بالوثيقة….التلغراف البريطانية: داعش يجند المدنيين قسرا للقتال في الخطوط الأمامية بدير الزور
بدأ تنظيم داعش بتوزيع إعلانات في مناطق من محافظة دير الزور السورية، تتضمن تجنيد الرجال قسرا للقتال في الخطوط الامامية وذلك للمرة الأولى كون التنظيم يعاني من وجود نقص كبير في عناصره بمعقله الأخير في البلاد.
وذكرت صحيفة “تلغراف” البريطانية في تقرير نشر اليوم ( 5 آب 2017) نقلا عن مصادر محلية من ديرالزور قولها إن تنظيم “داعش” وزع يوم الخميس الماضي، إعلانات على مساجد المنطقة وفي الشوارع يدعو فيه إلى إجبار الشباب على الالتحاق بصفوفه، وخاصة مع اقتراب قوات الحكومة السورية من حدود دير الزور الإدارية، والذي ترافق بحركة نزوح كبيرة للمدنيين من قرى وبلدات ريف المحافظة الغربي.
وأضافت تلك المصادر أن داعش افتتح مكتب أطلق عليه “مكتب المستنفرين” من أجل الدعوة إلى النفير الإلزامي العام، حيث ألزم جميع الشبان من الفئات العمرية ما بين الـ 20 والـ30 عام بالتوجه إلى مكاتب المستنفرين الموزعة في مدن وبلدات الميادين والعشارة وبقرص وصبيخان والبوليل والتبني والقورية والخضراء للالتحاق خلال مدة أسبوع واحد، متوعدا كل من يخالف بالمساءلة الشرعية بحسب ما جاء في الإعلان الذي تم توزيعه على مساجد المنطقة.
وأوضحت أن “جميع المنتسبين سيخضعون لدورة شرعية عسكرية، بعد ذلك يتم التنسيب بشكل مباشر لصفوف عناصر التنظيم”، لافتة إلى أن داعش قام بالترويج لموضوع النفير من خلال خطبة صلاة الجمعة على مستوى محافظة ديرالزور.
وكان التنظيم قد أجبر في وقت سابق المدنيين للانضمام إلى صفوفه، ولكن ليس كمقاتلين بل في أدوار الدعم كالطبخ لمقاتليها أو حفر الخنادق، ويعتقد أن الاوامر الاخيرة في دير الزور هي لأول مرة يقوم فيها داعش باستدعاء المدنيين للقتال فعليا.
وأشارت صحيفة التلغراف نقلا عن “اليزابيث تسوركوف” زميلة الابحاث في منتدى التفكير الاقليمي، إلى أن “تنظيم داعش لم يفعل شيئا من هذا القبيل من قبل، ويظهر أنهم يعانون من نقص كبير في أعداد المقاتلين”، وتابعت “في السابق كانوا يقومون بإجبار الناس للقيام بأعمال خلف الخطوط الامامية كونهم لا يثقون بالمجندين للقتال على الجبهة”.
وتأتي الخطوة الأخيرة في وقت يمر التنظيم فيه بتراجع عسكري على الأرض، بعد خسارته الموصل في العراق إضافة لاستمرار المعارك في مدينة الرقة وخسارته أجزاء كبيرة منها، فضلا عن تقدم الجيش السوري وحلفائه نحو الحدود الإدارية لدير الزور.
الجدير بالذكر ان داعش يسيطر على معظم محافظة دير الزور شرق سوريا، وهو يتعرض لقصف روسي مكثف على مواقعه فضلا لضغوطات من قوات الحكومة السورية التي تتقدم من الغرب، والتي تسيطر أيضا على مناطق داخل مدينة دير الزور.