مجلة فورين افيرز الاميركية : خطة معركة الموصل كانت فاشلة
ذكرت مجلة “فورين أفيرز” الأميركية في تحقيقي صحفي لها استند إلى رأي وتحليلات خبراء عراقيين وأجانب، أن معركة الموصل التي طال انتظارها استندت على “خطة استراتيجية متصدعة وعلى فرضية خاطئة” وهي أن داعش سيضعف بعد سلسلة من الهزائم في العراق وسوريا وأنه لن يقاتل لفترة طويلة من أجل التمسك بالمدينة.
ونقل تقرير المجلة الذي نشر قبل أيام، أنه وبحسب الخطة الأولية التي وضعت نتيجة تعاون أميركي ـ عراقي كان التوجه إلى عدم عزل المدينة بالكامل، باعتبار أن هذا سيحفظ حياة المدنيين والموارد العسكرية، من خلال ترك المسلحين يتراجعون و يهربون من الموصل باتجاه سوريا، قبل أن يضطر العبادي إلى إصدار أمر بتعديل خطة المعركة جراء الخسائر العسكرية التي لحقت بالقوات المهاجمة في مستشفى السلام مطلع كانون الأول 2016.
وقبل المعركة قدّر بعض الخبراء والمحللين أعداد قوات داعش في الموصل بنحو 5500 مقاتل، فيما أكدت مصادر محلية وفق تحقيق “فورين أفيرز” أن داعش استقدم قبل الحملة ثلاثة أفواج خاصة مزودة بأسلحة صغيرة ومدربة من أجل صد القوات العراقية، وكان هناك أيضاً لواء الفاروق المدرع والمؤلف من ضباط الجيش العراقي السابق والذين يستخدمون الدبابات المصادرة من الجيشين العراقي والسوري.
وأضافت تلك المصادر أن داعش وزع أيضا 120 قناصاً على أسطح المدينة، ونشر 400 من المقاتلين الأجانب الانغماسيين بقيادة عقيد سابق في القوات الخاصة الطاجكستانية، كما جهز نحو 300 صاروخ قصير المدى، إضافة إلى ذلك انضمت 300 سيارة مفخخة و150 انتحاريا أجنبيا إلى قوة داعش الانتحارية، وأبدى 700 مقاتل آخر استعداده لاستخدام الأحزمة الناسفة وعلاوة على كل هذه المجاميع كان هناك خمس تشكيلات أخرى لداعش في الموصل، لكن -لسبب ما- اعتقد الجيشان العراقي والأميركي أن هذه القوات سوف تهرب ولن تقاتل بجدّية.
لكن بعد مرور أيام من بداية المعركة تبين أن المهمة معقدة أكثر مما كان متوقعاً، و تباطأت القوات العراقية عند وصولها إلى الموصل بسبب تكتيكات داعش التي شملت: الأنفاق، المباني المفخخة، الكازولين المشتعل في الخنادق، العبوات المزروعة، والمهاجمين الإنتحاريين، فضلاً عن السيارات المفخخة.
ولأن بغداد كانت تتوقع هروب مقاتلي داعش، فلم تقم القوات العراقية بمحاصرة المدينة قبل بدء المعركة لقطع الامدادات من تلعفر ومن الاتجاه السوري الأمر الذي عده مختصون سوء تقدير للموقف من قبل القيادة العسكرية، فالقوات العراقية لم تتمكن من إيقاف إمداد داعش كما لم تتمكن من مهاجمتها من الأجزاء الغربية للمدينة، وبعد أن أدرك الجيشان العراقي والأميركي أن داعش لم تنسحب وأنها كانت مستمرة باستخدام الجسور لنقل الإمدادات، قامت القوات بتدميرها في نهاية كانون الأول وأمر العبادي بتغيير الخطة، بحسب تقرير “فورين أفيرز”.