العبادي: البنك المركزي يحتجز أموالا قطرية ويحقق في قانونية دخولها إلى العراق

قال رئيس الوزراء حيدر العبادي، إن البنك المركزي العراقي يحتجز مئات الملايين من الدولارات والعملات الاوربية الاخرى التي دخلت الى البلاد على متن طائرة قطرية هبطت في بغداد خلال نيسان الماضي، ويتحقق من قانونية دخولها.

 

واستخرجت هذه الأموال من طائرة قطرية في مطار بغداد، بعدما كانت معدة للدفع في إطار صفقة الإراج عن صيادين قطريين اختطفوا في العراق.

وأضاف العبادي خلال جلسة مع صحفيين واكاديميين في مكتبه ببغداد مساء أمس الأربعاء، (7 حزيران 2017)، ان “بغداد تتحقق من مصدر هذه الاموال التي تبلغ قيمتها ٢٥٠ مليون يورو و٥٠ مليون دولار”، مؤكدا أنها “محتجزة  لدى البنك المركزي العراقي”.

وتابع، أن “هناك فريقا متخصصا يحقق  في دخول هذه الأموال إلى الاراضي العراقية بمشاركة ممثل عن دولة قطر”.

واوضح العبادي، ان “هذه الاموال استخرجت من الحقائب تحت اشراف ممثلين عن مجلس القضاء الاعلى واجهزة الاستخبارات العراقية بالاضافة عن طرف يمثل الجانب القطري وخبراء من البنك المركزي العراقي لوضعها تحت المتابعة القانونية”.

وكانت وسائل إعلام خليجية قالت الأسبوع الجاري إن هذه الاموال هي التي دفعت الرياض الى اتهام قطر بتمويل بعض فصائل قوات الحشد الشعبي في العراق.

يذكر أن مجموعة من القطريين كانوا في رحلة صيد داخل الأراضي العراقية، واختطفوا في شهر كانون الأول 2015 من قبل مجموعة كانت تضم عشرات المسلحين في الصحراء المحاذية للسعودية، قبل أن يطلق سراحهم في نيسان الماضي.

وكانت صحيفة “الفايننشال تايمز”، ذكرت في تقرير لها أمس الأول، أن قيام السعودية ومصر والإمارات والبحرين بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وإغلاق الحدود البرية وتعليق الرحلات الجوية معها، كان سببه  “فدية بمبلغ مليار دولار قدمتها قطر لتحرير أفراد في العائلة الحاكمة كانوا في رحلة لصيد الصقور وتم خطفهم في وقت سابق جنوب العراق”.

وأضاف التقرير نقلا عن مصدر ذا صلة، إن “ما أغضب السعودية وحلفاءها هو قيام الدوحة لذلك المبلغ الكبير من المال إلى جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة تقاتل في سوريا، إضافة إلى رجال أمن إيرانيين”، لافتا إلى أن الأطراف المشتركة في صفقة إطلاق سراح المختطفين، كان بينهم مسؤولين حكوميين وثلاثة قياديين من الميليشيات الشيعية العراقية وقياديين عسكريين في فصائل المعارضة السورية.

وتابع التقرير أيضا أن “مبلغ 700 مليون دولار دفع إلى شخصيات إيرانية وفصائل عراقية تدعمها إيران لتحرير القطريين الـ 26 المختطفين في العراق، كما دفعت الدوحة نحو  300 مليون دولار إلى جماعة (فتح الشام) المعارضة في سوريا والتي تتبع تنظيم القاعدة وذلك مقابل إطلاق سراح 50 مسلحا شيعيا كانوا أسرى لديهم”.

وبالعودة إلى قضية اختطاف الصيادين القطريين، أفادت الصحيفة أن الأزمة “بدأت مع قيام كتائب حزب الله في العراق باختطاف القطريين في شهر كانون الأول 2015، حيث أكد عدد من قادتهم أن الرهائن نقلوا إلى إيران”.

وبحسب دبلوماسيين فإن السبب وراء اختطاف القطريين كان لإعطاء حزب الله وإيران ذريعة للتفاوض لإطلاق سراح مقاتلين شيعة محتجزين لدى جماعة “فتح الشام” في سوريا، حيث شملت صفقة إطلاق سراح المختطفين فيما بعد اتفاقا منفصلا لتسهيل إجلاء بلدتي “كفريا والفوعة” الشيعيتين والتي يحاصرها مسلحو المعارضة السورية مقابل أخرى يحاصرها مسلحون موالون للحكومة السورية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *