العمود الثامن : لماذا تتحرش حمدية الحسيني بالحزب الشيوعي ؟ علي حسين رصد عراقيون
لا تسألوا حمدية الحسيني عن مفهومها للحركة المدنية ، وكيف انها ترتبط بالصهيونية .. اسألوا عنها تيار الحكمة الذي اخبرنا بليغ ابو كلل وهو يبتسم ، انه سيكون حزب مدني .
حمدية الحسيني امراة بسيطة ، صعد بها المجلس الاعلى من العدم ، فاسكنها في مفوضية الانتخابات ،حيث ساهمت وبالوثائق بتزوير اصوات الناخبين وتحويلها الى دولة القانون وكتلة المواطن ، وتتذكرون معي كيف ان السيدة الحسيني صرفت 18 مليون دولار عام 2005 وهي تتجول في 11 بلد للاشراف على انتخابات العراقيين في الخارج ، وكيف أصرت على ان تاخذ معها حمايتها ومرافقيها وبعض افراد عائلتها للاستجمام .
كان من الممكن أن تكون حمدية الحسيني بسهولة امرأة تساعد في ” جمعية ” لتزويج احد الجيران ، او تقوم بدور الخاطبة بين نساء المحلة ، اوإرشاد المتزوجات حديثا إلى طريقة طبخ الباميا . لكنها فى البرلمان تشارك فى هندسة القوانين والتشريعات.
السيدة حمدية الحسيني تحت قبة البرلمان العراقي بمعجزة كتلة المواطن التي اخبرنا اصحابها انذاك انها قائمة كل العراقيين ، لنكتشف فيما بعد انها قائمة المجلس الاعلى حصراً ، واليوم نجدها تقفز من كرسي المواطن الى كرسي الحكمة ، وعليها بهذه المناسبة أن تلعب دورا فى إرسال بطاقات تهديد ووعيد إلى كل مواطن يطالب بمحاسبة المفسدين ، فهي تعتقد في حوارها الاخير مع قناة العهد بان حزبها المجلس سابقا والحكمة حاليا منح المواطن العراقي كل حقوقه .
السيدة الحسيني هى التعبير الحىّ عن فقدان قانون يرسم العلاقة بين المواطن واحزاب الاسلام السياسي . هى ابنة المنطق الذى يطارد به جهابذة هذه الاحزاب الفتيات في الشارع او الجامعة او مكان العمل ،لانها تثير غرائزهم ولهذا يحق عليها العقاب ، حيث يمكن لاصحاب فتاوى الحشمة والفضيلة أن يروا كل الفتيات عاريات ، وهي امراض لا تتعلق بنوع الملابس، ولكنها بنوع من التفكير الذي تعبر عنه السيدة الحسيني حين قالت لمقدم البرنامج :” التيار المدني الوجه الاخر للحزب الشيوعي ، واني ما اؤمن بافكار هؤلاء الذين يريدون ان يعطوا حرية للشباب والشابات ، ويريدون ان يقولوا للشباب تعالوا شوفوا الغرب ” وتختتم الحسني فقرتها هذه باسطوانة مشروخة :” نحن دولة هويتها اسلامية ومسؤولين امام الله ” ، ولم تجبنا الحسيني عن مسؤوليتها من الفساد في مفوضية الانتخابات ، ولماذا تَسخر من الغرب وهي التي تذهب في كل عطلة برلمانية الى بلاد ” الكفار ” .
المشكلة ان القيم الفاسدة هي التي وصلت إلى السلطة، وأصبحت فى موقع التشريع، وهذا هو الخطير في احوال هذه البلاد ، فالفاسد والمرتشي والانتهازي يشرِّع الآن القوانين لحماية السلطة الفاسدة ، ولهذا نجد الحسيني وهي تتحدث ، مخلصة جدا لتربيتها كأحد اعضاء نادي الفساد الذي يتحدث بالاخلاق والامبريالية والحشمة ، ولا نعرف من أين أتت السيدة المَصون بالقدرة على اتهام الحزب الشيوعي باقامة علاقات مع الصهيونية .
سيدة الحسيني .. اتمنى عليك ان تكملي عروض التخوين للتيار المدني التي بدأت مع خطبة عمار الحكيم عن الالحاد ، واستمرت مع مقولات علي الاديب ” التاريخية ، وقبلها نظرية محمود الحسن عن الرشوة باسم الدين ، فأنتِ ياعزيزتي خير تمثيل لتربية السمع والطاعة ، أنتِ الكائن الانتهازي الذى صنعته هذه الاحزاب ، ووضعت عليه علامة : نحمل الخراب للعراق