الأمم المتحدة: إزالة الألغام والقنابل من الموصل يحتاج أكثر من 10 سنوات
قال خبير في نزع الألغام تابع للأمم المتحدة، الخميس، إن القنابل غير المنفجرة ستظل منتشرة في مدينة الموصل لعقد من الزمن مما يعرض حياة مليون مدني أو أكثر للخطر، وذلك رغم رغبة العديد من الأهالي العودة إلى موطنهم بعد انتهاء سيطرة تنظيم داعش على المدينة.
ونقلت “رويترز” عن مدير برنامج لدى دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام، بير لودهامر، قوله اليوم (15 شباط 2018)، إن تدمير الموصل خلف ما يقدر بأحد عشر مليون طن من الحطام وإن من المعتقد أن ثلثي المواد المتفجرة مدفون تحت الركام، مبينا ان القنابل غير المنفجرة ستظل منتشرة في مدينة الموصل لنحو عشر سنوات اخرى مما يعرض حياة أكثر من مليون مدني للخطر.
وأضاف لودهامر، في مؤتمر صحفي في جنيف، ان التقديرات تشير إلى ان تطهير غرب الموصل سيستغرق أكثر من عقد من الزمن، ولن تسمح كثافة وتعقيد المواد المتفجرة بإتمام عملية التطهير هذه في غضون شهور أو حتى خلال سنوات”.
وتابع “نحن نرى ذخائر أسقطت من الجو، قنابل تزن (الواحدة) 500 رطل تم إسقاطها، تخترق الأرض لمسافة 15 مترا أو أكثر. مجرد إخراج الواحدة منها يستغرق أياما وأحيانا أسابيع”.
واكتشف العاملون في نزع الألغام الأسبوع الماضي مصنعا لتنظيم داعش لإنتاج الشحنات الناسفة البدائية تناثرت به كمية كبيرة من قذائف “المورتر” وقذائف المدفعية والقنابل اليدوية والصواريخ و250 ألفا من المكونات الإلكترونية.
وقال لودهامر “أزلنا في هذا الموقع وحده أكثر من 2500 مادة متفجرة، من أحزمة ناسفة إلى قذائف صاروخية وقذائف مورتر وقنابل يدوية- قل ما شئت، كله كان موجودا هناك”، كما عثرعند المحكمة العليا في الموصل على 44 سترة وحزاما ناسفا وتسع شحنات ناسفة بدائية جاهزة للتفجير، و64 مفتاح قطع للشحنات الناسفة البدائية و231 قذيفة مورتر و48 صاروخا و72 ذخيرة بدائية الصنع أسقطت من الجو و220 فتيلا و109 قنابل يدوية.
وبعد الانتهاء من إزالة ذلك كله تم العثور على أكوام من وثائق الملكية العقارية فيما مثل دعما للمواطنين العائدين الذين يسعون لإثبات الملكية القانونية لمنازلهم.
واستند صنع أغلب الشحنات الناسفة البدائية إلى مكونات يسهل العثور عليها مثل الأسمدة ومسحوق الألومنيوم والديزل وصمامات منع رفع الألغام.
وكانت تلك الشحنات توضع في المنازل أو على مسافات منتظمة في أحزمة يصل طولها إلى عشرة كيلومترات بحيث تزرع شحنة ناسفة كل مترين وتحتوي الواحدة منها على ما بين عشرة و20 كيلوغراما من المتفجرات البدائية الصنع.
وكان بعضها معقدا بحيث يحتوي على أجهزة استشعار بالأشعة تحت الحمراء أو شحنات يمكنها اختراق الدروع.
وأوضح لودهامر ان “الشحنات الناسفة البدائية ليست شيئا جديدا، الجديد هو مدى تعقيدها وكثافتها وأعدادها، وأنهم صنعوا الذخائر والشحنات الناسفة البداية على نطاق صناعي. هذا جديد، وأيضا قيامهم بتصنيع الذخائر التقليدية”.
الجدير بالذكر انه في العام الماضي، أزالت دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام 45 ألفا من المواد المتفجرة و750 شحنة ناسفة بدائية الصنع في أرجاء العراق بينها أكثر من 25 ألفا في غرب الموصل وحده، فيما تحتاج مناطق أخرى مثل الفلوجة وسنجار إلى مزيد من الدعم لجهود نزع الألغام.