تسريبات: برلمان كردستان قد يطلب من بارزاني تأجيل الاستفتاء
أفادت وسائل إعلام عربية، الخميس، أن هناك تسريبات متضاربة تشير إلى أن الجلسة التي يعقدها برلمان كردستان غداً الجمعة، بعد انقطاع دام أكثر من عامين، ستحدد مصير الاستفتاء حول انفصال الإقليم والتداعيات المحيطة به والبحث عن مخرج.
وذكرت صحيفة “الحياة” في تقرير لها، نشر اليوم (14 أيلول 2017) أنه بحسب مصادر، فقد تبين أن هناك “توافقا” في الموقفين الإيراني والأميركي فيما يخص استفتاء كردستان وتأجيله إلى أجل غير مسمى، وذلك مع تجديد رئيس الوزراء، حيدر العبادي، دعوته للكرد إلى الحوار في بغداد، ومطالبة رئيس الإقليم، مسعود بارزاني، البرلمان العراقي بمراجعة قراره حول رفض الاستفتاء.
ونقلت “الحياة” عن مصادر مطلعة على أجواء حوارات متزامنة يجريها في السليمانية وأربيل، زعيم “فيلق القدس” الإيراني، قاسم سليماني، والمبعوث الأميركي الخاص في العراق بريت ماكغورك مع قيادات كردية، القول ان المواقف الاميركية – الإيرانية حول الاستفتاء تكاد تكون متطابقة، إذ طلب الطرفان، وفق المصادر، تأجيل الاستفتاء إلى أجل غير مسمى، رافضين بذلك اقتراحاً تم تداوله عن إمكان طرح قضية تأجيل الاستفتاء إلى منتصف عام 2018.
وأضافت الصحيفة أن الاتحاد الوطني الكردستاني أصدر مساء أمس، بيانا أكد فيه أن البرلمان أرجأ أولى جلساته المقررة اليوم الخميس الى يوم غد الجمعة لأسباب ادارية، بعد انقطاع دام أكثر من عامين، إثر منع حكومة الإقليم رئيس البرلمان، يوسف محمد من دخول أربيل عاصمة الإقليم، كما رجحت المصادر السياسية حضور حركة التغيير أبرز أحزاب المعارضة، لجلسة البرلمان، وسط تكهنات متضاربة حول ما يمكن أن تسفر عنه.
وأوضحت أن هناك احتمالين لما سيجري في جلسة برلمان كردستان، حيث يذهب السيناريو الأول إلى أن البرلمان ينعقد في أجواء غضب من الأوساط السياسية، إثر قرار البرلمان الاتحادي في بغداد رفض الاستفتاء وتخويل الحكومة استخدام كل الوسائل لضمان وحدة العراق، ما عده الكرد تلويحاً باستخدام القوة ضدهم.
ويفترض هذا السيناريو أن يقدم البرلمان دعماً جديداً للمضي بالاستفتاء، ما يشكل دفعا جديدا لرئيس الإقليم الذي يواجه ضغوطاً إقليمية ودولية كبيرة مع اقتراب موعد الاستفتاء في 25 الشهر الجاري خصوصاً بعد قرار ضم كركوك والمناطق المتنازع عليها إليه، إضافة إلى ضغوط داخلية لقوى كردية أساسية تطالب بالتأجيل.
وبحسب مراقبين فان رئيس الإقليم، مسعود بارزاني، لم يتوقف عن بحث منافذ لحل الأزمة، وطالب مقابل تأجيل الاستفتاء بـ “وعد أميركي” بتشكيل الدولة الكردية، وهذا ما رفضه المبعوثون الأميركيون، لكن التسريبات المتضاربة حول الموقف الكردي النهائي من الاستفتاء، والتي من المفترض أن تظهر غدا في موقف البرلمان الكردي، تشير إلى سيناريو آخر مختلف لمآل الاستفتاء، يتضمن قرار برلمان الإقليم طلب التأجيل، ما يشكل منفذاً لتعهدات، بارزاني، المتكررة بإحالة الموضوع إلى ممثلي الشعب الكردي.
وأشارت المصادر التي سربت هذا الخيار، إلى أن حركة التغيير الكردية وافقت على عدم التطرق خلال الجلسة إلى شروطها السابقة في قضية صلاحيات رئيس الإقليم ولا إلى إنهاء فترة رئاسته، في مقابل أن تركز الجلسة على قضية الاستفتاء، وما قد يكرس هذا التوجه أن لهجة العبادي لم تتصاعد كما كان متوقعاً بعد قرار البرلمان تخويله باستخدام كل السبل للحفاظ على وحدة العراق، حيث جدّد من محافظة ذي قار أمس، دعوة القيادات الكردية للمجيء إلى بغداد لمواصلة الحوار في شأن الاستفتاء.