الأقل ، من احداث جسيمة وظروف خطيرة وحروب وآثار مدمرة، ولكنها استطاعت بإرادة شعبها واصراره ، وبحكمة قيادتها السياسية والجماهيرية والحزبية، ان تتجاوز هذه النكبات ، وان تنهض بالصين حتى تضعها بمكانتها المتقدمة جدا كأمة عظيمة ، وقوة اقتصادية جبارة ، وتجسد بهذه الخطوة الملفتة مثالا يحتذى به.
ماذكرته الآن يتكفل بايضاح ان حاجة العراق اكثر من اي وقت مضى الى زخم علاقاته الآسيوية المؤثرة والصينية بوجه خاص بالاتجاه الذي يعيد للعراق دوره الحيوي ،الفاعل والمؤثر ، والى شعبه ألقه وحياته الكريمة ، آخذين بنظر الاعتبار ان الظروف القاسية وما أدت اليه من انهيار اغلب البنى التحتية ، وتأخر ميادين التنمية ، مدعاة الى تلاقي بلدينا في حملة النهوض التي نتبناها بقوة.
جمهورية الصين الصديقة الشعبية من جهتها ، بما تمتاز به من ثقل في مجالات كبرى اقتصاديا وصناعيا وغير ذلك ، وجمهورية العراق من جهة اخرى بكل حيويتها الواعدة والطموحة ومواردها الطبيعية والبشرية ، ومابينهما رغبة البلدين في التعاون والتكامل ، وتجذير الشراكة والتقدم ، ومايعكسه من نموذج فريد .
ورغم ان بلدينا قد حققا دائما لقاءات مثمرة في اكثر من مناسبة ، فإننا نأمل ونطمح ان تنجز قيادتا البلدين في هذه المناسبة اكثر آمالهما تعلقا بمنجزات حقيقية تمكث في الارض بماينفع بلدينا وشعبينا ، وان المسيرة الكبرى ، هذه المرة سننجزها سوية عبر مبادرة الحزام والطريق والربط الوثيق بين الشرق الأدنى والشرق الأوسط .
ويهمني ان اعلن هنا بأنني سألتقي خلال هذه الزيارة فخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ ، وسيادة رئيس مجلس الدولة لي كي شيانغ ، وقيادات صينية للعمل بقوة على إرساء قاعدة انطلاق قوية من اجل تحقيق المصالح المشتركة للبلدين ، مستفيدين من رصانة ومتانة قطاعات صناعية وتكنولوجيا صينية ، اثبتت في العقود الاخيرة حضورا راسخا في جميع ميادين التنمية والتطور، ومن رغبتنا الصميمة بفتح ابواب الاستثمار والشراكة في مجالات عديدة.
لقد بدأ العراقيون عهدا جديدا من الاستقرار، والبلاد تتوجه اليوم نحو الإعمار والإستثمار الأمثل للطاقات والموارد البشرية والطبيعية ، وتعمل على ارض العراق آلاف الشركات ، وتتنافس على الفرص الاستثمارية الواسعة في جميع المحافظات ، وننتهز هذه الفرصة لنوجه الدعوة الى الشركات الصينية والعالمية الكبرى للعمل والاستثمار في العراق في قطاعات الطاقة والاتصالات والطرق والسدود والمياه والزراعة والصناعة والبنى التحتية وغيرها من المجالات المدعومة ببيئة تشريعية مشجعة وظروف آمنة وتطلع لتوفير فرص عمل لآلاف المواطنين .
وخلال اللقاءات التي سأجريها سأدعو الشركات الصينية الى الاسهام والعمل بقوة وفاعلية بنهضة العراق واعادة بناه التحتية، وسنضمن من جهتنا تسهيل وتذليل الصعاب التي تعترض هذا الدور وتفاصيله، من خلال لجنة مركزية تتولى تأمين مايناسب هذه الشركات من الظروف والفرص، وغايتنا في ذلك ايصال
رغبة بلدينا في العمل المشترك الى مستوى عالٍ من الجاهزية والانطلاق.
أجدد الشكر للصين الشعبية حكومة وشعبا ولايسعني في الختام سوى تقديم التبريكات بالذكرى السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية.