منظمة فزعة…اول من تصدى لازمة الموصل وعد التضحيات دافعا لمواصلة المهمة الإنسانية
لم تقف ظروف الحرب وخطورتها حجرا عاثرا امام أعضاء منظمة فزعة الإنسانية في مساعدة أهالي الموصل ومساندتهم، الذين يعانون الامرين، امر النزوح، والعمليات العسكرية الجارية لتحريرهم من سيطرة التنظيم الإرهابي، فالتضحيات التي قدمها منتسبو هذه المنظمة في أيسر الموصل زادتهم عزيمة وقوة على تقديم المزيد والأفضل لأهالي الجانب الأيمن غير قاصدين من وراء ذلك غاية شخصية او تحقيق مكاسب ذاتية، بل قاصدين اكرام اهالي الموصل الكرام.
احمد ناظم البكري شاب موصلي في منتصف عقده الثاني تطوع بمنظمة فزعة لمساعدة اهله من النازحين ومد يد العون لهم مع زملائه الاخرين يقول”، ان متطوعي المنظمة وكوادرها العاملة تمكنوا من شحذ الهمم مع الساعات الأولى لانطلاق عمليات تحرير الساحل الأيمن للموصل، فانطلقت القافلات المحملة بالمساعدات المختلفة نحو مناطق الصراع المسلح وبدأت عمليات إغاثة الفارين وتأمين لهم الطعام والشراب والاغطية التي تقيهم من برد الشتاء القارس.
يضيف البكري، ان أوضاع الفارين من ساحل الموصل الأيمن مأساوية فهم عراة حفاة لا يعرفون ماذا يفعلون، الخوف يسيطر عليهم والجوع ينهش بهم، يصارعون الظروف القاسية على امل النجاة، فكان لهم ما ارادوا بجهود أبنائهم في منظمة فزعة الذين يعملون ليل نهار لخدمتهم.
من جهته يقول مصطفى الخطيب نائب المنسق العام لمنظمة فزعة الإنسانية، ان منظمته كانت من أوائل المنظمات الإنسانية التي دخلت الى جانب الموصل الأيمن اثناء انطلاق معارك تحريره وعملت بالتنسيق مع مجلس قضاء الموصل في مساعدة الأهالي بما تمتلكه من طاقات بشرية ومادية، مؤكدا في الوقت ذاته نجاحها في انقاذ مئات الأرواح من خطر الموت بعد ان كانت معرض له بسبب ظروف النزوح الصعب.
الخطيب هو يتحدث عن الأوضاع الانسانية للفارين من جحيم الحرب على التنظيم لم يستطع السيطرة على مشاعره ليجهش بالبكاء دقائق عدة قبل ان يعاود قص ما راه بأم عينه هناك، فيشيرا وهو يعصر يده اليمنى باليسرى، الى ان بكاء الأطفال وصرخات النساء وأنين كبار السن من المرضى تسمع في كل مكان جنوب الموصل، فقوافل الفارين تسير دون توقف وسط تتصاعد أعمدة دخان الحرب من المدينة المنكوبة في منظر بات أكثر رعبا ومرارة من كل قصص التاريخ وحكايته.
ويتابع، ان الازمة التي يعيشها النازحون بحاجة الى إمكانيات مجتمع دولي وتدخل عاجل وجاد من قبل الحكومتين المحلية والمركزية، منتقدا وبشدة دور المسؤولين وموقفهم من هذه الازمة وتركهم للفارين في العراء دون إغاثة والاكتفاء فقط بالظهور على وسائل الاعلام وإطلاق التصريحات التي تصور ان حياة المواطن الموصلية “وردية”.
المراقب للشأن الموصلي عبد العزيز النجار يرى ان ما قدمته منظمة فزعة الإنسانية للنازحين عن مدينة الموصل فاق التوقعات فهي منظمة فتية وبجهود ذاتية غير مدعومة من جهة او حزب ولا تروج لهدف سياسي بل همها انقاذ ما يمكن إنقاذه وسط الضياع والتخبط الذي يعيشه ساسة نينوى وانشغالهم في تأمين حياتهم ومستقبل عوائلهم تاركين وراء ظهورهم مأساة سوف تبقى لعنتها تلاحقهم الى ابد الابدين على حد وصفه.
ويضيف النجار، على الجميع رفع القبع لهؤلاء الشباب الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل خدمة كرام الموصل كذلك على رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي القائد العام للقوات المسلحة محاسبة الجهات المسؤولة عن إغاثة النازحين بعد فشلها في ذلك واطلاقها التصريحات الكاذبة بشأن استعدادها لأية موجة نزوح واعدادها خطة إنسانية موازية للخطة العسكرية.
الموصل لن تموت او يذل أهلها طالما تملك رجالا نذروا أنفسهم لتحدي الصعاب وتذليلها وها هم رجال منظمة فزعة مثال حي عن ماضي وواقع ومستقبل الحدباء.