مؤتمر ميونخ: فضح وفد “بغداد” بالأخطاء والنفاق….. وعزز حضور وفد “كردستان” بالنقاط والنجاحات!!. بقلم: سمير عبيد / خبير سياسي وأستراتيجي
أولا: ــ
كالعادة لم يذهب وزير الخارجية العراقي ” أبراهيم باشا الجعفري” الى مؤتمر “ميونخ” الأمني العالمي .لأنه “يستنكف” أن يسير خلف رئيس مجلس الوزراء السيد “العبادي”. وكذلك يرفض أن يجلس بجواره شخصا ثانيا لأنه يرى بنفسه شخصا أول و أعلى من العبادي .لأن السيد “الباشا الجعفري” يعتقد بأنه أكبر من العبادي و الجميع. وأنه لازال يعتقد بأنه رئيس وزراء. وأنه عراب تنصيب “العبادي” أصلا لإنهاء دور المالكي. وفي نفس طريقة المسرحية التي مورست ضده وعندما ترجل الجعفري فصعد المالكي. عاد الجعفري فأستعملها فصعد العبادي وترجل المالكي… فأنتشى الجعفري زهوا ولا زال منتشيا. ولا زال ينظر للعبادي مجرد واجهة وأنه رئيس الوزراء الفعلي والخفي!!!
وبالتالي ذهب مع العبادي الى مؤتمر ميونخ النائب ( عباس البياتي) عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان ليكون بديلا عن “الجعفري” وبلعها العبادي…… وتصرف “البياتي” حينها تصرفات غير كيّسة وغير دبلوماسية .وهذا ما كشفته الصور… مما دفعه العبادي في الجلسات الأخرى ليجلس عباس البياتي بتسلسل ما بعد معاون مدير مكتب العبادي الدكتور ” نوفل أبو الشون”!!…و يبدو هي أشارة ذكية من العبادي الى الجعفري بأن دورك أنتهى وفي أخر القائمة .وأن موسم” بابا بايدن” قد أنتهى لأن بابا بايدن قد رحل. وأن الزمن زمني أنا أي العبادي!!.
**********************
وربما هناك من يغالي من المدللين والمنعمين قرب العبادي، وينفي ما ورد أعلاه…. فنعطي سرا لا يعرفه الناس وهو:ــ
فعندما أجبر السيد العبادي على تغيير الوزراء في الحكومة قبل أشهر و بضغط من جبهة الأصلاح البرلمانية، وبضعط من كتل سياسية مثل كتلة الصدر.. كتب العبادي للبرلمان ولرؤساء الكتل عبارة هي ( نعم أوافق على تغيير الوزراء بأستثناء الجعفري)!!.!!.)… ومن هنا عرفنا بأن الجعفري هو عراب غرفة ( لندن) والتي جاءت بالسيد العبادي والأطاحة بالمالكي، ولهذا لا يُغير ولا يُستجوب الجعفري، وسيبقى مستنكفا بالجلوس شخصا ثانيا قرب العبادي!!.
ـــــــــــــــــــــــــــ
ثانيا: ــ
فبالعودة الى مؤتمر ميونح عام 2017 …فلقد كانت كلمة السيد “العبادي” في المؤتمر مملة، وطويلة(بحيث حتى فالح الفياض ذهب ونام وشخر!!)، وتخللها أمور داخلية بحته لا تقال في هكذا مؤتمرات متخصصة ( بالأمن) مما رسمت على وجوه الحاضرين حالة ملل و أشمئزاز…. ويفترض أن يكون الحديث حول الأمن فقط. وبكلمة مركزة وقصيرة. لأن المؤتمر متخصص بالأمن فقط . لأن على هامش المؤتمر تقام جلسات وحوارات وبإمكان العبادي ليقول ما عنده… علما لا يُعول على هكذا مؤتمر كثيرا……
**
والأمر الذي تململ منه الحضور هو ما جاء في كلمة السيد العبادي من “الكذب” وكأن العراق قلعة حصينة والدول لا تعرف ما يمر فيه أي العراق… علما أن العراق بلا” سياج” وبلا أمن قومي وبلا سيادة. والأستخبارات العربية والأقليمية والدولية تصول وتجول فيه ليل نهار. ناهيك عن أن سمائه التي عبارة عن شارع ( هاي وي) تصول فيه طائرات الدول والعالم والعراق لا يدري ولا يعرف ما ذا يدور…., أما مياهه فقضمت وبيعت للكويت وإيران ودول العالم… والأرصفة في ميناء البصرة سُيّجت من قبل ساسة ونافذين ومافيات وبات لا يعرف ما ذا تصدر وماذا تستورد!!!. وبالتالي فالدول تعرف كل صغيرة وكبيرة في العراق. ولكن وللأسف أن ساسة العراق مصابين وبنسب متفاوته بـ (الزهايمر) فينسون ما يقولون هذا من جهة… ومن جهة أخرى أثبت علم النفس وعلم الأجتماع أن الكذاب ينسى ما يقول فيقع في المصيدة!!,.
****
وهنا نعطي كذبة واحدة من الأكاذيب التي وردت بخطاب العبادي في مؤتمر ميونح وهي:ـــ
- عندما قال العبادي : لا يوجد سلاح في العراق إلا تحت سيطرة الدولة وبعلم الدولة!! “هاي وين” سيادة رئيس مجلس الوزراء؟… فهل أنت لا تدري ما يدور في البصرة، والعمارة، والناصرية؟ فأن كنت لا تدري فهذه كارثة كبرى!!!!!!!!!!!!!!…..
- وهل نسيت تصريحك ومن فمك عندما قلت ومن خلال التلفزيون قبل فترة ( أن هناك 55 مليشيا في بغداد هي خارجة عن القانون ومسلحة وتتحرك في العاصمة!!) ……. عمي والله فضحتونا!!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثالثا: ــ
لا ندري كيف سمح لنفسه رئيس مجلس الوزراء “العبادي” الجلوس على طاولة مفاوضات مع وفد أقليم ” كردستان” والذي قابله كدولة أخرى، وكان العبادي يمثل الدولة الأخرى بالمقابل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟….
فلماذا يكون التفاوض مع أقليم كردستان في ” ميونخ” وليس في بغداد؟….
ألم تكن هذه فضيحة دبلوماسية وسياسية وأمنية؟
وألم تكن هذه الخطوة أعتراف من العبادي وبغداد وأمام أنظار العالم بأن كردستان دولة؟
كيف سمح لنفسه العبادي بهذا…. ولماذا سكت من هو مؤتمن على الأمن القومي للعراق وهو فالح الفياض.. أم أن الفياض ذهب ليمارس النوم في قاعات ميونخ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رابعا : ــ
الأكراد يعرفون كيف تسير الأمور!!
ويعرفون طريقة تفكير العالم. !!
ويعرفون ” أتكيت” هكذا مؤتمرات!!
لأنهم لم يضيعوا الوقت في التعلم والتدريب ونسج العلاقات وصنع “اللوبيات” لنصرة كردستان ودعم كردستان…. ولهذا عرف السيد مسعود البرزاني كيف يدير الأمور بذكاء وحنكة أثناء مؤتمر ميونخ… فلقد نجح السيد البرزاني بأستغلال هذا المؤتمر ” مؤتمر ميونخ للأمن” ليرسل رسائل كثيرة ومهمة للغاية وأهمها: ــ
- نجح السيد البرزاني بأرسال رسالة للعالم أجمع.. بأن “كردستان” غير مرتبطة ببغداد والعراق. وأنها تمثل نفسها كدولة. وعندما ذهب بوفد مستقل الى المؤتمر وعرف بنفسه وبوفده ولجميع وفود العالم.
- نجح السيد البرزاني بأستدراج “العبادي” الى أجتماع ( دولة لدولة) ولم يشعر العبادي بالخطة التي رسمها البرزاني ونجح فيها .وعندما توزعت صورة الأجتماع( أنظر الصورة أعلاه) على وسائل الإعلام العالمية وعلى جميع المؤتمرين. وعندما جلس العبادي وأعضاء وفده وهو يمثل العراق وجلس قبالته البرزاني وأعضاء وفده وهو يمثل كردستان. فكان بجد (أعلان الدولة الكردية) أعلاميا ونفسيا ودبلوماسيا وأمنيا!!. كانت ضربة معلم من البرزاني!!……. علما جلس العبادي على رأس الأجتماع عند لقائه مع الإيرانيين كونه رئيس وزراء وظريف وزير خارجية!!( انظر الصورة أعلاه)
- نحح السيد البرزاني بأثبات أن بغداد غير أمينة وغير موحدة سياسيا ولا حتى في القرار. وعندما أجتمع مع العبادي لمناقشة قضايا داخلية تهم كردستان وبغداد. وكانت رسالة ذكية من البرزاني لمؤتمر ميونخ!!.
- نجح السيد البرزاني بأرسال صورة ورسالة واضحة الى (أدارة ترامب) ومن خلال نائب الرئيس الأميركي الجديد ..بأن وفد كردستان لا يمثله العبادي، وأن كردستان دولة متكاملة ولا تحتاج إلا الدعم والتعاون وأعلان الدولة.
- نجح السيد البرزاني بأستنزاع تصريح مهم للغاية من ( وزيرة الدفاع الألمانية) وعندما تعهدت بدعم إعلان كردستان كدولة مستقلة. ولم يرد الوفد العراقي بكلمة واحدة والسبب ( لأن الوفد الرسمي والحكومي أميّا بكل شيء، وغير متجانس أصلا!!).
- نجح السيد البرزاني بأرسال رسالة مهمة للغاية ولخصومه في (التغيير + الإتحاد) بأن العمل الحقيقي ليس من خلال البيانات الشتائمية، وليس من خلال التحالفات التي ترعاها دول إقليمية وأحزاب تابعة لها في بغداد والتي جعلت من البرزاني خصما,… بل من خلال تسجيل نقاط وأهداف للكرد في ملعب الأوربيين والأميركيين… ولقد أثبت البرزاني بأنه لاعب ماهر، وأنه يعرف ماذا يريد، وأنه أقترب من تحقيق الحلم وحتى وأن أعلنه لوحده وفي الجغرافية التي تحت سيطرته!!.
الخلاصة: ــ
كان وفد المركز “بغداد” مهلهلا وغير متجانس. وتنقصه الدبلوماسية والحنكة وغياب الاهداف.، وكان وفد كردستان رزينا متراصا ،وعلى درجة عالية من الدبلوماسية ووضوح الأهداف…….. لقد وقع رئيس الحكومة السيد العبادي بأخطاء جسيمة قلل من هيبة وصورة بغداد المركز. وفي نفس الوقت راح ليبيع ويُجامل حتى في ( قرار أعلان العمليات العسكرية في الضفه اليمنى للموصل ليعلنها من ميونخ وليس بغداد) وهذا يحمل رسالة واضحة بأن بغداد مجرد ( مسترYes) وليس لها قرار!!. فكان يفترض به العودة لبغداد ليعلن قرار الشروع بالمعارك وخصوصا بعد مناقشة نتائج مؤتمر ميونخ!!….. ولكن لمن تحكي ولمن تشتكي!!.