رسالة الى العبادي تدعوه لوقف الانتهاكات التي ترتكبها قوات غير منضبطة داخل الجانب الأيمن للموصل
وجه المفكر والاكاديمي الموصلي الدكتور سيار الجميل رسالة الى رئيس الوزراء حيدر العبادي اكد فيها وجود انتهاكات تمارسها ميليشيات تدخل الى الاحياء المحررة في جانب الموصل الايمن، ودعت الرسالة رئيس الوزراء الى محاسبة تلك العناصر التي تسئ للقوات العراقية وبطولاتها في تحرير الموصل، والتدخل العاجل لايقاف تلك الممارسات والانتهاكات.
وفيما يلي نص رسالة المفكر والأكاديمي الموصلي الدكتور سيار الجميل الى رئيس الوزراء حيدر العبادي :
” كنا وسنبقى نبارك خطوات الجيش العراقي الباسل في تحرير الموصل ومحافظة نينوى من شرور داعش وجرائمها بحق العراقيين عموما ، وبحق الموصل واهلها الذين صمدوا وعانوا كلهم مهما كان دينهم وعرقهم وثقافتهم خصوصا .. لقد كان تحرير الساحل الايسر نقطة وضاءة في تاريخ العراق المعاصر .. ويأتي اليوم تحرير الجانب الايمن والموصل القديمة مباركين كلّ خطوة يخطوها الجند الابطال الشرفاء الذين جعلوا العراق والعراقيين في قلوبهم اولا واخيرا .. ولكن معلومات مؤكدة وصلتنا منذ يومين ، وتوثقنا منها بشكل دقيق تقول ، بأن مجاميع متنوعة من الشرطة الاتحادية وقوات الردّ السريع ، ضباطا وجنودا باسلحتهم وسياراتهم الرسمية يقومون بمداهمة المناطق المحررة ، وخصوصا في الجانب الايمن منذ ايام وبالذات في مناطق واحياء الجوسق والمنطرد والطيران والدواسة والدندان والحاج يونس وغيرها ، ويخرجون الناس من بيوتهم تحت حجج واهية وكاذبة منها حدوث انفجارات كيمياوية مع سلسلة اهانات وسباب وشتائم طائفية مقذعة ، ويأمروهم بالنزوح والرحيل والطرد ليدخلوا البيوت المأهولة واغلب البيوت لعائلات معروفة في الموصل ، كي يسرقونها ويحملون سرقاتهم في سيارات ولوريات حكومية تمضي نحو جهات مجهولة .. الناس تسرق في وضح النهار في حين ان بيوتات اخرى تركها الدواعش بعد ان اقاموا بها لآكثر من سنتين ، ولكنهم احرقوها قبل ان يخرجوا منها ، كما حدث في مناطق محررة كثيرة في الجوسق والطيران وغيرها ..
ان هذا ما توقعه ابناء الموصل ، فالنار لم تأتهم من طرف واحد ، بل ان النار تأتي أيضا من قبل ( مليشيات ) تلبس ازياء رسمية ، وتستخدم عجلات واسلحة حكومية . جاء في تقرير رفع قبل ساعات الى الفريق قائد الشرطة الاتحادية ، كتب فيه : ” هناك خروقات امنية لا تغتفر بل وتسئ وتهين كل جهد وكل قطرة دم .. سرقات لمحتويات ومقتنيات عوائل موصلية معروفة وميسورة الحال من قبل رجال يرتدون زي الشرطة الاتحادية وقوات الرد السريع .. وأخرها اليوم صباحا لدار عائلة معروفة بحجة استعمال البيت كمقر للرد السريع حيث قام افراد من قوة سيارة بطرد الحارس بالقوة والاستيلاء على محتويات الدار نفسه .. ” .
السيد رئيس الوزراء المحترم
لدينا وثائق وشهادات وصور تثبت كل ما نقول ، اذ نطالب باتخاذ قرارات عاجلة لوقف التجاوزات والاستلابات وان تمنعوا المليشيات التي تخترق الاحياء المحررة بملابس رسمية ، وان لم تأخذوا أية اجراءات سريعة بمحاسبة هذه المجموعات واخلاء دور الناس وارجاع محتوياتها وحلال الناس ، فسوف نقوم بعرض الوثائق على كل العالم .. كما نطالبكم باجراء التحقيق على الارض ، ومن قبلكم شخصيا بما لحق ويلحق بالناس من تهجير واستلاب ، وان لا تأخذوا الامر كونه عادي يحدث في اي حرب ، فلقد دمرت الموصل دمارا كارثيا مروعا ، وعانى اهلها وما زالوا يعانون من هول المجاعة والحرب والاضطهاد والاستلاب .. وما سببته داعش لهم من انسحاق ودمار .. ناهيكم عما يعانيه النازحون من الالام والتشرد والفاقة والحرمان والامراض في العراء من دون اية اجراءات حكومية عاجلة . وانتم تعلمون بأن المجرم الحقيقي لكل هذه الكارثة واهوالها ، كان لم يزل يزايد ويعمل على خراب الموصل وقتل اهلها وسحق وجودها ، ولم يحاسب ولم يحقّق معه ، ولم يأخذ الجزاء العادل جراء فعلته الاجرامية التي صنعها ، وستبقى وصمة عار في تاريخه الاسود .
اننا نناشدكم ونناشد ضميركم بتأسيس هيئة عسكرية من شرفاء القادة وبمعية نخبة كريمة من اهل الموصل ، وهذا حقهم المشروع كي تمسك بالمناطق المحررة ، وتحافظ على ارواح الناس المدنيين واملاكهم وحلالهم ووجودهم بعيدا عن كل من يمثل الموصل ونينوى الان رسميا من مسؤولين ونواب ، فهم متواطئون او مشاركون في الجريمة ! .. تحية الى القادة الميامين وجنودهم من قوات مكافحة الارهاب الذين عاملوا الناس بالحسنى وما زالوا في قلب المعركة الضارية ضد داعش ، يسجلون اروع الصفحات في تاريخ تحرير الموصل والعراق .. وراجيا من كل العراقيين الشرفاء الوقوف ضد كل المعتدين والآثمين والقتلة كما هي وقفتنا جميعا ضد الدواعش الارهابيين المجرمين .
وتفضلوا بقبول خالص الاحترام والتقدير”.