مسلسل الجثث “مجهولة الهوية”.. مغدورون جدد لا يمكن دفنهم وتكتم حكومي!
عثر الأهالي في مدينة تلعفر بمحافظة نينوى، مؤخرًا، على مجموعة جثث قالوا أنها لمغدورين في أهالي المدينة، قتلوا على يد تنظيم “داعش” إبان سيطرة التنظيم على البلدة، أقصى غرب الموصل (405 كم شمال بغداد).
عثر مؤخرًا على جثث جديدة تعود إلى مغدورين في بلدة تلعفر غرب الموصل وسط تكتم رسمي
تظهر صور حصل عليها “الترا عراق” جثث المغدورين، أمام أنظار الأهالي العاجزين عن الوصول إليها ودفنها، حيث ألقيت داخل حفرة عميقة قبل تصفيتهم، وفق شهادات الأهالي.
شهدت محافظة نينوى إبان سيطرة “داعش” عليها صيف 2014، والتي استمرت لأكثر من ثلاث سنوات، وما أعقبها من معارك التحرير التي رافقها قصف بري وجوي على مناطق الموصل، سقوط آلاف القتلى الذين تُركت جثثهم تحت الأنقاض، وآخرون أعدمهم التنظيم، تتحفظ السلطات الحكومية عن اإفصاح عن أعدادهم، خاصة مع التقصير الواضح الذي يشهده ملف الجثث في المناطق المحررة.
صورة تظهر جثث مغدورين في تلعفر حصل عليها “الترا عراق” من مصادر خاصة
يقول أحد الأهالي في حديث لـ “الترا عراق”، إن “الجثث تعود لأشخاص (شيعة) من سكنة قضاء تلعفر، تمت تصفيتهم على يد عناصر داعش، قبل إلقائهم في الحفرة”، مضيفًا بشرط عدم ذكر اسمه خوفًا من الملاحقة، أن “إخراج الجثث من الحفرة يتطلب جهدًا حكوميًا، إضافة إلى تشخيض عن طريق الـDNA للوصل إلى ذويهم”.
الجثث مستمرة.. والقوات الأمنية تحذر الصحفيين!
بعد أكثر من عام ونصف على إنتهاء معارك تحرير محافظة نينوى ومركزها مدينة الموصل، أعلنت مفوضية حقوق الإنسان، خلال شهر آذار/مارس الماضي، انتشال أكثر من 4700 جثة متفسخة في عموم مناطق المحافظة، في وقت تشير مصادر محلية إلى وجود مئات الجثث تحت الأنقاض، وبأماكن أخرى تعود لمجهولين، يتم العثور عليها بشكل مستمر.
يقول الصحفي أحمد الزيدي، من مدينة الموصل، إن “العثور على رفات مغدورين وقتلى لم ينقطع منذ إعلان التحرير حتى اليوم”، مشيرًا إلى أن “مناطق جنوب الموصل وحمام العليل، تضم الكثير من الجثث، يعثر عليها الأهالي بين الحين والآخر، كان آخرها العثور على عدد من المغدورين وسط بئر ماء، في مدينة تلفعر”.
أضاف الزيدي، في حديث لـ”الترا عراق”، أن “غالبية الجثث تعود لقتلى يرديهم التنظيم بشكل جماعي كلما خسر مدينة أمام تقدم القوات الأمنية”، مبينًا أن “التنظيم أعدم الكثير من الأسرى الذين كانوا بحوزته من الشرطة المحلية والأهالي بمناطق جنوب شرق الموصل”.
تعد أزمة الجثث وملف “المغيبين” والمغدورين من المعضلات التي تواجهها الحكومة وسط اتهامات بالتقصير
وتابع، أن “القوات الأمنية حذرت الصحفيين من نشر أخبار العثور على جثث جديدة، بدعوى إجراء عمليات التحليل للعثور على ذويهم، ومن ثم الإعلان عن وجودها”، موضحًا أن “بعض الجثث تعود لأشخاص قتلوا على يد جماعات مسلحة إبان عمليات التحرير”.
كانت مجموعة جثث مجهولة، موجودة داخل ثلاجة تابعة لدائرة الصحة في محافظة بابل، قد أثارت خلال الأسابيع الماضية غضبًا عارمًا، في الأواسط السياسية والشعبية، خصوصًا أن الجثث بقيت في الثلاجة دون الإبلاغ عنها لمدة 6 سنوات، إذ يعتقد أنها تعود لمغدورين “سنة” على يد ميليشيات خلال عمليات تحرير مناطق شمال بابل وتحديدًا جرف الصخر