رحيل رئيس الجمهورية السابق والزعيم السياسي العراقي المخضرم جلال طالباني عن عمر ناهز الـ 84 عاما
توفي رئيس الجمهورية السابق، والزعيم السياسي العراقي المخضرم، جلال طالباني، الثلاثاء، في مستشفى بمدينة برلين في ألمانيا، عن عمر ناهز الـ 84 عاما، بعد صراع طويل مع المرض.
وعرف الراحل، بـ “مطفئ الحرائق”، بسبب تدخلاته الحاسمة، في الأزمات السياسية التي شهدتها البلاد منذ العام 2003، قبل أن ينسحب من المشهد السياسي، أواخر العام 2012.
جلال حسام الدين نور الله نوري طالباني هو اسمه الكامل. ولد العام 1933 في قرية كلكان التابعة لقضاء كوسينجق، والتحق بكلية الحقوق سنة 1953، ليتخرج منها العام 1959م.
التحق بالجيش بعد تخرجه، وخدم كمسؤول لكتيبة عسكرية مدرعة، وفي سنة 1961، شارك في انتفاضة الكرد ضد حكومة عبد الكريم قاسم، وبعد الانقلاب على قاسم، قاد طالباني الوفد الكردي للمحادثات مع رئيس الحكومة الجديد عبد السلام عارف سنة 1963.
وطاباني، هو الرئيس الثاني للعراق بعد الغزو الأميركي سنة 2003. تم اختياره رئيسا للمرة الأولى في (6 نيسان عام 2005)، من قبل الجمعية الوطنية الانتقالية العراقية، وتم قبول ترشيحه لمنصب رئيس الجمهورية لمدة 4 سنوات في (22 نيسان 2006)، بعد 4 أشهر من المحادثات بين الجوانب الحائزة على أغلبية الأصوات في عملية الاقتراع الثالثة في سلسلة الانتخابات العراقية.
بدأ الرئيس العراقي السابق، جلال طالباني، مسيرته بتأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني في سوريا سنة 1975، ثم دخل في الحراك المسلح ضد النظام العراقي آنذاك بعد مرور عام كامل على تأسيسه، ودخل في مفاوضات مع الحكومة العراقية سنة 1984، لإقرار قانون الحكم الذاتي.
بدأت حقبة جديدة في حياة طالباني السياسية بعد حرب الخليج الثانية وانتفاضة الكرد في الشمال ضد نظام صدام، ومهد إعلان التحالف الغربي عن منطقة حظر الطيران حيث شكلت ملاذاً للكرد، لبداية تقارب بين الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني، ونُظمت انتخابات في إقليم كردستان، وتشكلت في سنة 1992، إدارة مشتركة للحزبين، غير أن التوتر بين الحزبين أدى إلى مواجهة عسكرية في سنة 1996م، وبعد جهود أميركية حثيثة وتدخل بريطاني، ونتيجة اجتماعات عديدة بين وفود من الحزبين وقع بارزاني وطالباني اتفاقية سلام في واشنطن في سنة 1998.
وبعد الاجتياح الأميركي للعراق في آذار 2003، طوى الجانبان خلافاتهما كلياً ليشكلا زعامة مشتركة، وعيّن الاثنان لاحقاً في مجلس الحكم الانتقالي، وكان العديد من الكرد قد وقعوا على عريضة تطالب بإجراء استفتاء حول الانفصال، غير أن زعمائهم أكدوا أنهم لن يطالبوا سوى بحكم ذاتي في إطار عراق موحّد.
أدخل إلى مدينة الحسين الطبية في الأردن في 25 شباط سنة 2007 بعد وعكة صحية أصابته، بعدها غادر لتلقي العلاج في مستشفى مايوكلينك في الولايات المتحدة الأميركية.
انتخب في بداية تموز 2008 نائبًا لرئيس منظمة سوسيال إنترناشينال، وفي يوم 11 من تشرين الثاني عام 2010، تم إعادة انتخابه من قبل مجلس النواب رئيسا لجمهورية العراق لولاية ثانية مدتها أربع سنوات.